الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الصوم الأربعيني الكبير .. أقدس أيام السنة لدى الأقباط .. الامتناع عن تناول المنتجات الحيوانية ومشتقات الألبان والأسماك ويتكون من ثمانية أسابيع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بدأ المسيحيون الصوم الكبير الذي يسبق عيد القيامة المجيد، وتختلف عدد أيام الصوم في طقس كل كنيسة 

الكنيسة الأرثوذكسية
يصوم الأقباط الأرثوذكس 55 يومًا تبدأ دائمًا يوم الإثنين، وتنتهى ليلة السبت المعروف بـ«سبت النور» أو ليلة العيد، ويحظر فى الصوم الكبير تناول جميع المنتجات الحيوانية ومشتقات الألبان أو الأسماك، على عكس صوم الميلاد، ويتكون الصوم الكبير من ثمانية أسابيع

الكنيسة الكاثوليكية
تشترك الكنيسة القبطية الكاثوليكية مع نظيرتها الأرثوذكسية فى الطقوس والممارسات الكنسية، ونظم الصوم وعدد أيامه، ونوع الطعام المسموح به ، كما عقد مجمع القاهرة سنة 1898 حيث دُعى «السنودس الإسكندرى للأقباط»، وحدد معنى الصوم والانقطاع، وما هى الأصوام المقررة فى الكنيسة، وهدف هذا الصوم أن يقدم الشعب المسيحى بواسطته أمانة الجسد تكفيرًا عن خطاياه، ويحضر نفسه للاحتفالات المهمة والأعياد.

كنيسة الروم الأرثوذكس
طبقًا لطقس كنيسة الروم الأرثوذكس، صام السيد المسيح «الأربعينية» أى 40 يومًا، وقد علم تلاميذه أن يصلوا ويطلبوا ليس من أجل الخبز الكافى لليوم فقط، بل يطلبون أولًا ملكوت الله وبره وبعدها أى شىء آخر، مشددًا على «التجرّد»، والترّفع وتجنب بعض الأخطار، التى كانت تترافق مع «الصيام»، مثل خطر التمسك بالشكليات والكبرياء، أى الصوم «لكى نظهر للناس صائمين".
 

كنيسة الروم الكاثوليك
وفقا لطقس الكنيسة يصام 40 يومًا حتى أن الصوم يحمل اسم الصوم الأربعيني الكبير، وفي تلك الكنيسة فإن سبت النور هو السبت الوحيد الذي يجب الصوم فيه بينما يمنع الصوم في أيام السبت الأخرى

الكنيسة الإنجيلية ومذاهبها
فى تلك الكنيسة لا صوم كنسى أو مُحدد مسبقًا، ولكن يتم الصوم بشكل شخصى، ويتطوع له الشخص وفقا لرغباته.
أسابيع الصيام وأسمائها
وينقسم الصوم الكبير، حسب طقس الكنيسة، إلى أسبوع الاستعداد، والأربعين يومًا المقدسة، التي صامها السيد المسيح صوما انقطاعيًا، «أى 7 أسابيع» تبدأ يوم الإثنين، وتنتهى يوم الأحد الموافق 2 مايو المقبل بعيد القيامة المجيد، على أن يكون الأحد الثامن.

ليبدأ الأسبوع الأول فيه والذي يطلق عليه أسبوع الاستعداد، كما يقع موعد الصوم الكبير في توقيته بعد صوم يونان بأسبوعين حيث احتفل الاقباط الأرثوذكسي بفصح يونان (العيد) في يوم الخميس الموافق 25 فبراير الماضي

وسمي الصوم بالكبير، ليس فقط لأنه الأطول مدة بين الأصوام القبطية الأرثوذكسية بل لأنه يحتوي على ثلاث أصوام هي: (أسبوع الاستعداد أو بدل السبوت، والأربعين يومًا المقدسة التي صامها السيد المسيح على الجبل، وأسبوع الآلام)

وفقًا للطقس القبطي، فإن أيام الصوم الكبير هي أقدس أيام السنة، لدي الأقباط، ويمكن أن يسمى صوم سيدي، لأن المسيح قد صامه بنفسه، وهو صوم من الدرجة الأولى، إن قسم صيام الكنيسة إلى درجات.
ووفق موقع تكلا هيمانوت الكنسي :ان االصوم الكبير قسم لسبعة أسابيع السبعة هي عناصر لموضوع واحد أعم تدور حوله القراءات في القداسات والصلوات والتسبحة وتأتي كالترتيب التالي:

الأسبوع الأول: يبدأ بأحد الكنوز أو الهداية إلى ملكوت الله: تبدأ الكنيسة فيه بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلى عبادة الله وإلى أن يكنزوا كنوزهم في السماء

الأسبوع الثاني: يبدأ بالأحد الثاني وهو أحد التجربة: تعلمنا فيه الكنيسة كيف ننتصر على إبليس مثل انتصار السيد المسيح على العثرات الثلاث التي يحاربنا بها الشيطان وهي الأكل (شهوة الجسد) والمقتنيات (شهوة العيون) والمجد الباطل (شهوة تعظم المعيشة)

أما الأحد الثالث: هو أحد الابن الشاطر أو الأبن الضال، وفيه نرى كيف يتحنن الله ويقبل الخاطئ على مثال الابن الضال الذي عاد إلى أبيه

الأحد الرابع هو أحد السامرية: يشير إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله

الأحد الخامس هو أحد المخلع: يرمز إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده السيد المسيح وشفاه

الأحد السادس: أحد التناصير: فيه معجزة تفتيح عيني الأعمى رمزًا إلى الاستنارة بالمعمودية

الأحد السابع: أحد الشعانين: وفيه يحتفل المسيحيون بالسعف وجريد النخل مثلما استقبل اليهود السيد المسيح ملكا في أحد الشعانين، ويبدأ بعدا أسبوع الآلام الذي ينتهى الأحد الأخير بعيد القيامة المجيد
أسبوع الآلام حزن من ألفي عام :

سر التناول
أسبوع الآلام بأحد «السعف» «24 إبريل»، ذكرى دخول المسيح القدس.. وإنشاء «سر التناول»، وصلب المسيح ثم القيامة فى يوم أحد القيامة «1 مايو»، وهذا الأسبوع آخر أسبوع فى الصوم الكبير «55 يومًا»، ويحتوى فى قراءاته على سفر «الرؤيا» كاملًا «آخر أسفار الكتاب المقدس» ويتكون الأسبوع من:

«سبت لعازر»، هو السبت الذى أقام فيه المسيح لعازر

«أحد السعف»، هو تذكار دخول المسيح أورشليم، وسمى بذلك لأن اليهود استقبلوه كملك بسعف النخيل فرحًا بقدومه.

"اثنين البصخة»، والبصخة تعنى باللغة القبطية «العبور»، ذكرى عبور النبى موسى لليهود من البحر الأحمر هربًا من عبودية فرعون. وثلاثاء وأربعاء البصخة، لذلك يسمى أيضًا بأسبوع البصخة.


ثم «خميس العهد»، الذى أسس فيه المسيح سر التناول «رمزًا لتجسده وموته وقيامته فى اليوم الثالث»، وسر الكهنوت، كذلك أفصح فيه عن خيانة يهوذا الذى أسلمه بعد أن قام بتقبيله، لذلك لا يقبّل الأقباط بعضهم بعضًا فى ذلك اليوم.

«الجمعة العظيمة»، وصلب فيها المسيح على «الجلجلة» «مكان الصلب»، وشاهده الآلاف من الشعب.. ومات «سبت الفرح» «أو سبت النور»، المسيح فى القبر.

أحد القيامة»، قيامة المسيح وظهوره لمريم المجدلية 

 

طقس أسبوع الآلام

فى هذا الأسبوع تتجسد فكرة التفرغ للعبادة، والاعتكاف مأخوذ من هذه الرؤيا، حيث المؤمنون يتفرغون للعبادة طوال هذا الأسبوع، ويقرأون العهدين القديم والجديد، وترتكز كل الطقوس على الآلام، بل وتتشح الكنيسة بالسواد، فى رمزية

 

الستائر السوداء فى أسبوع الآلام
الستائر السوداء التى توضع فى الكنيسة، هى ليست دلالة على إعلان حداد أو حزن عام على السيد المسيح، لكن الحزن على الخطية التى سببت للمسيح كل هذه الآلام، وكذلك هى تعبير عن حزن التلاميذ حينما سمعوا حديث المسيح عن آلامه وموته «التلاميذ رمز للكنيسة".

 

الشموع فى أسبوع الآلام

توضع على المنارة بجانب «المنجلية» «المكان الذى يوضع عليه الإنجيل»، إشارة لنور القراءات، ولذلك توضع 3 شمعات، إشارة إلى: النبوات، والمزامير، والأناجيل «البشائر»

ويفسر وضع الشموع فى هذه الطقوس لأن المسيح هو نور العالم

 

التسبحة فى أسبوع الآلام

وللتسبحة فى ذلك الأسبوع قصة أخرى، تبدأ بـ«لك القوة والمجد والبركة... تقال 12 مرة كل ساعة، 5 ساعات نهارية، 5 ساعات ليلية، فيبقى رقم 10 موجودًا، ورقم 12 موجودًا، فرقم 12 «3×4» يشير إلى ملكوت الله، «الثالوث يملك على أركان الأرض الأربعة»، ورقم 10 يشير إلى السماء، وعندها نقول: «لك القوة والمجد والبركة»، ويُقصد بذلك أن السيد المسيح هو مصدر القوة.

 

الألحان والميطانيات فى أسبوع الآلام

تؤدى الألحان والصلوات فى هذا الأسبوع بالطريقة الإدريبى «الحزاينى»، وهى طريقة طويلة تتميز باللحن الطويل، والعمق فى المعنى، لذلك تكون هذه الطريقة مصدرًا للتعزية وقت الحزن.

الميطانيات «نصف سجدة»

الميطانيات فى أسبوع الآلام تجسد معنى الخلاص، ففيها السجود والقيام، فالسقوط بالخطية، والخلاص بالمسيح.

وهى تقال فى الطلبات الصباحية، حيث تقترن بالصوم، أما فى سويعات الليل، وحيث يكون الصائمون قد أفطروا، فلا تكون هناك ميطانيات، ولكى يصوم المؤمنون خلال هذا الأسبوع المقدس صومًا انقطاعيًّا، لمزيد من الانسحاق والتذلل بالميطانيات.

 

عدم إقامة قداس فى 3 أيام فى أسبوع الآلام

عدم إقامة قداس إلهى خلال الثلاثة أيام: «الإثنين والثلاثاء والأربعاء». ولا أحد يدخل إلى المذبح خلال هذه الأيام، وذلك بسبب سر تذكار الطرد من الفردوس: لنتذكر الطرد الذى نالته البشرية نتيجة المعصية، حتى يدخل فى ذهن الناس خطورة الخطية التى تؤدى إلى الطرد من حضرة الله.. الانفصال عنه.


والصيامات المسيحية يمكن فيها للمسيحيين أكل السمك، ما عدا الصيام الكبير، وفى أسبوع الآلام لا يأكل المسيحيون حلو الطعام، بل والإفطار يوم الجمعة العظيمة يكون على الخل والمر، لأن السيد المسيح حين عطش على الصليب سقاه الرومان بإسفنجة بها خل.

إننا أمام حالة توحد مع المتألم على الصليب تمتد طوال ألفى عام، لتصل للتماهى مع آلام المتألمين، وصولًا لذروة التضامن مع المتألمين فى العالم.