قبيل أيام من شهر رمضان المبارك ترحل صاحبة الأغنية الشهيرة "تم البدر بدري" التي اشتهرت كثيرا، إلى جانب أغنيتها "أم البطل" التي قدمتها بعد استشهاد ابنها سيد السيد بدير، الذى استشهد خلال حرب الاستنزاف وقبل انتصارات أكتوبر بأشهر قليلة، بعد تخرجه وتلقيه تدريبات على الطيران فى روسيا، كانت صدمة عمرها التى لم تستطع تجاوزها رغم مرور أكثر من 44 عاما، ولم تستطع في أي مناسبة وهي تغني هذه الأغنية أن تحبس دموعها.
هي المطربة الكبيرة شريفة فاضل التي ولدت في 15 سبتمبر 1938 بمدينة القاهرة وهي حفيدة القارئ أحمد ندا، تدربت على أيدي أساطين الإنشاد الديني والموسيقى، التحقت بمعهد الفنون المسرحية، اشتهرت بأغنية "أمانة يا بكرة"، في الخمسينيات، وتزوجت من المخرج السيد بدير الذي أسند إليه بطولات عديدة وفي الستينيات اشتهرت بأغنيتها "حارة السقايين"، وعملت فيلمًا بنفس الاسم.
وفي السبعينيات مات ابنها سيد السيد بدير في الحرب، وغنت أغنية "أم البطل"، أثناء حرب أكتوبر، وحققت نجاحًا كبيرًا، ومن أشهر اغنياتها "أمانة يا بكرة"، "سألت فين حينا"، "حارة السقايين"، "يا حلو فهمنا"، "يا معجباني"،" ورق العنب"، "آه المكتوب"، "الليل"، وأنتجت لنفسها بعض الأغنيات، وأسست كازينو الليل بشارع الهرم.
شاركت في العديد من الأعمال السينمائية ممثلة ومطربة منها "الأب" و"سلطانة الطرب" و"الحب والثمن" و" تل العقارب" و" امرأة حائرة" و"مفتش المباحث".
وتعد أغنيتها الشهيرة" تم البدري بدري"، إحدى أبرز أغاني وداع رمضان، والتي يبدأ عرضها خلال الأيام الأخيرة من الشهر الكريم في كل عام، وهي من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى الذي نجح في وصف حالة الوداع الحزين التي تتملك المصريين والعرب برحيل شهر رمضان، وخرجت من بين يديه كلمات الأغنية التي قدمها إلى وجدى الحكيم الذي كان يعمل مراقبا للموسيقى والغناء بالإذاعة.
واتفق الإذاعي الكبير وجدي الحكيم معه على أن يلحنها الموسيقار عبد العظيم محمد الذي أبدع في اللحن خلال يومين فقط، حتى أنه جعل من الوداع بهجة وفرحة، كما اتفقا على أن تغنيها المطربة شريفة فاضل التي كانت في بداية مشوارها الفني، ليبدأ إذاعة هذه الأغنية من الستينات من القرن الماضي وتستمر حتى يومنا هذا.