الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

القارة السمراء الأعلى استهدافًا للتنظيمات الإرهابية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مؤشر الإرهاب: الصومال فى المرتبة الأولى ب 204 عمليات ونيجيريا الثانية بـ 76 وأفريقيا الوسطى فى المركز الأخير بعملية واحدة وسقوط 17ضحية
تستمر قارة إفريقيا فى احتلال مقعد الصدارة على مستوى عمليات التنظيمات الإرهابية فى العالم، رغم الضربات القاصمة التى تعرّضت لها تلك التنظيمات فى عام ٢٠٢٢م، لا سيّما اغتيال بعض قادتها فى إطار ما يعُرف بـ "استراتيجية قطع الرؤوس"، واستسلام عدد كبير من عناصرها الإرهابية، وذلك بسبب استمرار حالة التأزم التى تشهدها دول عديدة فى القارة السمراء، واستغلال تنظيمات العنف والإرهاب للأوضاع الأمنية الهشة، وكذا الظروف المتردية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا التى تعيشها بعض دول القارة.
وقد سجل إجمالى عدد العمليات الإرهابية ٥٥٠ عملية فى عام ٢٠٢٢، أسفرت عن سقوط ٤١٨٩ ضحية، من بينهم ١١٧ حالة إعدام، فضلًا عن إصابة ٢٠٢٩، واختطاف ٧٠٤ آخرين.
ووفقًا لمؤشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، جاءت الصومال فى المرتبة الأولى؛ إذ بلغت عدد العمليات التى شنّتها حركة «الشباب» الإرهابية، وفرع تنظيم «داعش» فى الصومال، ٢٠٤ عملية تنوعت ما بين اغتيالات وتفجيرات وعمليات انتحارية، والتى أدت جميعها إلى مقتل ٩١٦، من بينهم ٥٤ حالة إعدام، إصابة ١١٢٩، واختطاف ١٦ آخرين.
وهذه الأرقام تؤكد أن منطقة شرق إفريقيا تعد أحد المرتكزات الإفريقية الرئيسية للعمليات الإرهابية بشكل عام، ولحركة «الشباب» الفرع الأقوى لتنظيم «القاعدة» بشكل خاص؛ حيث تستغل الحركة استمرار بعض الأزمات السياسية فى الصومال كالخلافات بين الحكومة الصومالية وبعض الولايات الفيدرالية، فضلًا عن استغلالها للوضع الأمنى الهش الذى تتسم به المناطق الحدودية الصومالية مع دول الجوار، كذلك تبنى الحركة لاستراتيجيات عدة لتجنيد مزيد من العناصر الإرهابية فى صفوفها.
وتأتى نيجيريا التى تعانى من وطأة إرهاب «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» غرب إفريقيا فى المرتبة الثانية؛ حيث تعرضت لـ ٧٦ عملية إرهابية، أسفرت تلك العمليات عن مقتل ١٠٤٣، بينهم ١٣ حالة إعدام، و١٢٥مصاب، و٢٤٣ رهينة. وتسعى نيجيريا لوقف التمدد الملحوظ للتنظيمات الإرهابية فى منطقة غرب إفريقيا من خلال استراتيجية استهداف القيادات، إلا أن الاستراتيجية المتبعة ما زالت تحتاج إلى مزيد من الجهود لدحر الخطر الإرهابى المتزايد.
واحتلت بوركينا فاسو الأكثر تضررًا من العمليات الإرهابية فى منطقة الساحل والصحراء المرتبة الثالثة؛ حيث سجّلت ٧٠ هجومًا خلّف ٥٩٤ قتيلًا، من بينهم ١١ حالة إعدام، و٢٨٣ من الجرحى، وبلغ عدد الرهائن ٥١، تليها فى المرتبة الخامسة من نفس المنطقة دولة مالى التى تعرضت لـ ٥٣ عملية إرهابية أدت إلى سقوط ٤٧٤ ضحية، من بينهم ١٠إعدامات، و٢٥٩ مصابًا بجراح، فضلًا عن اختطاف (٢٢٠) آخرين.
وجاءت الكونغو الديمقراطية فى المرتبة الرابعة بواقع ٦٠ حادثًا إرهابيًا شملت عمليتى اغتيال، أسفر عن مقتل ٦٧٠ شخصًا، بينهم ١٥حالة إعدام، و٤٨ جريحًا، و٢٢٠ من الرهائن.
وجاءت النيجر فى المركز السادس بـ ٢٧ عملية وتمثل ٤.٩٪ من إجمالى عدد العمليات الإرهابية، أدت إلى مقتل ٢٤٥ من بينهم١٤ حالة إعدام، وإصابة ١١٨، واختطاف٨ آخرين.
أما كينيا فقد احتلت المركز السابع إذ هاجمتها حركة الشباب الصومالية بـ ٢٢ عملية بواقع ٤٪ أسفرت عن سقوط ٨٨ ضحية، ٢٠مصابًا، و٨مختطفين. وجاءت موزمبيق فى المركز الثامن بـ ١٥ حادثًا إرهابيًا أوقع ٤٧ ضحية، و١١٤ من الرهائن، دون وقوع إصابات.
واحتلت الكاميرون المركز التاسع بـ ٧عمليات إرهابية خلّفت اثنين من الضحايا، و١٣ من المصابين،١٥ من الرهائن. أما بنين فقد جاءت فى المركز العاشر بـ ٦ عمليات إرهابية أدت إلى سقوط ٢٦ ضحية، و١٨مصابًا.
و تشاد فى المركز الحادى عشر بـ ٤عمليات إرهابية تضمنت عملية اغتيال، أدت جميعها إلى مقتل ٣٧شخصًا فقط دون وقوع إصابات. وإثيوبيا فى المركز الثانى عشر بواقع عمليتين إرهابيتين، إذ بلغ عدد القتلى التى نتجت عن هاتين العمليتين ٣٧ قتيلًا.
كما أوضح مؤشر الإرهاب فى إفريقيا لعام ٢٠٢٢م أن هناك أعمالًا إرهابية متفرقة جاءت فى المركز الأخير بنسب متساوية حدثت فى كل من إفريقيا الوسطى التى هاجمها تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" بعملية واحدة أدت إلى سقوط ١٧ضحية. وعملية واحدة فى #توجو أسفرت عن مقتل ١٨  أشخاص، وإصابة ١٣ آخرين. وأخرى فى السنغال أدت إلى سقوط ٤ ضحايا، و٧ مختطفين. أما فى أوغندا فقد هاجمها "تحالف القوى الديمقراطية" بهجوم وحيد أدى إلى مقتل شخص وإصابة ٣بجراح.
ومن خلال الاحصائية يتبين أن منطقة الشرق والقرن الإفريقى جاءت فى المركز الأول بعدد عمليات بلغ ٢٥٤ عملية إرهابية، يليها فى المركز الثانى منطقة الساحل والصحراء التى تعرضت لـ ١٥٦ عملية إرهابية، ثم منطقة غرب إفريقيا فى المركز الثالث؛ إذ بلغ عدد العمليات فيها ٧٨ عملية إرهابية، فيما احتلت منطقة وسط إفريقيا المركز الرابع؛ بواقع ٧١حادثًا إرهابيًا.
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية فى إفريقيا فى عام ٢٠٢٢من فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية ٥٤٠٧ قتيلًا و٦٤٤ معتقلًا، فضلًا عن استسلام ٦٣٤،  وبالرجوع إلى المؤشر فى السنتين الماضيتين، نجد أن العمليات الإرهابية فى عام ٢٠٢١م، بلغت ٧٣٥ عملية تعرضت لها ١٤ دولة فى القارة، وهى (نيجيريا، الصومال، الكونغو الديمقراطية، بوركينافاسو، مالي، النيجر، تشاد، الكاميرون، كينيا، موزمبيق، أوغندا، ساحل العاج، بنين، توجو)، خلفت تلك العمليات ٤٣١٨ من القتلى، و١٩٦٨ من المصابين، و(١٢١٠) من الرهائن. وبلغ عدد القتلى من التنظيمات المتطرفة ٤٧٥٧ و٨٢٠ معتقلًا، فضلًا عن استسلام ٨٣٣.
ووفقًا لمؤشر عام ٢٠٢٢ الذى يقيس تأثير الإرهاب حسب عدد الهجمات والقتلى والجرحى والرهائن، يمكن القول إن الوفيات الناتجة عن الإرهاب فى السنوات الثلاث قد انخفضت، إلا أن انخفاضها كان ضئيلًا، فقد كشف هذا المؤشر انخفاض العدد الإجمالى للوفيات الناتجة عن الإرهاب فى إفريقيا إلى ٤١٨٩ قتيلًا فى عام ٢٠٢٢م، بنسبة تراجع قدرها ١.٨ ٪ عن العام السابق ٢٠٢١م والذى قتل فيه (٤٣١٨)، و٤.٨ ٪ عن عام ٢٠٢٠م الذى قُتل فيه ٤٤٠٠ شخصًا فى الهجَمات الإرهابية. وعلى الرغم من انخفاض عدد الوفيات، ارتفع عدد الهجمات من ٦٣٥ هجمة فى عام ٢٠٢٠م إلى ٧٣٥ هجمة فى عام ٢٠٢١م، ثم تراجع فى عام ٢٠٢٢م ليصبح ٥٥٠ هجمة إرهابية.
وبالنسبة لقياس تمدد الإرهاب فى إفريقيا، يشير مؤشر #مرصد الأزهر إلى أن الإرهاب الغاشم استهدف ١٣ دولة إفريقية فى ٢٠٢٠م، فيما توسع فى عام ٢٠٢١ ليطال خطره ١٤ دولة إفريقية، ثم توسع ميدانيًا فى عام ٢٠٢٢م ليصبح عدد الدول المتضررة إلى ١٦ دولة. وهو مؤشر خطير يدل على احتمالية تغلغل التنظيمات الإرهابية فى عدد من البؤر الجديدة فى عام ٢٠٢٣ لا سيما دول منطقة الشرق والقرن الإفريقي، والدول المطلة على خليج غينيا، وهو ما يتطلب البحث عن استراتيجيات جديدة غير تقليدية للحد من أنشطة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع حضورها فى النقاط الأكثر هشاشة حول العالم.
وعن جهود مكافحة الإرهاب، يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن ثمة اتجاهات يمكن تبنيها، أبرزها الآتي:
١. الاستمرار فى استراتيجية "قطع الرؤوس" لاستهداف قيادات التنظيمات الإرهابية.
٢. مواجهة التنظيمات الإرهابية بشكل شامل وعلى جميع المستويات وفى آن واحد عسكريًا، واقتصاديًا، وفكريًا، ودينيًا.
٣. تقوية أواصر التعاون العسكرى والتنسيق الفعال بين الدول المتضررة والتى يربطها شريط حدودى واحد، فضلًا عن عقد تحالفات دولية لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
٤. توظيف تقنيات #الذكاء_الاصطناعى فى مكافحة الأنشطة الإرهابية، بهدف الحفاظ على العنصر البشرى والتمكن من رصد أماكن تواجد العناصر الإرهابية وتطهير المناطق المختلفة منهم.