تشهد سماء مكة المكرمة ظاهرة فلكية فريدة من نوعها، غدا السبت، وهى تعامد "تسامت" القمر الأحدب المتزايد على الكعبة المشرفة.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، إن ذلك سيكون التعامد الأول والوحيد خلال عام 2003.
وسيبلغ القمر ميله عرض مكة ومتوسطا خط زولها عند 10:43 مساء بتوقيت مكة وسيكون على ارتفاع "89.5 درجة" فوق أفق مكة وقرصه مضاء بنسبة 93% بنور الشمس والزاوية التي تفصله عن الشمس "الاستطالة" 149 درجة ويبعد مسافة 405,368 كيلومترا، وفي ذلك الوقت سيكون هناك كوكب واحد مرئي في السماء باتجاه الأفق الغربي، إلى جانب العديد من النجوم الساطعة، حسب ما افاد أبو زاهرة لصحيفة سبق السعودية.
وأضاف: "ظاهرة التعامد من الطرق العلمية لتأكيد دقة الحسابات لحركة الأجسام السماوية، ومنها القمر، التي تجعل تحديد موقعه في غاية الدقة، إضافة إلى أنه يمكن الاستعانة بهذه الظاهرة الفلكية في معرفة اتجاه القِبلة بطريقة بسيطة من مناطق عدة حول العالم".
وأردف: موقع القمر بالنسبة للقاطنين في الأماكن البعيدة عن المسجد الحرام وقت التعامد، والذي يشاهد فيها القمر يشير إلى اتجاه القِبلة؛ علماً بأن أغلب مواعيد تعامد القمر أو غيره من الأجرام نادرا ما يكون الميل مطابقا تماما مع عرض الكعبة المشرفة، حيث يكون بفارق ربع درجة أو نصف درجة، لذلك لا يعتمد على التعامد في معرفة القبلة للمناطق القريبة من مكة مثل: جدة وعسفان والطائف، أما المدن البعيدة عن مكة فلا تتأثر بذلك.
وتابع: بالنسبة للمقيمين في المواقع الجغرافية البعيدة عن المسجد الحرام في منطقة الخليج العربي والدول العربية والمناطق التي يرى فيها القمر فوق الأفق وقت التعامد؛ فإن الاتجاه يشير إلى مكة بشكل يماثل دقة تطبيقات الهواتف الذكية، وللحصول على نتائج دقيقة يستخدم المختصون بعض الأجهزة لإجراء القياسات الدقيقة.