الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

إيران.. مئات من طالبات المدارس ضحايا التسمم "الخبيث"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت مدرسة الخيام الثانوية، الواقعة فى برديس، وهى مدينة فى الضواحى الشرقية لطهران، مسرحًا لاضطراب خاص. وفقًا لمقاطع فيديو صورها مجهولون ونُشرت على شبكات التواصل الاجتماعى، فإن الفتيات الصغيرات على الأرض يكافحن لاستنشاق الهواء. البعض يبكي.. وصرخت إحداهن "لا أستطيع التنفس". قالت امرأة أكبر سنا  "إنهم يقتلون بناتنا. أمس كان فى سعدات آباد [حى وسط العاصمة]. اليوم يحدث هنا".

تم نقل ثلاثين طالبة من هذه المدرسة الثانوية إلى المستشفى بعد تعرضهن للتسمم من الجهاز التنفسى فى ظروف لا تزال غير واضحة. لكن الحقيقة هى أن تسممهن جزء من قائمة طويلة من الحوادث المماثلة التى وقعت فى حوالى 30 مدرسة للبنات، فى عدة مدن، منذ نوفمبر 2022. قناة بى بى سى الفارسية، التى تبث باللغة الفارسية من لندن، تتحدث عن 830 على الأقل من الضحايا، وكثير منهن تم نقلهن إلى المستشفى. الأعراض هى نفسها فى كل مرة: الغثيان والصداع والتنميل وصعوبة التنفس والخفقان.

 

ألقى "جسم صغير" فى الفناء

الهجمات الخبيثة على الأرجح، بدأت فى مدينة قم الدينية، المركز العصبى للإسلام الشيعى فى إيران، وأحيانًا مرارًا وتكرارًا فى نفس المؤسسة. ثم وقعت فى أماكن أخرى، بما فى ذلك بروجر (الغرب) وأردبيل (الشمال الغربي). وبحسب النائب عبد على رحيمى مظفرى، تأثرت "ما لا يقل عن عشر إلى خمس عشرة مدينة" بهذه التسممات المتسلسلة.

قلة قليلة من وسائل الإعلام الإيرانية تمكنت من تغطية هذا الموضوع، لكن ذكرت صحيفة ميهان اليومية، فى عددها الصادر فى 27 فبراير، شهادة فتاتين من مدرسة بروجرد، موضحة أنهما شاهدتا "جسما صغيرا يشبه قنبلة صغيرة، تم إلقاؤه من الخارج فى ساحة المدرسة، والتى انبعث منها الدخان".

على مدى أسابيع، استمرت السلطات فى إنكار الحقائق والتقليل منها، متحدثة عن "الطبيعة الضعيفة" للضحايا الصغار. ولكن مع تضاعف عدد الضحايا وانتشار حالات التسمم هذه فى المزيد من المدن، بدأ بعض القادة يتحدثون عن الطبيعة "المتعمدة" لهذه الحوادث. هكذا وصف النائب الإيرانى على رضا منادى، فى 26 فبراير، "نوايا سيئة" وراء هذه الأحداث التى استهدفت، بحسب قوله، "ثنى الفتيات عن الذهاب إلى المدرسة".. وتقول السلطات إنها فتحت تحقيقا، لكن دون أى اعتقالات حتى الآن، مما يزيد من استياء وغضب الأهالي. وبحسب المعلومات التى نقلتها بى بى سى فارسى، فإن الضحايا وأقاربهن يتعرضون لضغوط من السلطات لعدم التحدث إلى وسائل الإعلام.

إن سلبية الحكومة، حتى تهاونها، تصيب السكان بصدمة أكبر لأن جمهورية إيران الإسلامية لم تفتقر أبدًا إلى القوة البشرية - أو الإرادة - لاعتقال خصومها وتمارس مراقبة شديدة للغاية على الأنشطة التى تعتبرها مهددة.

فى محاولة لتهدئة الأمور، أكد وزير الصحة، بهرام عين الله، الثلاثاء، على "خفة" السم المستخدم، دون أن يذكر أن التحقيق فى مصدر الهجمات والطبيعة المتعمدة لم يكن ضمن نطاق "مسؤولية" وزارته.

داخل المجتمع الإيرانى، بدأت المزيد والمزيد من الأصوات تتهم النظام بالوقوف وراء هذه الأحداث بهدف وأد بعض الحريات التى حصل عليها المحتجون فى الأشهر الأخيرة. فى الواقع، يتزايد عدد النساء اللواتى يقررن عدم تغطية شعرهن، على الرغم من القانون الإيرانى الذى يفرض ذلك. "إن التسمم فى مدارس البنات، والذى تم التأكد من أنه متعمد، ليس تعسفيًا ولا عرضيًا. إن قمع حرية الملبس المكتسبة من خلال الاحتجاج يتطلب نشر الخوف"، حسبما يحذر على تويتر المعلم الشهير محمد حبيبى من طهران. بالنسبة لهذا النقابى الذى تم إطلاق سراحه للتو من السجن، فإن الطريقة الوحيدة لوقف هذه السلسلة الغامضة من حالات التسمم هى من خلال تعبئة كبيرة لعالم التعليم.