محافظة سوهاج تتحدث عن نفسها، مثلما لم تتحدث من قبل وتخطو خطوات واسعة علي طريق ثابت من أقصاها إلى أقصها، تقول أنا محافظة رفاعة الطهطاوي ومحمد صديق المنشاوي، أنا محافظة جورج سيدهم وجمال الغيطاني، تفتح أذرعها بصدر رحب وتسابق الزمن لتطور من تسويقها السياحي الجيد للمناطق والأماكن الأثرية المتنوعة، وشهدت المحافظة في الفترة الأخيرة، اهتماما من الدولة والقيادة السياسية، في فتح أماكن جديدة للسياحة، تمثلت في إنشاء متحف قومي للقطع الأثرية، وتطوير معبد أتريبس في الجبل الغربي، وتطوير منطقة مقابر الحواويش الواقعة في الجبل الشرقي، مما يجعلها محط أنظار السائحين المحليين والأجانب، من أجل ذلك حرصت «البوابة نيوز» على أن تصطحبكم في جولة داخل المعالم الأثرية بالمحافظة.
معبد أبيدوس
وبمجرد أن تطأ قدماك محافظة سوهاج، تجد نفسك متشوقًا لمشاهدة قصة العشق الأبدي لإيزيس وأوزوريس، من داخل معبد أبيدوس الذي حصد الكثير من الألقاب، وعلى رأسها «تا ور» أي الأرض العظيمة، حيث يقع المعبد على بُعد 11 كم جنوب غرب مدينة البلينا، فالمعبد يُعد واحدًا من أهم المعابد المصرية القديمة التي لا زالت تقف شامخة علي الرغم من مرور 33 قرنًا ليكون شاهد علي الحياة في مصر القديمة، ولعل ما جعله يكتسب أهميته التاريخية، هو نقوشه النادرة والتخطيط المعماري المميز، فضلًا عن الرسومات النادرة الموجودة علي جدرانه، حيث بدأ الملك سيتي الأول، ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة، ووالد الملك رمسيس الثاني، في إنشاء المعبد أواخر القرن الثالث عشر، ويطلق على تلك المنطقة «العرابة المدفونة»، لأنها كانت مدفونة تحت الرمال، وهو مبني أثري يلتفت إليه السائحون لعظمته وشموخه، فشيد المبني من الحجر الجيري وأعمدته تم بناؤها من الحجر الرملي وتم بناء إطار الأبواب من الجرانيت الأحمر والأسود والرمادي، كما تم بناء المحراب من المرمر، ويتميز بدقة النقوش والألوان الزاهية، وقد نقشت على جدرانه الخارجية تفاصيل معركة قادش التي دارت بين المصريين والحيثيين.
معبد الأوزوريون
هو عبارة عن مقبرة رمزية للإله أوزوريس، ويقع خلف معبد الملك سيتي الأول مباشرة، وهو مبني من الجرانيت الأحمر ويتكون معماري من ممر منحدر غطيت جدرانه بالنقوش الجنائزية، ويليها حجرة عرضية توصل إلى صالة رئيسية ذات أعمدة مربعة، وفي النهاية تجد قدماك داخل حجرة الدفن.
معبد أتريبس
يقع معبد أتريبس، غرب مدينة سوهاج بـ7 كيلو، في منطقة عبارة عن أطلال أثرية تغطي مساحة تزيد على 30 فدانًا، شيده الملك بطليموس الثاني عشر، والد الملكة كليوبترا وهي آخر ملوك الأسرة المقدونية، يحتوي المعبد على رواق به 26 عمودًا، تُحيط جميعها بالمعبد من الجهات الشرقية والغربية والشمالية، وبه 3 حجرات خلف قدس الأقداس، وتفتح جميعها في اتجاه الشمال، وهو عكس اتجاه مدخل المعبد، وتم اكتشافه عام 1907، وعرفت هذه المنطقة باسم «حوت ربيت» في العهد الفرعوني.
مسجد العارف بالله
مسجد له تاريخ ويعتبر من أشهر مساجد محافظة سوهاج، ويرجع تاريخ إنشائه للقرن الثامن الهجرى عندما كانت سوهاج تابعة لمديرية جرجا، التى تحكم إقليم الصعيد أيام المماليك، ويتم الاحتفال بمولده، والعارف بالله من أصحاب العلم ومن رجال الدين المعروفين فى عصره، والضريح موجود بجناح ملحق بالمسجد سمى باسمه وللضريح بابان على صحن المسجد، باب يفتح من الخارج والبابان اللذان يقعان داخل المسجد مخصصان للرجال والخارجى للنساء ويضم المسجد مكتبة، وجناح لإمام وخطيب المسجد، وقاعة اجتماعات كبرى كما يوجد بجوار المسجد مدافن للأمراء وقبر مراد بك بجوار ضريح الشيخ العارف بالله، ومساحة المسجد بالساحة تزيد عن 7 آلاف متر مربع وولد العارف بالله يوم 4 ذى القعدة سنة 724هـ بتلمسان بدولة المغرب وحفظ القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، وكان عالما فى علوم الفقه والحديث والسنة، وكان له مريدون من عموم مصر والدول الإسلامية وتوفى يوم الجمعة 2 رجب 795هـ.
متحف سوهاج القومي
هو مشروع بني على الطراز الفرعوني من الرخام والجرانيت، وواحد من أكبر المتاحف الإقليمية في مصر، وبدأ العمل في المشروع عام 1993 وتوقف عام 1996، وتم استئناف العمل به في منتصف عام 2016، وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 12 أغسطس 2018، وتكلف المشروع 72 مليون جنيه، ويقع المتحف على مساحة 8700 متر مربع، ويضم 6 قاعات للعرض ونحو 1000 قطعة أثرية ما بين مومياوات وتوابيت خشبية وتماثيل وأحجار ثقيلة وعملات ذهبية وبرونزية وقطع أثرية صغيرة ثمينة، أبرزها تمثال الإله سخمت إله الحرب عند الفراعنة، ويقع المتحف في مدينة سوهاج على الضفة الشرقية لنهر النيل ومشيد على مساحة 5600 متر، وبه مرسى للبواخر السياحية، ويتكون المتحف من بدروم يشمل قاعات لعرض القطع الأثرية ومكاتب إدارية ومكتبة، ودور أرضي يضم 6 قاعات عرض وقاعة لكبار الزوار، تعرض القاعة الأولى معلومات عن الملوك والشخصيات المهمة، وتضم مجموعة من البطاقات المصنوعة من العاج، تؤرخ أسماء الملوك.
جزيرة الزهور
أنشئت علي إحدى الجزر في وسط نهر النيل والتي تبلغ مساحتها 5 أفدنة وتضم عددا من الشاليهات السياحية وملاعب للأطفال وقاعات للأفراح، وواحدة من أفضل الأماكن الترفيهية بالمحافظة، وهي تقع شمال كوبري سوهاج أخميم، ويقابلها متحف سوهاج وهيئة تنشيط السياحة من الجهة الشرقية للنيل.
الدير الأحمر والأبيض
هو أول موقع أثرى مصري يوضع على قائمة التراث العالمي، والثاني عربيًا بعد مدينة القدس العربية، وشكله من الخارج ضخم وجميل ومبهج، يميل للطابع الفرعوني، وترتسم حوائطه من الداخل برسومات زاهية وألوان غاية في الجمال والروعة، وما زالت تحتفظ بنقوشها، وبنى في القرن الرابع الميلادي غرب مدينة سوهاج على مسافة تبعد 12 كيلو مترًا في حضن الجبل الغربي، وعلي بعد 4 كيلو متر من الدير الأبيض، والذي يعرف أيضًا باسم دير الأنبا بشاى والأنبا بيجول، أما الدير الأبيض، بُنى في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وهو أشهر أثر قبطي في محافظة سوهاج، وتم بناؤه على أنقاض مدينة مصرية قديمة، على يد الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين في عام 441م، ونال شهرة كبيرة جعلته قبلة للزوار من مختلف الديانات، وشتى بقاع الأرض، يبعد المعبد عن مدينة سوهاج بقرابة 8 كيلومترات في الصحراء الغربية، على مساحة تقارب 5 أفدنة، وتمت تسميته بذلك الاسم لتشييده من الطوب الأبيض، ولم يتبق منه إلا كنيسة على شكل معبد فرعوني بشكل مستطيل، طول الحائط الشرقي به 36 مترًا و75 سم والحائط الغربى 36 مترًا و90 سم، والشمالى 74 مترًا و60 سم والجنوبى 74 مترًا و82 سم، وارتفاع جدرانه من 12 إلى 15 مترًا، ويبلغ سمكها من أسفل 190 سم، ومن أعلى 110 سم، وأعلاه إطار حجرى يبرز 30 سم ليعطيه صلابة ومنظرا جميل.
المراسى السياحية
أنشئت المحافظة مرسيين سياحيين بمدينة سوهاج أحدهما بالضفة الشرقية بالنيل والآخر بجزيرة قرمان، كما قامت بتوفير عدد من العبارات والأتوبيسات النهرية لنقل الوفود الزائرة من سوهاج للجزيرة، التى تعد من أهم الأماكن التي تتوافد إليها الرحلات من الطلبة والأسر والعاملين بالمصالح الحكومية.
مقبرة الحواويش
تقع الحواويش على بعد حوالي 10 كم شرق سوهاج، وحوالي 7 كم من مدينة أخميم، وهي واحدة من أبرز المواقع الآثرية بسوهاج، وتضم المقبرة في طياتها على أكثر من 800 جبانة تعود إلى عصري الدولة القديمة «2494-2181 ق.م» وعصر الانتقال الأول «2181-2055 ق.م»، والجدير بالذكر أن ما يقرب من 60 جبانة ما زالت تحتفظ ببعض النقوش والمناظر الجنائزية وتقديم القرابين والحياة اليومية والرقص والصيد والزراعة.