شهدت منطقة الشرق الأوسط هزات أرضية متلاحقة أعقاب زلزال تركيا وسوريا المدمر الذى راح ضحيته آلاف المواطنين، وكانت له آثار تدميرية على البنية التحتية للبلاد.
لذلك يتابع المصريون باهتمام كبير الأخبار والتصريحات الخاصة بالزلزال، خاصة أن مصر بها العديد من المناطق النشطة زلزاليا وتعرضت على مدار التاريخ لهزات أرضية سجلها المؤرخون.
بدأت قياسات الزلازل بشكل دقيق فى بدايات القرن الماضى، إلا أن كتب التاريخ تثبت وقوع العديد من الهزات الأرضية فى الحضارات القديمة، وكان الفراعنة أول من رصدوا الزلازل ولكنهم أطلقوا على هذه الظاهرة اسم «مطرقة الآلهة» وجاء فى بحث للدكتور سيد عبدالكريم بعنوان «مصر والزلزال: من مصر الفرعونية إلى القرن العشرين» أن نحو 31 هزة أرضية كبيرة ضربت مصر القديمة بدءًا من القرن الـ19 قبل الميلاد.
حاول علماء مصر القديمة والكهنة آنذاك التوصل لطريقة لرصد هذه الزلازل أو التنبؤ بها، ابتكروا طريقة «بئر المرصد» أو «مرصد الماء» وهو بئر به ماء على سطح معين تم إعداد جدرانه بطريقة خاصة لمراقبة حركة المياه التى تدل على وقوع الزلازل، وإن كانت هذه الطريقة غير دقيقة، إلا أنها تعد أول محاولة لرصد الزلازل.
وتمتلك مصر واحدة من أهم وأدق مراكز رصد الزلازل والتغيرات التى تحدث فى باطن الأرض، الشبكة القومية للزلازل التى استغرقت ١٠ سنوات منذ زلزال أكتوبر ١٩٩٢، وهو من ضمن ٥ أقسام رئيسية للفلك وعلوم الفضاء والشمس والمغناطيسية الأرضية والتطبيقات المختلفة لفروع الچيوفيزياء ودراسة تحركات القشرة الأرضية والتابعة للمركز القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
على مدار 24 ساعة تراقب الشبكة القومية للزلازل وحركات الأرض عن طريق محطات الرصد الموزعة فى جميع أنحاء الجمهورية المرتبطة بالأقمار الصناعية، حيث إن الشبكة القومية للزلازل التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية «مرصد حلوان» تمتلك أكثر من ١٢٠ منطقة رصد موزعة على مستوى الجمهورية لرصد حركة الأرض والهزات الأرضية وكذلك التفجيرات الواقعة فى المناجم.
وتقوم هذه المراكز الفرعية بتقديم الخبرة والمشورة لمتخذى القرار بالمحافظات المحيطة حول أنسب المواقع للمشروعات التنموية والتصميمات المعمارية من أجل تحقيق التنمية الشاملة.
وتسجل هذه المحطات متوسط عشر هزات أرضية يوميا، لكن قوتها لا تتعدى ٢ على مقياس ريختر، تسجلها أجهزة القياس الدقيقة، ولكن هناك أماكن فى مصر معروفة بأنها نشطة زلزاليا، معرضة لحدوث زلزال فى أى وقت وهى: فالق خليج العقبة، وهو فالق طويل يمتد حتى شرق تركيا ليلتقى بفالق الأناضول الذى تسبب فى الزلزال الذى وقع فى تركيا منذ أيام ويمتد جنوبا مرورا بالبحر الأحمر بطول حوالى ١٢٠٠ كيلومتر.
كما يوجد فالق خليج السويس، ويلتقى فى منطقة جزيرة شدوان على بعد ٣٥ كيلومترا شرق الغردقة مع فالق خليج العقبة، وفى هذه النقطة وقع أكبر زلزال فى مصر بقوة ٦.٧ على مقياس ريختر فى مارس ١٩٦٩، فالق القاهرة السويس: وهو الفالق الذى يقع فى المنطقة الشمالية الشرقية للقاهرة اتجاه قناة السويس، فالق كلابشة، والذى يقع فى جنوب مصر، وأخيرا الفالق الفاصل بين اللوح الأمريكى والأوروبى، ويقع فى البحر المتوسط.
