الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

ضعف القوانين واتساع رقعة الدولة أبرز الأسباب.. أسرار تحول البرازيل إلى بوابة خلفية لإحياء تنظيم داعش الإرهابي

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتصاعد هذه الأيام التحذيرات من خطورة تدفق عناصر الجماعات المتطرفة، ولا سيما الدواعش، على دول أمريكا اللاتينية، وبخاصة البرازيل، ومعها الأرجنتين وباراجواي.
ويرجع الخبراء والمراقبون، مخاوفهم من أن تتحول هذه البلاد لمراتع خاصة تستعيد فيها الجماعات المتطرفة قدرتها ونفوذها على العالم، إلى عدة أسباب لعل أبرزها، هو ضعف قوانين مكافحة الإرهاب في هذه الدول، بالإضافة إلى اتساع رقعتها الجغرافية، وبخاصة البرازيل، واعتيادها على قبول جميع الأعراق والفئات والأيديولوجيات، فضلا عن عدم توقيع الحكومة البرازيلية على اتفاقية تسليم المجرمين لأوطانهم الأصلية.   
البرازيل بوابة خلفية لإحياء داعش

 

ويحذر الخبراء من أن الظروف صارت مواتية حاليا، لانتشار عناصر داعش بأمريكا اللاتينية، في ظل حالة الاضطراب الاقتصادي والسياسي، التي يعيشها العالم، سواء كنتيجة لتداعيات جائحة كورونا، أو للحرب الروسية الأوكرانية، أو غيرها من التوترات.
هذا بالإضافة إلى ما يتوفر في الأراضي البرازيلية الشاسعة من مراعٍ تتيح لعناصر الإرهاب الاختباء وإقامة المعسكرات التي تعد لبنة أساسية لوجودهم.

 


تاريخ خطير
تاريخ خطير ذلك الذي عاشته أمريكا اللاتينية مع الجماعات المتطرفة، حيث تعد الحدود بين البرازيل والأرجنتين والباراجواي، حاضنة مهمة للعناصر المتطرفة، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث احتضنت تلك المنطقة عددا من المتطرفين المشاركين في الحرب الروسية الأفغانية، الذين استطاعوا رغم تورطهم في جرائم إرهابية، أن يستفيدوا من قوانين هذه الدول، ويحصلوا على إقامات قانونية، ويبدؤوا ممارسة أعمال تجارية كرجال أعمال، مستفيدين بحجم هائل من الأموال أمكن تهريبه إليهم بسهولة آنذاك.
ويأتي على رأس هؤلاء العناصر كل من: السعيد حسن علي محمد مخلص، وهشام أحمد محمود الطرابيلي، ومحمد أبو العز، عناصر الجماعة الإسلامية.
ومع الوقت استطاعت هذه المجموعة التي قادها الثلاثة المذكورون أن توفر دعما لوجيستيا لباقي عناصر الجماعة الإسلامية، من خلال استخراج أوراق ثبوتية، وإيواء بعض العناصر الخطيرة التي كانت تزورهم بين الحين والآخر، وبناء على ذلك أمكن إنشاء شبكة متطورة من الاتصالات التكنولوجية التي أسهمت في ربط عناصر التنظيم,
وهذه المجموعة هي التي خططت ومولت الهجمات الإرهابية على السياح في الأقصر، وعناصر الشرطة المصرية في 1999م.
ويمثل الإرهابي هشام أحمد محمود الطرابيلي، نموذجا مهما للمستفيدين من الأوضاع في البرازيل وأمريكا اللاتينية، حيث عمل بالتجارة في منطقة الحدود الثلاثية المشار إليها، ثم انتقل بعد القبض على شريكه السعيد مخلص، إلى مدينة سان باولو، ليعمل بالتجارة أيضا، إلى أن اعتقل على ذمة قضية دعم القاعدة والتنظيمات الإرهابية، وظل لمدة عام قيد الاعتقال، ورغم ذلك يعيش حاليا حرا طليقا في دولة البرازيل، لعدم وجود اتفاقية تسمح بتسليمه.

 


وهناك أيضا محمد أحمد السيد أحمد إبراهيم، القيادي الإخواني هارب من أحكام قضائية، والموضوع على لائحة وزارة الخزانة الأمريكية لاتهامه بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة، وهو شريك أحمد الخطيب اللبناني المؤيد لداعش والتنظيمات الإرهابية، الذي يعمل إماما ومدرسا دينيا في المراكز الإسلامية الموالية للإخوان بأمريكا اللاتينية.
ومن الأسماء التي استفادت من الأوضاع في البرازيل أيضا أسامة عبد المنجي عبد الله بكر، الإخواني الذي وصل البرازيل منذ سنوات، وأقام في مدينة بارانافائي بولاية برانا، وعمل لصالح جهود تسليح عناصر داعش، وتم رصد اتصالاته مع زعماء بدول آسيوية لتوفير الأسلحة للتنظيم، كما تلقى نحو30 ألف دولار من قادة داعش لدعم جهوده في هذا الاتجاه. 

 


وسعى أسامة بكر لعقد اجتماعات متعددة مع موظفي سفارات بعض الدول الآسيوية، داخل الأراضي البرازيلية في محاولة لشراء أسلحة خفيفة الوزن، وتكنولوجيا مضادة للطائرات دون طيار، لصالح داعش، كما ساعد أسامة بكر الأفراد على الهجرة إلى البرازيل، والحصول على عمل فيها.

 

 


أما محمد عبد العال محمد شاكر، فهو أحد أخطر العناصر المتطرفة التي تحتضنها البرازيل، وأمريكا اللاتينية قاطبة، حيث سافر إلى تركيا في أعقاب مشاركته باعتصام رابعة الإخواني، وعمل لمدة عام في جامعة الآهيات هناك، ومنها اتجه إلى البرازيل، وسكن بمدينة ريو دي جانيرو، وتزوج من يرازيلية.

 

 


وعمل محمد شاكر في المركز الثقافي الإسلامي، وهو معهد سروري متطرف يحصل على دعم خارجي، ويغذي الطلاب والدراسين لديه بالفكر المتطرف.
البرازيل بديل مناسب لسوريا
يرى الدكتور عمرو عبد المنعم، المتخصص في الجماعات الإرهابية، أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وجدت في البرازيل بديلا مناسبا لسوريا، مشيرا إلى أن الظهور المكثف لعناصر داعش على الأراضي البرازيلية، تزامنا مع اندلاع الحرب على الأراضي السورية.
وأوضح أن الفكر الداعشي الدموي ظهر في البرازيل، وهو ما تجلى في إعلان الأمن البرازيلي إحباط خلية ارهابية في ولاية جوياس، تضم 11 شخصا خططوا لإقامة خلية موالية لتنظيم "داعش" الإرهابي في البرازيل".

وكشفت التحقيقات عن أن المتهمين كانوا يخططون لتأسيس هذه الخلية بهدف تجنيد متطرفين وإرسالهم إلى سوريا.
وشدد عبد المنعم على ضرورة أن تعمل السلطات البرازيلية على تنشيط أجهزتها في مواجهة الإرهاب، حتى لا تفاجأ بأنها أصبحت موطنا لعناصر متطرفة، قادرة على التأثير على أمن العالم.