5 آلاف قطعة أثرية و11 كيلو من الذهب الخالص و107 فاترينات لعرض المجموعة الكاملة بينها قطع تظهر لأول مرة
عربات للملك الذهبى تمثل أكبر النماذج الحربية المصرية.. و100 صندل من ورق البردى والخرز ورقائق الذهب
مقتنيات وكنوز الملك توت عنخ آمون التى تتجاوز 5 آلاف قطعة فريدة، كاملة تعرض لأول مرة عند افتتاح المتحف الكبير، حيث تم تخصيص قاعة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرض مقتنياته، وهى 7 أضعاف مساحة القاعة التى تضم مجموعة الملك الذهبى بالمتحف المصرى بالتحرير.
قاعة توت عنخ آمون بالمتحف الكبير «مكان يليق بملك» فهى مزودة بأحدث وسائل العرض المتحفى من فتارين ذات تحكم بيئى فى درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة، بالإضافة إلى وسائل توضيحية من الجرافيك وبطاقات تعريفية خاصة بكل قطعة، وكذلك شاشات عرض توضح سيناريو العرض الخاص بالملك الشاب.
فى 4 نوفمبر عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر أول درجة سلم فى درجات السلالم التى يبلغ عددها 16 درجة فى مقبرة توت عنخ آمون، وفى نهاية يوم 5 نوفمبر تم الكشف عن كل درجات السلالم، وفى نهاية نوفمبر وصل كارتر إلى الغرفة الأمامية بالمقبرة وباقى الغرف، وفى أواخر شهر نوفمبر افتتحت المقبرة رسميًا، وخرجت أول قطعة أثرية من المقبرة فى شهر ديسمبر من نفس العام وبدأت عملية تنظيف الغرفة الأمامية والتى استغرقت حوالى7 أسابيع.
وفى منتصف شهر فبراير عام 1923، فُتِحت غرفة الدفن رسميًا بالمقبرة، وفى 12 فبراير 1924 رُفِعَ الغطاء الجرانيتى للتابوت، وركز كارتر عمله طوال موسم عام 1925 على رفع غطاء التابوت الثانى والثالث والكشف عن المومياء، وفى 11 نوفمبر 1925 تم فحص مومياء توت عنخ أمون، وفى 24 أكتوبر عام 1926 بدأ كارتر العمل فى غرفة الكنز المُلحقة بغرفة الدفن، وفرّغ الغرفة وفحصها، وفى 10 نوفمبر 1930 نُقِلت آخر قطعة من المقبرة.
قناع الملك
يعد قناع توت عنخ آمون الموجود حاليا فى المتحف المصرى بالتحرير فى القاعة رقم «3 » فى الطابق العلوى، من أهم القطع الأثرية فى العالم، ويتجسد فيه عبقرية المصرى القديم فى التشكيل على المعادن والطرق والزخرفة. اكتشف القناع عام 1925، عندما فتح هوارد كارتر تابوت الملك توت عنخ أمون لفحص المومياء فى مقبرته بوادى الملوك بالأقصر، وسوف يتم نقل القناع إلى المتحف الكبير قبل افتتاحه الرسمى بأيام قليلة.
القناع تحفة فنية نادرة، يبلغ ارتفاعه 54 سم وعرضه 39.3 سم ووزنه 11 كيلوجراما، ويتكون من قطعتين من الذهب تم لصقهما معا بطريقة «الطرق»، ويظهر على القناع ملامح الملك توت عنخ آمون وهو يرتدى غطاء الرأس «النمس» ويعلو الجبهة الحية التى تمثل الإلهة «واجيت» وطائر العقاب الذى يُمثّل الإلهة «نخبت»، ولصق بوجه الملك توت عنخ آمون اللحية المعقوفة وهى لحية «الإله»، ويوجد أسفل رقبة الملك صدرية ينتهى طرفيها برأس الإله «حورس» على كل كتف، وتتكون من 12 صفا من الخرز، وخلف القناع ينتهى غطاء الرأس بذيل كبير وأسفله يوجد صفوف عمودية من نصوص كتاب الموتى، وهى التعويذة رقم «151 ب» والتى تتحدث عن تطابق بين أعضاء جسم المتوفى، وتشبيهها بالإله.
برع المصرى القديم فى صناعة هذا القناع من خلال تطعيم شرائط غطاء الرأس والذيل من الزجاج الأزرق، إضافة إلى طريقة رسم الحواجب وخطوط تجميل الوجه، وبياض العين صنع من حجر «الكوارتز»، وسواد العين من حجر «الأوبسيديان»، وكانت اللحية مضفورة من الزجاج الملون فى إطار من الذهب، وتم تظليلها باللون الغامق، أما الصدرية طعمت بالأحجار نصف الكريمة مثل اللازورد والياسبار والكارنيليان والاوبسيديان.
من المُقرر أن تُعرض المجموعة الكاملة لمقتنيات الفرعون الذهبى، فى نحو 107 فاترينة عرض، بعد انتهاء مركز ترميم الآثار بالمتحف الكبير من ترميمها، من بينها قطع أثرية كانت فى حالة سيئة من الحفظ وموجودة بمخازن المتحف المصرى بالتحرير، ولم يتم عرضها من قبل، حيث سيكون أول عرض لها بقاعة «توت عنخ آمون» عند افتتاح المتحف الكبير.
التوابيت الذهبية
مقبرة توت عنخ آمون التى اكتشفها عالم الآثار هوارد كارتر، تتكون من غرفة رئيسية محتوية على 4 مقاصير خشبية مذهبة، وبداخلها النعش الحجرى، وتابوتين من الخشب المذهب، وآخر من الذهب الخالص، بداخله مومياء الملك مرتدية القناع الذهبى الشهير للملك توت عنخ آمون، ويسمى هذا الأسلوب بـ"التداخل»، إلى جانب 3 غرف مُلحقة بها باقى الأثاث الجنائزى للملك توت عنخ آمون.
توابيت الملك توت عنخ آمون الثلاثة سيتم عرضها لأول مرة مجتمعة مع بعضها داخل المتحف الكبير، وهى مصنوعة من الذهب متخذة الشكل الآدمى للملك، وتعد أحد أهم وأجمل مقتنيات مقبرته. وتتميز تلك التوابيت عن غيرها باستخدام طبقات من الذهب الخالص فى تذهيبها، حيث تم استخدام أوراق من الذهب فى تذهيب البدن وغطاء التابوت، ورقائق ذات سمك أكبر من الذهب لتذهيب الوجه ليعطى مظهرًا براقًا مماثلًا للقناع الذهبى للملك.
المقاصير الذهبية
المقاصير عبارة عن صناديق لحفظ التابوت التى بداخلها المومياء وهى من الخشب المطلى بالذهب، وهى مصنوعة من الخشب سمك الجدار يصل إلى 3.2 سم. المقصورة الخارجية للملك توت عنخ آمون كانت أول ما لاحظه هيوارد كارتر عند اكتشاف المقبرة فى عام 1922، حيث كانت تضم المقاصير الثلاث المتبقية والتابوت الحجرى والتابوتين الخشبى والذهبى والمومياء، وتم تغطية الأخشاب الداخلية والخارجية للمقصورة بطبقة رقيقة من الصفائح الذهبية على طبقة من الجص، وتم ترصيع الجوانب والأبواب بألواح من القيشانى الأزرق، مرتبة فى طبقات مغطاة بعقدة إيزيس مزدوجة الطبقات وعامود الجد، كما نقشت المقصورة من الداخل بنصوص هيروغليفية.
العربات الحربية
عُثِر على 6 من عربات الملك الذهبى فى مقبرته الملكية الشهيرة، وتُعتبر هذه العربات بمثابة أكبر وأهم النماذج التى وصلت إلينا من العربات الحربية المصرية على الاطلاق منذ اكتشافها وحتى الوقت الراهن. ومن المعلوم تاريخيًا أن القائد العسكرى الفعلى للجيش المصرى فى عهد الملك توت عنخ آمون كان القائد «حور محب»، وأثبتت الأدلة الأثرية أنه كان يقود الحملات الحربية المصرية خلال عهد الملك توت عنخ آمون، ولم يثبت أنه قاد الجيش المصرى بنفسه نظرا لصغر سنه، ولتوليه العرش فى التاسعة من عمره، إلى أن توفى فى عمر 18 عاما.
ويوضح الباحثون أنه من المحتمل أن توت عنخ آمون قد استخدم هذه العربات الحربية فى المناسبات والمراسم الملكية أو فى التدريب العسكرى، ويحتمل كذلك أنه ورث هذه العربات الحربية عن أجداده المحاربين العظماء.
الأجنة المحنطة
ترجع قصة أجنّة بنات توت عنخ آمون إلى فترة اكتشاف المقبرة الخاصة بالملك، حيث قام كل من هيوارد كارتر، والطبيب البريطانى دوجلاس درى أستاذ التشريح وأحد أعضاء بعثة «كارتر» بالعثور على الأجنة المحنطة داخل صندوق خشبى فى الركن الشمالى للمقبرة الذى أعطاه رقم «317» وبفتح الصندوق وجدا بداخله تابوتين صغيرين بجوار بعضهما البعض، وبفتح التابوتين وجدا بداخلهما مومياوتين. ويعد ذلك حدثا فريدا لأنه لم يعثر على مومياوات الأجنة فى أى من المقابر الملكية، ولم يعثر كارتر على أى نصوص مسجلة على الصندوق أو التوابيت أو اللفائف تلقى الضوء على هوية الجنينين ولم يسجل على التوابيت الخارجية سوى كلمة «أوزير» والتى تعنى «المرحوم».
وفى عام 1933 قرر كل من «كارتر» و«دوجلاس دري» فك اللفائف من على المومياوتين ووجد «دوجلاس» أن المومياء الأولى لطفلة حديثة الولادة يقدر عمرها بـ٥ أشهر، ماتت فى بطن أمها وأن الجسد ما زال يحتفظ بجزء من الحبل السرى، ولاحظ أيضا عدم نزع الأحشاء من بطن الجنين ويبلغ طول المومياء حوالى 37 سم، أما المومياء الثانية فكانت لبنت عمرها سبعة أشهر من المحتمل أنها ولدت بطريقة طبيعية حيث يوجد بها بعض الرموش ولا يوجد بها بقايا للحبل السرى.
قلادة الملك
قلادة خلابة للملك توت عنخ آمون على شكل أزهار اللوتس، ويعلوها خرطوشة كان يرتديها الملك فى أثناء حياته، وقد عُثِر عليها فى صندوق من ضمن المقتنيات المكتشفة فى مقبرته بوادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر، وسُجلت هذه القلادة بالمتحف المصرى بالقاهرة تحت رقم JdE 61897، ووصفت بأنها ذات قارب ذهبى حاملا قرص الشمس الفضى مع سلسلة يتدلى منها ثقالة تتزين بأزهار اللوتس مع براعمها. طول هذه القلادة ٤٠ سم، مصنوعة من الذهب، والراتنج، والكلسيت، والألباستر المصرى، وحجر التافرتين، وحجر اللازورد، والفلسبار، والعقيق الأحمر، والألكتروم، والزجاج. وبالرغم من صغر حجم هذه القلادة إلا أنها تتضمن كتابات وأرقام سحرية تظهر الرمزية الدينية، وبها قوى سحرية وتمائمية، وعند دراسة هذه القلادة، قِيل أن الملك الشاب أستعان بها للحفاظ على ملكه بقوتها السحرية وقوتها التمائمية، وقوتها العددية المكررة فى عدد من الأرقام التى تمنح الملك قوة السلطة والسيطرة فى حياته الدنيا وقوة البعث فى العالم الآخر.
صندوق الشعائر والحروب
صندوق خشبى مُطعّم بالعاج وملون ومزخرف بمناظر ملونة تمثل مناظر حرب وصيد مختلفة بتصوير بانورامى، عثر عليه فى غرفة الانتظار أمام غرفة الدفن فى مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكان يحتوى بداخله على صندل الملك ورداء وقلائد ومسند رأس وحزام وأدوات شعائرية يستخدمها فى الطقوس المختلفة.
يوجد على قمة الصندوق من أعلى، غطاء نصف دائرى مقوس ينقسم إلى لوحين، نُقِش على كل منهم «الملك يمارس رياضة الصيد فى الصحراء»، وعلى أحد جوانب الغطاء صور الملك توت عنخ آمون فى مركبته يصطاد الغزال والإيل وزوج من النعام وغيرها من حيوانات الصحراء، وعلى الجانب الآخر يُطلق السهام على أسود، وبعض الضباع البرية المخططة ويساعده كلاب الصيد.
الصدرية الحربية ووشاح الملك
فى المتحف المصرى الكبير، لأول مرة سيتم عرض صدرية الملك توت عنخ آمون، وهذا النوع من الصدريات الحربية نادر الاستخدام فى الحضارة المصرية القديمة، وهى مصنوعة من الجلد المثبت على أرضية من الكتان، وبتقنية تجعلها متداخلة مع بعضها البعض لتوفر الحماية لمنطقة صدر المحارب. وضمن المقتنيات النادرة وشاح الملك من النسيج كان يضعه فوق رقبته، إما للحماية من البرد أو لاستكمال الشكل العام، وكان بألوان الأصفر والبنى بدرجات متفاوتة، وله أطراف بينها فواصل، وطوله 5 أمتار، وعرضه 48 سم.
صنادل ومراوح الملك
عُثِر على ما يقرب من 100 صندل فى أماكن مختلفة داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون، تنوعت فى صناعتها ما بين ورق البردى والخرز ورقائق الذهب. كما عثر هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون على عدد من المراوح داخل المقبرة، وكان لقب «حامل مروحة الملك» فى مصر القديمة لقبا مهما حمله عدد من الشخصيات المسئولة فى مصر القديمة. وزُيّنت المراوح بريش نعام، كما زُينت يدها بأسماء ميلاد وعرش الملك، كما زُيّنَت من الجانبين بنسرين يمثلان معبودتى الحماية لمصر العليا والسفلى.
مومياء الملك المثيرة للجدل
الملك توت عنخ آمون هو الملك الوحيد الذى توجد مومياؤه داخل مقبرته فى وادى الملوك بالأقصر حتى الآن على عكس الملوك الآخرين الذين تم نقل مومياواتهم فى موكب ضخم من المتحف المصرى بالقاهرة، حيث مُستقرهم النهائى فى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط.
وزارة السياحة والآثار المصرية لم تُعلن حتى الآن نيتها على بقاء المومياء داخل المقبرة، أو نقلها إلى المتحف المصرى الكبير لتكون بجوار المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون. ففى السابق كان هناك اعتراضات علمية وأثرية على قرار نقل مومياء توت عنخ آمون من مقبرته لخطورته عليها بسبب حالتها، وكان هناك قرار سابق صدر فى عام 2004، بنقل المومياء إلى القاهرة بهدف إخضاعها لفحوصات طبية، إلا أنه قوبل برفض كثير من علماء المصريات واستجاب المسئولون فى المجلس الأعلى للآثار آنذاك لرأى الأثريين وجرى فحص المومياء باستخدام الأشعة السينية داخل مقبرة الملك. وهناك رأى يقول أن نقل المومياء سيؤثر على المقبرة، التى ستفقد مكانتها، لكون مومياء توت عنخ آمون آخر ما تبقى من كنوز وآثار الملك الذهبى فى المدينة، وذلك بعد قيام وزارة الآثار بنقل التابوت الذهبى للملك، وكافة مقتنياته الأثرية التى كانت تُعرض بمتحف الأقصر إلى المتحف الكبير بالجيزة.