رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

مصريات

أيادٍ مصرية عفية| عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل وتغليف الآثار: نقلنا 100 ألف قطعة أثرية.. وعمليات النقل تمت من جميع المحافظات وأصعبها التابوت الخارجي المُذهب لتوت عنخ آمون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عمليات النقل تمت من جميع المحافظات وأصعبها التابوت الخارجى المذهب لتوت عنخ آمون


بدأنا عملنا فى 2009 وحصلنا على أعلى التدريبات فى اليابان

عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل وتغليف الآثار

أعد الملف - ياسر الغبيرى وسارة حازم وعلاء محمد وحسام محمود وأحمد صوان


أكد عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل وتغليف الآثار فى المتحف المصرى الكبير، أن عملية نقل الآثار للمتحف المصرى الكبير تمت بعناية ودقة، خاصة أن عمليات النقل كانت تتم من أقصى محافظات الصعيد إلى مقر المتحف، مشيرًا إلى أن فريق العمل حصل على دورات وتم تأهيله جيدًا للقيام بهذه المهمة على أعلى مستوى.
وقال «زيدان»، فى حوار لـ«البوابة»: إن من أدق عمليات النقل وأصعبها كانت عملية نقل التابوت الخارجى المذهب للملك توت عنخ آمون، من داخل مقبرته بالأقصر، ولم يكن قد نقل قبلها منذ وضعه داخلها قبل آلاف السنين.



■ متى بدأ نقل الآثار إلى المتحف المصرى الكبير؟ 

 بدأ عام 2009 بواسطة فريق من المتخصصين والمرممين على أعلى مستوى من الكفاءة، حيث تم تدريبهم فى اليابان، وكان ذلك بمثابة نواة أولى لعملية نقل الآثار وتكوين فريق على مستوى عالى ومُدرّب بشكل محترف على كل ما يلزم عمليات النقل بشكل علمى سليم وآمن، خاصة عملية تغليف الآثار المتوسطة والصغيرة، وأشرف على هذا العمل فى البداية الدكتورة نادية لقمة أستاذة وخبيرة الترميم، والتى سعت لتكوين هذا الفريق.


■ كيف كان شعوركم حينها؟

كان شعورًا لا يوصف لكل الفريق الذى دارت بداخل أفراده تساؤلات عن كيفية التعامل مع الآثار، خاصة أننا كنا أمام تحدى لنقل 100 ألف قطعة، وقد شعرنا جميعًا بالفخر أننا تم اختيارنا كمجموعة مميزة لتقوم بهذا العمل المتمثل فى نقل الآثار إلى المتحف المصرى الكبير.


■ حدثنا عن أول قطعة نُقِلَت وكيف كانت عملية النقل؟

 أول قطعة تم نقلها كانت تمثال رمسيس الثانى، ولكن أول القطع التى دخلت إلى مركز الترميم، كانت مجموعة آثار تم نقلها من تل بسطة بمحافظة الشرقية، وكان أهمها تمثال كتلة يسمى كبير البنائين ودخل مركز الترميم عام 2009، وبدأنا حينها فى ترميمه، وكان هذا التمثال أول قطعة دخلت معمل الأحجار فى مركز الترميم.


■ ما أبرز المعدات المستخدمة فى النقل؟

 يتم استخدام معدات حديثة فى عملية النقل خاصة الروافع والأوناش وسيارات مختلفة الأحجام، كما نستخدم بعض الأجهزة الحديثة، والتى تُساعد على ضبط وقياس درجات الحرارة والرطوبة وقياس الاهتزازات أثناء نقل الآثار، حيث يتميز مركز ترميم المتحف المصرى الكبير باستخدام أحدث أساليب النقل والتعامل مع الآثار، ولدينا وحدات مضادة للاهتزازات، وقد أتت خصيصًا من اليابان لاستخدامها فى نقل الآثار، كما نستخدم أيضًا أدوات ومواد حديثة وآمنة تمامًا فى عمليات تغليف الآثار قبل نقلها.


■ ما أبرز التخصصات فى فريق النقل وكيف يتم التنسيق بينكم؟

فريق العمل يضم مجموعة كبيرة من إخصائى ترميم الآثار خريجى كلية الآثار، ومنهم الحاصلين على الماجستير والدكتوراه فى تخصصات مختلفة ومهمة للآثار وخاصة كيفية التعامل مع الأثر، وبالإضافة لتخصصاتهم الدراسية فقد حصلوا على دورات تدريبية فى تناول الآثار ونقلها وتغليفها قبل النقل، ما يجعل هذا الفريق متميزًا بالفعل لتنوع التخصصات لأعضاء فريق نقل وترميم الآثار فى المتحف المصرى الكبير، كذلك التناغم بينهم جميعًا، وبين إدارة المتحف وهو الجو المناسب للنجاح فى نقل الآثار.


■ ما التحديات التى واجهتكم وكيف تعاملتم معها؟

 تحديات النقل تختلف من قطعة أثرية لأخرى، وذلك حسب حجمها وحالة القطعة الأثرية فى المكان الذى سيتم نقلها منه، ونحن نتعامل مع كل أثر على حسب حجمه وطبيعته ومادته ووزنه، ويتم التعامل بحرص طبقًا لهذه المعطيات مع كل قطعة أثرية يتم نقلها إلى المتحف.


■ ما المناطق التى نقلتم منها آثارًا للمتحف الكبير.. وما أبعدها مسافة؟

 نجحنا فى نقل آثار كثيرة من مختلف المحافظات إلى ميدان التحرير بالقاهرة مرورًا بمحافظات الدلتا وغيرها، وتعد محافظة الأقصر هى أبعد منطقة نقلنا منها آثار إلى المتحف، أما أقرب منطقة نقلنا منها كانت منطقة آثار الهرم، وتحديدا المخزن المتحفى هناك.


■ ما القطع التى كانت عملية نقلها بسيطة وما الأصعب؟

 بالنسبة لأسهل قطعة وأصعب قطعة فهذا يتوقف على طبيعة الأثر وحالته، والحمد لله بعد الدورات التدريبية العديدة التى حصل عليها أعضاء الفريق أصبح الأمر احترافيًا فيما يتعلق بنقل الآثار، وهذا لا يعنى وجود قطعة تكون صعبة فى نقلها خاصة على حسب مكانها الموجودة فيه، ومن أشهرها التابوت الخارجى المذهب للملك توت عنخ آمون، وكان داخل مقبرته بالأقصر، ولم يكن قد تم نقله من قبل منذ وضعه داخلها قبل آلاف السنين، وكان فريق العمل بالمتحف هو أول يد تمتد للتابوت، وكان مكان التابوت وحالته والممر الذى سيخرج منه كلها تحديات وصعوبات واجهتنا، لكننا والحمد لله نجحنا فى إخراجه من داخل المقبرة باحترافية وتم نقله إلى المتحف بأمان تام.
ومن القطع التى كانت صعبة فى نقلها، المقاصير الأربعة المذهبة الخاصة بالملك توت عنخ آمون وكانت فى المتحف المصرى بالتحرير، خاصة أن حالتها لم تكن على ما يرام، وأغلب البعثات الأجنبية فى مصر وخبراء الآثار تخوفوا جميعًا من هذا المشروع المتمثل فى نقل المقاصير، وبعضهم أكد استحالة ذلك، وأننا قد نفقد حينها إرثا غاليا للبشرية كلها وليس مصر فقط، لكننا والحمد لله تعاملنا مع المقاصير بمنتهى الحرص، وقمنا بعمل الدراسات والفحوص والتحاليل اللازمة والترميم الجيد قبل النقل، وقد وضعنا خطة عملية متكاملة، وتكللت جهودنا جميعا بالنجاح فى نقل المقاصير بأمان.


■ حدثنا عن خطوات نقل أى أثر بداية من مكانه الأصلى حتى وصوله إلى المتحف؟

 الخطوات تبدأ من لحظة اختيار القطعة التى ستُعرض فى المتحف طبقا لسيناريو العرض الموضوع، سواء كانت هذه القطعة فى منطقة أثرية أو مخازن أو مخازن المتاحف، وبعد ذلك يبدأ المرممون فى فحص القطعة جيدا فى مكانها لمعرفة حالتها وتوثيقها جيدًا وبشكل متكامل من جميع الجوانب والمعلومات، وعلى حسب القطعة يختلف نوع التوثيق، حيث أننا نقوم بالتوثيق الفوتوغرافى والفيديو، وهناك قطع تحتاج للتوثيق والتصوير بالأشعة وأخرى باستخدام المسح بالليزر، وكل هذا يتم فى الموقع قبل عملية النقل. 


■ هل هناك إجراءات أخرى قبل النقل؟

 نعم، يتم عمل تقرير حالة لكل قطعة يتضمن كل المعلومات الناتجة عن الفحص والتوثيق ووصفها والوقت المتوقع الذى سيستغرقه نقلها، وبعد ذلك يتم تغليف كل قطعة بطريقة علمية، وذلك على حسب حالتها بحيث يكون التأمين بشكل آمن تماما وعلى أعلى مستوى، باستخدام مواد آمنة وخالية من الحموضة، لمنع أى أضرار أو تفاعلات قد تحدث مع المادة المصنوع منها الأثر؛ وبعد انتهاء التغليف يتم نقل الآثار على وحدات مضادة للاهتزازات، وأثناء النقل يتم وضع بعض الأجهزة الحديثة لقياس الحرارة والرطوبة والاهتزازات وكافة المعطيات الأخرى.


■ ماذا يحدث عندما تصل القطع للمتحف؟

 عند الوصول إلى مركز ترميم المتحف المصرى الكبير، تدخل القطعة الأثرية الى منطقة التجهيز، ويتم فض التغليف وفحصها مرة أخرى ومقارنتها بتقرير الحالة الذى تم عمله قبل النقل، وذلك لبيان ما إذا كان حدث تغير للقطعة الأثرية أم لا، وبعد ذلك نجرى فحصا شاملًا لها مرة أخرى، لاستكشاف ما إذا كانت بها إصابات حشرية أو مكروبيولوجية، ولو حدث ذلك يتم حجب القطعة ومعالجة ما بها تمامًا لضمان سلامتها، ولا ندخلها لمعمل الترميم قبل أن نعالجها حتى لا تصيب بقية القطع الأثرية الموجودة به.


■ كيف يتم توزيع القطع على المعامل؟

 نوجه كل قطعة أثرية للمعامل المتخصصة فى مركز ترميم المتحف، وذلك حسب نوع ومادة صنع كل قطعة سواء كانت خشبية أو حجرية أو غيرها، وبعد ذلك يقوم مدير المعمل بالتعاون مع فريق العمل الخاص به بوضع خطة لترميم كل قطعة أثرية والجدول الزمنى الذى سيستغرقه الترميم، وبعد انتهاء ترميمها نقوم بنقل القطعة الأثرية إلى مكانها فى قاعات المتحف طبقا لسيناريو العرض الموضوع لها.