صدر حديثًا عن سلسلة الكتاب الأول التابعة للإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالأعلى للثقافة، العدد السابع والعشرون من مسرحية "وداعاً نوتردام"، لخالد حسونه.
وقال الكاتب شاذلي فرح أحمد عن مسرحية “وداعا نوتردام” إنها رواية رومانسية فرنسية من تأليف فيكتورهوج، وتتناول أحداث روايته التاريخية كاتدرائية نوتردام باريس والتي تدور فيها الأجزاء الأكثر أهمية من الرواية، واتخذ فيكتور هوجو دائما موقفا ضد الظلم وغياب العدل وأنصت لصوت الضعفاء والمحرومين، وهو كمبدع أصيل لم يعِش حياته بجبن، مطمئن على نفسه بالصمت، ومن أجمل شخصياته الروائية (شخصية الأحدب) وظاهريا وقع الأحدب في حب شابة جميلة محاولا التضحية بحياته عده مرات من أجلها، وبدا أنه حب رجل لامرأة وارتفع الكاتب بمستواه بالقدرة على التصوير، لكن الواقع أن الأحدب بعاهته والنكران والقمع الذين عانى منهما ووقع في حب دفء الجمال الإنساني المحروم منه (والموجود أيضا بأعماقه الداخلية).
وتابع: جمال ظهر أمامه في صورة امرأة وهي أزميرالدا عطفت عليه ولم تسخر من عاهته أو تشويه جسد هو ليس مجرد حب رجل لامرأة، وكان هدف تضحياته من أجل إبقاء هذا الجمال الإنساني في الحياة فلا يحرم الوجود منه، لقد أدرك (وهو الأحدب) أن فناء جسده القبيح يعني استمرارية أعماقه الإنسانية الجميلة بالبقاء.
وأشار: لقد ظل أحدب نوتردام قابعا خلف جدران الكاتدرائية ومنعزلا عن العالم عاجزا عن أي اتصال خارجي كرمز لعاهة تبعده عن العالم، وكاتهام لمجتمع يعزل العاهة ويخفيها ويحتقر الضعيف وينهش المحرومين، وما يتحكم في كل ذلك هو منظومة المجال الحاكمة، لقد تحول الأحدب إلى كيان منعدم وعاجز عن الفعل حتى تأتي الشرارة التي أنارت ما بداخله المتمثلة في الجمال الإنساني (المرأة) فيحدث التغير ويمتلك القدرة على تغير مجرى الأحداث، ويصبح مصير القوة في يد المتحكم فيهم، ويتفوق أحدب نوتردام على الجميع بأن يصبح أفضل منهم.
وأضاف أن خالد حسونه قد كتب نصا مسرحيا تشويقيا بوليسيا وكل مشهد يقدم يكشف ما قبله من نوازع الشخصيات تحمل شرا / خيرا في أسلوب شديد الجمال وقد اعتمد على الصورة البصرية في رسم المشاهد اقرب إلى شكل السيناريو فقد بلغ عدد مشاهد النص المسرحي 28 مشهدا متوسطة الحجم مليئة بالحيوية والتقافز الدرامي والايقاع السريع والشخصيات المرسومة بدقه ورسم الشخصية داخليا وخارجيا وكل شخصية تنطق ما يدور في داخلها بثقافتها وتربيتها، واللغة التي كتب بها المؤلف هي بين الفصحي والعامية فصنعت حوارا رشيقا يتسم بالحيوية.
بينما أوضح الشاعر والناقد المسرحي يسري حسان نائب رئيس تحرير جريدة المساء، أن النص ينطلق من حادثة حريق كاتدرائية نوتردام الشهير، ويستخدم المؤلف خياله في نسج قصة تتفرع عن هذا الحادث، الغرض منها كشف ألاعيب الصهاينة حسب تصورات الكاتب، وتآمراتهم من أجل السيطرة على العالم، مما يحاول الكاتب نفيه حسب قصته المتخيلة، مستخدمًا كذلك رواية أحدب نوتردام كخلفية للصراعات التي دارت حول الكاتدرائية.
جدير بالذكر أن السلسلة جاءت في إصدارها الثالث، ويرأس تحرير السلسلة الكاتب محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، ويديرها كل من الدكتورة نعيمة عاشور والدكتور علي الشيخ والدكتور أحمد الجعفري وسكرتارية تحرير سها صفوت.