عبر الشاعر والكاتب العماني زهران القاسمي عن سعادته بوصول روايته «تغريبة القافر» والصادرة عن دار رشم، بوصوله للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر».
وأضاف «القاسمي» في تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز» قائلا: بصراحة ما كنت متوقع الوصول للقائمة القصيرة بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» بسبب وجود أسماء كبيرة في القائمة وأعمال قوية، وسعدت جدًا بسماع الخبر.
وعن أهمية الجوائز الأدبية، أوضح أن الجوائز بشكل عام لها أثر إيجابي للعمل الأدبي لاسيما ما يتعلق بالترويج للعمل الروائي، كما أن البوكر تعد من أهم الجوائز الأدبية على المستوى العربي، حيث إنها تفتح المجال لقراءة العمل وتسويقه وترجمته، بالإضافة إلى تعريف القراء بالكاتب ونتاجه الأدبي.
وأعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، أمس الأربعاء، عن روايات القائمة القصيرة في دورتها السادسة عشرة، وهي "مُنّا" للصديق حاج أحمد، و"حجر السعادة" لأزهر جرجيس، و"كونشيرتو قورينا إدواردو" لنجوى بن شتوان، و"أيام الشمس المشرقة" لميرال الطحاوي، و"الأفق الأعلى" لفاطمة عبد الحميد، و"تغريبة القافر" لزهران القاسمي.
تدور أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية، تكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء، فأمّه ماتت غرقًا، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، ينتهي سجينًا في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حيًا، وتعمل الرواية من منطقة جديدة في السرد، هي ذاكرة الأفلاج، والأفلاج نظام فلاحي لريّ البساتين، مرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطًا وثيقًا دارت حولها الحكايات والأساطير.
من أجواء الرواية: “خسر إحساسه بالأشياء من حوله، تبدل فجأة إلى إعصار هادر من الحنق، ترقية مطرقته وهوى بها على الصخرة، وعاود هذا مرارا وتكرارا حتى ارتج الموضع، وبدأ الغبار يتزايد من الحجارة المتساقطة.تتالت الضربات، وتَغيُّر جسمه كله إلى يدين لا هم لها سوى لطم ذاك المنطقة الجبلية الجاثم في مواجهته كأنه يضرب كل ما عاشه مذ كان ولدًا، يهوي بالشاكوش على سجنه، على غيابه، على اليأس من مغادرته هذه العتمة، على شوقه الكاسح إلى قرينته، على الهدير الذي يصم أذنيه ويمنعه من ساع أي شيء سواه، على العزلة التي تنبسط وتمتد، وعلى الفكرة التي لا يود أمامها، لم يكن يدري أن بدن الصخرة يتداعى في مواجهته، كان غائبا في غضبه، متحدا مع مطرقته في هدم كل الجدران التي واجهته، وهو المنفرد، الغائب، السجين، الموجوع، الجائع، العطش”.
القاسمي شاعر وروائي عُماني، من مواليد دماء والطائيين، سلطنة عُمان، عام 1974، صدر له أربع روايات "جبل الشوع"2013، "القنّاص" 2014، "جوع العسل" 2017 و"تغريبة القافر" 2021، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية و"سيرة الحجر 1 قصص قصيرة، 2009 و"سيرة الحجر 2" نصوص، 2011.