ذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن أوكرانيا تتوسل إلى الغرب في الوقت الحالي لإمدادها بذخائر عنقودية حتى تتمكن من الصمود في مواجهة الآلة العسكرية الروسية في الصراع الدموي الدائر بين الطرفين في إطار العملية العسكرية الروسية التي بدأت في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأضاف المقال، الذي كتبه الصحفي جوش روجين، أنه على الرغم من استمرار مقاومة القوات الأوكرانية إلا أن الحرب تعتبر غير متكافئة نظرا لتفوق القوات الروسية في العدد والعتاد ولا سيما بعد أن قامت موسكو بتعبئة مئات الآلاف من الجنود للانضمام للقوات المحاربة في أوكرانيا، فضلا عن كونها ما زالت تتمتع بتفوق في العتاد العسكري على الرغم من مرور ما يربو على عام منذ بداية الصراع هناك.
ويشير المقال إلى أن الجانب الأوكراني يدرك تمام الإدراك حاليا أن الوقت ليس في صالحه وأن القوات الروسية قد تقوم بشن هجوم كبير في أي وقت، موضحا أنه على الرغم من قيام الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الأوروبية بتزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية وصلت قيمتها مليارات من الدولارات إلا أنهم ما زالوا يرفضون توفير طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى لكييف لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.
ويضيف الكاتب، أنه على الرغم من موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة إلا أن الأمر سوف يستغرق وقتا طويلا يصل لعدة أشهر حتى تتمكن القوات الأوكرانية من استيعاب تلك الأسلحة واستخدامها فعليا في ساحة القتال.
ويردف الكاتب أنه على الرغم كذلك من أن بعض الدول الغربية قامت بإرسال دبابات لأوكرانيا إلا أنها لم تصل بعد لكييف ومن المرجح أن تصل كميات قليلة من تلك الدبابات لأوكرانيا في وقت قريب، موضحا أن القوات الأوكرانية تستهلك في الوقت الحالي كميات من الذخيرة على نحو لا يسمح للدول الغربية بتعويضه في الوقت المناسب.
يضيف الكاتب أنه في ظل كل تلك المعوقات فيما يخص توفير العتاد اللازم لأوكرانيا، هناك سلاح فعال لا يمكن الاستغناء عنه من أجل تمكين أوكرانيا من التصدي لأي هجوم من جانب القوات الروسية وهو الذخائر العنقودية، موضحا أن العديد من المسؤلين الأوكرانيين أبلغوا الدول الأوروبية والولايات المتحدة خلال مؤتمر ميونخ للأمن الذي عقد مؤخرا في ألمانيا بضرورة توفير تلك الذخائر لكييف.
ويوضح الكاتب أن إثارة تلك المسألة أدت إلى نوع من عدم الارتياح لدى العديد من الدول الحليفة لأوكرانيا حيث إن ما يقرب من 100 دولة من دول العالم قامت بالتوقيع على معاهدة حظر تخزين واستخدام الذخائر العنقودية لما تمثله من خطورة داهمة ولا سيما على المدنيين.
ويلفت الكاتب في سياق المقال إلى موقف جماعات حقوق الإنسان المناهض لاستخدام ذلك النوع من الأسلحة ذات القدرات التدميرية العالية، موضحا في نفس الوقت أن الجانب الأوكراني ليس لديه من الرفاهية ما يجعله يفكر في تلك الاعتبارت.
ويشير الكاتب في الختام إلى أن الجانب الأوكراني يعلم أن استخدام ذلك النوع من الأسلحة سوف يثير الكثير من ردود الأفعال السياسية والدبلوماسية الغاضبة إلا أن ما يعنيه في الوقت الحالي هو مدى احتياجه لتلك الأسلحة لتحقيق النصر على القوات الروسية في ساحة القتال.
العالم
واشنطن بوست: أوكرانيا تتوسل إلى الغرب لإمدادها بذخائر عنقودية لمواجهة القوات الروسية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق