أخصائي التغذية العلاجية: الوجبات السريعة تسبب السكر والسمنة وأمراض الكلى للأطفال وبعض أمراض القلب
مرعى: بعض الأطعمة تسبب ظهور حب الشباب لأنها غنية بالكربوهيدرات وليس الدهون
رامي صلاح الدين: منخفضة القيمة الغذائية ومعظم الناس لا تشعر بالشبع
تحذيرات متكررة يطلقها الأطباء وخبراء التغذية من تناول الأطعمة السريعة المجهزة بالشوارع، مؤكدين أن كثرة تناول الوجبات السريعة والسكريات قد يؤثر على الصحة خاصة صحة الأطفال، فينصح أطباء التغذية العلاجية تجنب تناول هذه الوجبات خاصة للأطفال، حيث إن الاستهلاك المفرط للوجبات السريعة والسكريات من قبل الأطفال، وتقليل استهلاك الخضار والفواكه، يؤثر على تحصيلهم التعليمي في المدارس، ويؤثر سلبًا على سلوكهم في التعامل.
وبحسب أخصائي التغذية، فإن الوجبات السريعة من المطاعم المفضلة لدى الأطفال في الآونة الأخيرة مثل البطاطس المقلية، تؤدي إلى مضاعفات وحدوث مشاكل صحية، وتمتد إلى الإصابة بالسمنة وبعض الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل للأطفال، وتجدر الإشارة إلى أن الإهمال في مراقبة العادات الغذائية للأطفال يؤثر على نموهم عند البلوغ، ويعرضهم لحالات مشابهة لسرطان العظام والهشاشة وارتفاع ضغط الدم، والتي تبدأ في سن مبكرة بتناول الأطعمة غير الصحية.
تقول آمنة عزب، ربة منزل: "لدي ابن في الإعدادي وآخر في الابتدائي، مع مرور الوقت اكتشفت أن ابني محمود الذي يدرس في المرحلة الابتدائية يتجه مع زملائه بعد اليوم الدراسي أو حتى بعد موعد الدرس، إلى مطعم بجوار البيت يأكل فيه وجبات وسندوتشات بدون علمي، وبعد تحذير لم يسمع الكلام، وأصر على تناول تلك الأطعمة وينفق المصروف اليومي على تلك الوجبات.
وتتابع عزب لـ«البوابة»: أصبح ابني بسبب تلك الوجبات كسولا ويشعر دائما بالإرهاق من أقل مجهود، وبعد عدة فحوصات اتضح أن لديه كسلا في الكبد، تمت معالجة الأمر سريعا والبعد عن تلك الوجبات وعن جميع أنواع السكريات والاهتمام بالفواكه الطازجة والأكل المصنوع داخل المنزل، أما الابن الأكبر فقد تم السيطرة عليه من زمن ولا يقبل أن يتناول تلك الأطعمة خارج المنزل من الأساس".
السمنة القاتلة
ويقول أحمد عبدالعزيز، مهندس: لم أجد حلا لسمنة بنتي الكبرى، وحاولت بشتى الوسائل لكن دون جدوى، لم أدع عيادة إخصائي تغذية إلا وذهبت له، وجربت كل أنواع الأنظمة الغذائية ولم ينقص وزنها على الرغم من صغر سنها.
واستطرد لـ«البوابة»: جاءت نصيحة من طبيب إخصائي أن أبتعد بها عن تناول الوجبات السريعة، وبعد تقليل معدل استهلاك الوجبات السريعة في المطاعم أصبحت لديها الطاقة والقدرة على ممارسة الرياضة مع الانتظام في النظام الغذائي، وأنصح كل أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم وعدم الإفراط في تناول الوجبات السريعة والسكريات وخاصة عند الأطفال قبل المرحلة الإعدادية لأنه مع الوقت ستنخفض كمية الأطعمة المعاد استخدامها، وستصبح أكثر ميلًا إلى الأطعمة الصحية لأن جميع الميكروبات في الأمعاء ستتغير بسبب تبديل الوجبات السريعة إلى الأطعمة الصحية.
الوجبات السريعة مغرية للأطفال
يؤكد أطباء التغذية أن الوجبات السريعة تخلو من الكثير من العناصر المهمة مثل المعادن والألياف، بل تساعد في الإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وتتسبب الوجبات السريعة في الإصابة بالتسمم الغذائي في كثير من الأحيان، بسبب عدم نظافة الطعام وعدم اتباع الأسس والمعايير الخاصة بالتخزين والحفظ والإنتاج وتؤدي الوجبات السريعة إلى حدوث تلبك في المعدة وعسر الهضم وقد تؤدي إلى التهابات وقرح وآلام في المعدة بسبب استخدام المواد الحارة المستخدمة في عمل الوجبات السريعة يمكن أن يؤدي لتهيج الأغشية الداخلية بالجهاز الهضمي.
ويقول الدكتور محمد مرعي، إخصائي العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، إن الآباء والأمهات دائما ما يحرصون على تقديم أفضل الوجبات الغذائية والغنية بجميع العناصر الغذائية والفيتامينات، ولكن من بين الوجبات المحببة والمغرية للأطفال الوجبات السريعة والتى تحتوى على كثير من الدهون والسكريات والنكهات التي تجعل منها لذيذة الطعم وصعب على الأطفال مقاومتها وتقدم مع المشروبات الغازية بديلا عن العصائر المفيدة ومع البطاطس المقلية بديلا عن الخضراوات.
وينصح مرعي، الآباء والأمهات خلال حديثه لـ"البوابة" بعدم شراء الوجبات السريعة فهى ليست بريئة أبدا مقارنة بمظهرها الجميل وطعمها اللذيذ، فهى سبب رئيسي فى الإصابة بأمراض كثيرة مثل: انخفاض سرعة الفهم والتركيز حيث تنخفض الفيتامينات المهمة والضرورية لعمل خلايا المخ بشكل جيد، وأمراض القلب التى لا تفرق بين كبير وصغير حيث تحتوى الوجبات السريعة على الكثير من الدهون الضارة وتزيد من مستوى الكوليسترول فى الدم مما يجعله يتراكم داخل الأوعية الدموية ويهدد الطفل بالإصابة بأمراض القلب.
ويتابع «مرعي»، الوجبات السريعة غنية بالسكر وتؤثر على الكبد وتسبب مشكلات فى إفراز هرمون الأنسولين المسئول عن تنظيم السكر بالدم، كما أن السمنة شاعت بين الأطفال وظهر ذلك جليا بعد مبادرة السيد رئيس الجمهورية فى القضاء على مرض السمنة فى أطفال المدارس فى ظهور أعداد ضخمة جدا مصابون بالسمنة بين الأطفال، ومن أسباب ذلك الوجبات السريعة لاحتوائها كما قلنا على كميات كبيرة من السكريات والدهون مما يجعلها سببا رئيسيا فى زيادة الوزن فى الأطفال".
ويكمل إخصائي العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، الوجبات السريعة أحد أهم أسباب أمراض الكلى، حيث تزيد الوجبات السريعة من كميات الدهون والتى بدورها ترفع من مستوى ضغط الدم والذى يقوم بالتأثير على وظائف الكلى".
ويقدم "مرعي" روشتة لحل مشكلة تعلق الأطفال بالوجبات السريعة، قائلًا: "من المهم عدم إجبار الأطفال على تناول أنواع من الغذاء بعينها دون الأخرى ولكن يجب تحضير الأطعمة المحببة له بطريقة طهى صحية، كما يمكن أن نجعل الطفل يتناولها مرة كل شهر أو شهرين كنوع من التغيير ومكافأة له عن تناول الأطعمة الصحية على مدار شهر كامل، وتشكل تلك الأطعمة الكثير من المخاطر على الكبار والصغار على حد سواء ومن الضروري أن تقوم الأسرة بكل ما في وسعكم لكي تجنبوا أطفالكم تناول تلك الأطعمة لحمايتهم من مخاطرها على صحتهم وعلى عقولهم أيضًا.
قيمة غذائية أقل وأضرار صحية أكبر
وفي السياق ذاته، يقول، إن مصطلح الوجبات السريعة يشير إلى قائمة الطعام التي تحتوي على قيمة غذائية أقل ولكن بكميات كبيرة من السعرات الحرارية، حيث أصبحت الوجبات السريعة ذات طبيعة عالمية، حيث إنها تحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال ومتوفرة في كل مكان في العالم أيضًا.
وأوضح لـ"البوابة" أنه وفقًا لمعهد بيانات الغذاء في مكتب إحصاءات العمل، فإن جيل الألفية ينفق حوالي ٤٥ فقط من مصاريف الطعام على تناول الطعام بالخارج وتناول السكريات التي تؤدي إلي إصابة الأطفال ببعض أمراض العصر الحديث.
وتابع صلاح الدين، أن المشاكل التي تواجه الوجبات السريعة أنها منخفضة القيمة الغذائية لذلك أن معظم الناس لا تشعر بالشبع عند تناول تلك الوجبات وبها كميات كبيرة من التوابل تجعل المستهلكين يميلون إلي تناولها بدلا من الأطعمة الأخرى المغذية، حيث تتأثر عادات الأطفال في السهر ومواعيد انتظام النوم بشكل دائم على نظامهم الغذائي حيث هناك أطعمة التي بها سكريات تقلل من حالات الطاقة والقدرة على التركيز باستمرار.
ونصح استشاري التغذية العلاجية، الآباء والأمهات بضرورة اهتمامهم بممارسة أطفالهم من جميع الفئات العمرية للتمارين الرياضية سواء كانت أسبوعية أو يومية، والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة باستمرار، والتى لا تمنحهم العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها للحصول على القدرة على التحمل الكافية للقيام بذلك وتؤدي الوجبات السريعة التي تتكون من دهون صناعية وزيوت نباتية مهدرجة إلي تكوين الدهون للأطفال التي تؤثر على حياته بشكل كامل.
الخضروات والفواكه بديلًا
ويحذر الدكتور خالد غزالي، استشاري التغذية العلاجية، من تناول الوجبات السريعة، موضحا أنها من أسباب زيادة الوزن التخسيس صحة وليست مجرد نزول حيث تأثير الدهون المشبعة على أعضاء الجسم بسبب جلطات ونوبات قلبية قد تظهر في سن كبيرة بسبب تناول تلك الأطعمة بشكل معتاد.
وأوضح لـ"البوابة" أنه على الطفل أن يأكل كل شيء باعتدال ويكثر من تناول السلطات والفاكهة، والابتعاد عن المشروبات الغازية، مشيرًا إلى أن أفضل طريقة لخفض الوزن هو تناول الألياف الطبيعية التي تقلل الشهية من خلال امتلاء البطن، وتقليل امتصاص السكريات والدهون، بدون أي أعراض جانبية.
وأكد غزالي، أن بعض الأطعمة المسؤولة عن ظهور حب الشباب تكون غنية بالكربوهيدرات وليس الدهون، حيث تؤدي هذه الأطعمة إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم مما يسبب ظهور الحبوب للأطفال والمراهقين.
تنظيم أوقات الوجبات
وتقول نانسي بنيامين، أخصائية تعديل السلوك والإرشاد الأسري، أن كثيرا من الأمهات لديها موروث خاطئ عن كيفية التعامل مع الأطفال، وهو إجبار الأطفال علي فعل بعض الأشياء منها علي سبيل المثال لا الحصر إجبار الطفل علي إكمال كامل الطبق قد تفترض أن هذا سيساعد طفلك على الحصول على العناصر الغذائية الضرورية من الطعام، لكنه قد يؤدي في الواقع إلى كره بعض الأطعمة وأوقات الوجبات، لكن حاول أن تجعلهم يرون أنك تأكل الخضروات والفواكه أمام الأطفال وتستمتع بها فبالتالي سوف يتعلم أن يأكلها هو دون الإجبار عليها.
وأضافت لـ"البوابة ": على الأمهات أن يمكنها أيضًا المحاولة من خلال تقديم كميات صغيرة من الفاكهة أو الخضار مع طعام صحي آخر يحبه الطفل أو أن تطلب منه اختيار نوع واحد لتجربتهما معًا. ويمكن أن يساعد ترتيب الفواكه والخضروات بأشكال مرحة وألوان كافية في جعلها تبدو جذابة على الطبق. من المهم ألا تنسى أن الأمر قد يستغرق عدة محاولات لجعل الطفل يجرب أطعمة جديدة ويستمتع بها.
منظمة الصحة العالمية: ٣٠٪ من وفيات الأطفال ناجمة عن الأمراض المنقولة بالأغذية
ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر في شهر مارس عام ٢٠٢٢ أن أكثر من مليار شخص، في جميع أنحاء العالم، يعاني من السمنة – منهم ٣٩ مليون طفل وهذا الرقم آخذ في التزايد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من ١٦٧ مليون شخص - من مراهقين وأطفال – ستتراجع صحتهم بسبب زيادة الوزن أو السمنة، بحلول عام ٢٠٢٥.
ويؤدي مرض السمنة إلي مجموعة من الأمراض غير السارية، مثل مرض السكري من النمط ٢، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وأشكال مختلفة من السرطان، فضلا عن مشاكل الصحة العقلية.
كما تؤكد منظمة الصحة العالمية، في تقرير صادر في نهاية ٢٠١٥، أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون حوالي ثلث (٣٠٪) جميع الوفيات الناجمة عن الأمراض المنقولة بالأغذية، على الرغم من أنهم يشكلون ٩٪ فقط من سكان العالم. هذه هي إحدى النتائج التي توصّلَت إليها "تقديرات منظمة الصحة العالمية عن العبء العالمي للأمراض المنقولة بالأغذية"، والتي تعد التقرير الأكثر شمولًا حتى الآن حول تأثير الطعام الملوث على الصحة والعافية.
ويذكُر التقرير، الذي يقدر عبء الأمراض المنقولة بالأغذية الناجمة عن ٣١ من عوامل المرض - مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والسموم والمواد الكيميائية- أن ما يقرب من ٦٠٠ مليون شخص، أي نحو شخص من كل ١٠ أشخاص في العالم، يصابون بالمرض كل عام بسبب تناولهم أغذية ملوثة، يموت منهم ٤٢٠ ألف شخص من بينهم ١٢٥ ألف طفل دون الخامسة من عمره.
«مبادرات صحية لأطفال مصر» من أجل جيل سليم
أطلقت مصر العديد من المبادرات الرئاسية في مجال الصحة تحت شعار المبادرة الرئاسية الأم "١٠٠ مليون صحة"، والتي كان لها عظيم الأثر فيما يخص صحة المصريين بكل أعمارهم ولعل مبادرة "الكشف عن طلبة المدارس" كانت من أهم المبادرات إذ تهتم بصحة النشء ممن هم مقومات التنمية في الغد. ونجحت المبادرة، حتى منتصف العام الماضي، في فحص ١٢.٥ مليون طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فيروس سي لطلاب المدارس والأمراض غير السارية.
ووفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، هناك استمرار عمل المبادرة لمدة ٥ أعوام على التوالي لطلاب المرحلة الإعدادية، لضمان الحفاظ على خلو مصر من فيروس "سي" وغير السارية.
