ارتفعت أسعار الذهب عالمياً في طريقها لتسجيل أول ارتفاع أسبوعي منذ منتصف يناير الماضي، وذلك بعد تصريحات من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي عملت على تهدئة الأسواق ودفعت بالدولار إلى التراجع، بحسب جولد بيليون وسجل السعر الفوري للأونصة عالميا ارتفاع اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 1847.27 دولار للأونصة ويتداول وقت كتابة التقرير عند 1846.30 دولار للأونصة، حيث تتجه أسعار الذهب لتسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.8%.
في المقابل عاد الدولار الأمريكي إلى الانخفاض اليوم بنسبة 0.2% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، يأتي هذا بعد أسبوع سلبي للدولار شهد تذبذب كبير للعملة الفيدرالية في الأسواق، وفق gold Bullion وصدرت يوم أمس تصريحات من قبل أعضاء للبنك الاحتياطي الفيدرالي ساهمت في تهدئة الأسواق بعض الشيء وأعطت الفرصة لأسعار الذهب في الارتفاع، فقد صرح رئيس البنك الفيدرالي في أتلانتا رفائيل بوستيك بقيام البنك برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في مارس.
في حين قال عضو البنك الفيدرالي كريستوفر والر في تصريح منفصل إن التضخم المعتدل والنمو الاقتصادي قد يستدعي بلوغ معدلات الفائدة ذروتها عند 5.4٪ وهي التوقعات الحالية في الأسواق والتي تم تسعيرها بالفعل في معظم الأسواق المالية، الأمر الذي أثر بالسلبي على مستويات الدولار الأمريكي وسمح للذهب بمزيد من المكاسب اليوم.
ينصب التركيز اليوم الجمعة على قراءة نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، مع ترقب وجود أي علامات على المرونة الاقتصادية تمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر لرفع أسعار الفائدة.
جدير بالذكر إن ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يعد أمر سلبي لأسواق الذهب، بالنظر إلى أنها ترفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير ذات العوائد. يذكر أن الذهب قد تعرض لخسائر فادحة خلال عام 2022 عندما بدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بقوة لمواجهة التضخم.
الأخبار الإيجابية التي ساعدت أسعار الذهب والمعادن على الارتفاع هذا الأسبوع كانت التوقعات بوجود سقف قريب لعمليات رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي والذي تسعره الأسواق المالية الآن عند 5.4%، وقد يتم الوصول لهذا المستوى بحلول اجتماع الفيدرالي في يونيو القادم كما تتوقع الأسواق.
بينما تصريحات أعضاء الفيدرالي التي ذكرناها قد ساعدت على ضعف التوقعات أن الفيدرالي قد يلجأ إلى مفاجأة الأسواق برفع الفائدة 50 نقطة أساس خلال اجتماع مارس الجاري، وهو ما أعطى الذهب دفعة في تحركاته هذا الأسبوع لينهي سلسلة من الهبوط منذ منتصف يناير الماضي.
من جهة أخرى نجد أن أسواق السندات الحكومية الأمريكية قد تأثرت أيضاً بهذه التصريحات فقد شهدنا انخفاض بنسبة 0.8% في العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات لتصل إلى المستوى 4.032% وذلك بعد تسجيلها يوم أمس أعلى مستوى في 4 أشهر عند 4.091%.
أيضاً لاحظنا تعافي في أسواق الأسهم الأمريكية بدعم من تصريحات أعضاء الفيدرالي خلال جلسة الأمس، فقد أغلق مؤشر الداو جونز الصناعي على ارتفاع بنسبة 0.8% كما ارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 1.1%.
خرج مجلس الذهب العالمي بتقرير أفاد فيه بأن البنوك المركزية العالمية لا تزال تهتم بشراء الذهب وزيادة احتياطاتها من المعدن النفيس خلال يناير 2023، وذلك بعد عمليات الشراء القياسية التي شاهدناها في 2022.
وفي يناير 2023 اشترت البنوك المركزية 31 طن من الذهب بزيادة شهرية قدرها 16%، وتمت عمليات الشراء من قبل ثلاثة بنوك مركزية هي الصين وتركيا وكازاخستان، يأتي هذا بعد أن كثفت الصين مشترياتها من الذهب بشدة نهاية العام الماضي، بينما كانت تركيا صاحبة المركز الأول في أكبر مشتري رسمي للذهب في 2022.
يرى مجلس الذهب العالمي أن هذه الزيادة في شهية البنوك المركزية في شراء الذهب ستظل قوية طوال هذا العام، وبيانات يناير 2023 تؤكد على أن التوجه من قبل البنوك المركزية سيظل مستمر خلال هذا العام.
تقارير مجلس الذهب العالمي عن مشتريات 2022 أظهرت أن الطلب السنوي على الذهب على مستوى العالم قد ارتفع في عام 2022 بنسبة زادت عند 18% مقارنة مع العام السابق، ليصل إجمالي الطلب إلى 4741 طن وهو أعلى معدل طلب على الذهب من 2011، وذلك بعد أداء قياسي خلال الربع الرابع من 2022.
قوة الطلب على الذهب جاءت مدعومة بعمليات الشراء الضخمة من قبل البنوك المركزية التي كانت تتوقع موجة التضخم العنيفة التي ضربت العالم عقب عمليات ضخ السيولة النقدية بسبب أزمة كورونا إلى جانب تعطل سلاسل توريد السلع عالمياً، مما دفع البنوك المركزية إلى زيادة احتياطيها من الذهب.
وتضاعف الطلب من قبل البنوك المركزية على شراء الذهب في 2022 ليصل إلى 1136 طن بعد أن كان بقيمة 450 طن في 2021، ليسجل بهذا رقم قياسي في شراء البنوك للذهب منذ 55 عام.
الربع الرابع وحده من 2022 شهد عمليات شراء من البنوك المركزية بمقدار 417 طن وبذلك ارتفع الإجمالي للنصف الثاني من عام 2022 إلى أكثر من 800 طناً.
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فقد شهدت ارتفاع الطلب على السبائك والعملات الذهبية في 2022 بنسبة 42% مقارنة مع العام السابق، وذلك في ظل ارتفاع معدلات التضخم في الدول العربية خلال عام 2022 بشكل كبير دفع معه الأفراد والمؤسسات إلى زيادة الطلب على الذهب كمخزن للقيمة وتحوط ضد التضخم.
أسعار الذهب محلياً
وارتفعت أسعار الذهب محلياً لليوم الثالث على التوالي ليسجل جرام الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الجمعة 1780 جنيه للجرام، مرتفعاً بنسبة 2.3% بمقدار 40 جنيه للجرام مقارنة عن سعر الأمس عند 1740 جنيه.
من جهة أخرى وصل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار اليوم عند 30.77 جنيه لكل دولار، ليرتفع بمقدار 9 قروش عن المستوى 30.68 الذي استقر عنده سعر الصرف لفترة من الوقت.
تراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ساهم في ارتفاع أسعار الذهب محلياً بعد انتهاء شهر فبراير الذي شهد انخفاض سعر الذهب عيار 21 في مصر بنسبة 3.2% ليفقد 55 جنيه من قيمته، ولكن مع بداية مارس عادت الأسعار إلى الارتفاع من جديد.
ارتفاع أسعار الذهب يأتي في ظل تحسن في أسعار الذهب عالمياً أيضاً مع تراجع في مستويات الدولار، كما يمكن أن يعكس عودة الطلب إلى التزايد على شراء الذهب محلياً خاصة بعد تراجع الأسعار الفترة الماضية مما شجع على إعادة الشراء.