أشاد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد المكاري، بالعلاقات المصرية اللبنانية التاريخية، مؤكدا أن التعاون المشترك بين القاهرة وبيروت متجذر على مر التاريخ.
وقال المكاري، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش ملتقى قادة الإعلام الذي اختتمت أعماله مؤخرا بالأردن، إن العلاقات بين مصر ولبنان لها جذور تاريخية ولا يمكن الاستغناء عنها، مؤكدا أن (القاهرة) و(بيروت) يرتبطان بالعديد من العلاقات والتعاون في مختلف المجالات.. مضيفا أن الموقف المصري دائما داعم ومؤيد للدولة اللبنانية وقضاياها المختلفة، مؤكدا أن الموقف المصري يدعو دائما إلى وحدة لبنان وسيادته ووحدة الصف اللبناني والبعد عن التفريق والتمزيق بين الأطراف اللبنانية والحفاظ على الدولة اللبنانية.
ووصف الموقف المصري من الأزمة اللبنانية الحالية بأنه موقف إيجابي دائما من أجل لبنان وشعبه، مؤكدا أنه دائما ما يعول لبنان على الموقف المصري، كاشفا عن لقاء خماسي من المقرر عقده قريبا لحل الأزمة اللبنانية، وهذا عامل مطمئن للبنانيين.
وأعرب عن تطلعه إلى مزيد من توثيق وتأكيد لقوة العلاقات المصرية اللبنانية كوزير للإعلام اللبناني خلال الفترة الحالية، مؤكدا أنه سيعمل من خلال زياراته للقاهرة على توثيق العلاقات بين الإعلام المصري واللبناني بالصورة الكافية.
وحول التعاون المصري اللبناني في مجال الإعلام، قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إن التعاون المصري اللبناني أساسي في مجال الإعلام للاستفادة من الخبرات في البلدين، لافتا في هذا الصدد إلى زيارته إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط خلال زيارته للقاهرة.
وأعرب عن سعادته بزيارة مبنى وكالة أنباء الشرق الأوسط، وحالة التطوير بها، مشيدا بالمستوى المهني في أداء الوكالة وغيرها من الصحف ووسائل الإعلام المصري.
وبشأن اختيار بيروت عاصمة للإعلام العربي لعام 2023 بقرار من جامعة الدول العربية، وجه وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الشكر للجامعة على هذا الاختيار والتضامن، مؤكدا أنه تحدي للبنانيين وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها الدولة اللبنانية.
وأوضح أنه تم قبول التحدي لعدة أسباب ومنها إعادة بيروت إلى ساحة الإعلام العربي، بالإضافة إلى الشعور بوجود محبة وتضامن من العرب لبيروت وللبنان وشعبه، مشيرا إلى أن بيروت لديها طاقات إعلامية ونشاطات ثقافية وإعلامية كثيرة على مدار الأسبوع.
واعتبر زياد المكاري، أن اختيار (بيروت) عاصمة للإعلام العربي دفعة قوية لبيروت للعودة إلى سابق عهدها، مؤكدا أن التشاركات والتعاونات والاحتفالات مع الدول العربية ستكون قوة دفع نحو عودة الدولة اللبنانية بقوتها المعهودة، لافتا إلى أن اختيار (بيروت) عاصمة للإعلام العربي هو عمل تشاركي مع الدول العربية كافة، مشيدا بحالة التعاطف الكبير من الدول العربية مع بيروت وهو ما شجع لبنان لقبول هذا التحدي التاريخي للعاصمة التاريخية بيروت.
وقال "إن بيروت عاصمة الإعلام العربي، هو بمثابة رسالة للعالم بأن بيروت لا تموت، وإن ماتت فتموت واقفة كالأشجار، فتنبعث من جديد" مؤكدا أن بيروت التي دخلت التاريخ بختم الكلمة ومشقة الموقف، هي حبر لا يجف وصوت لا يسكت، وهي بانتظار أشقائها "حتى الصوت يودي" من جديد.
وأعاد المكاري التأكيد على أن لبنان لم يخرج يوما من محيطه العربي، قائلا: "لنا جذر راسخ في كل وطن من أوطاننا العربية، ولنا منزل واسع في كل عاصمة من عواصمنا العربية".
وحول الموضوعات والقضايا التي ناقشها الملتقى، أوضح وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أن الملتقى يجمع نخبة من المسئولين عن العملية الإعلامية في بلداننا العربية والخبراء من كافة الجهات والدول العربية، مشيرا إلى أنه ناقش المؤثرات على الإعلام العربي في كل دولة عربية وخصوصا في ظل معاناة وسائل الإعلام العربي جراء جائحة كورونا والظروف الدولية المتقلبة.
ورأى أن هناك تغيرات جذرية في الإعلام بشكل عام والعربي بشكل خاص وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من ضمن الأسباب الرئيسية في إثارة الجدل بين الشعب الواحد، حيث أصبحت الأمور مخلوطة.
وتابع المكاري هناك من يسلط الضوء على ما يحدث في السوشيال ميديا، حيث أصبح الإنسان هو من يبث الأخبار عن طريق السوشيال ميديا ولا أحد يستطيع إيقاف هذا الأمر حتى من اخترع تلك الوسائل، مشيرا إلى أن الخطر هنا يكون ليس في مواقع التواصل الاجتماعي بل في الأشخاص الذين لديهم العدد الهائل من المتابعين ومن الممكن أن يبثوا أخبار قد تكون مؤذية في شباب الجامعات بمواقف سياسية ويكون هناك ضرر على المجتمع بشكل مباشر.
وأردف المكاري قائلا: " هناك مؤسسات صحفية وإعلامية مرخصة تسير وفق قوانين ولها ضوابط وهذا هو الصحيح والقانوني، ولكن بالتوازي هناك وسائل إعلام على مواقع التواصل الاجتماعي، وما أطلق عليه جيش إلكتروني ومنصات وبالإضافة أيضا إلى مشاهير وسائل التواصل تجد منهم من يصل متابعيه إلى أكثر من مليون شخص ولا بد الاهتمام بهذا ومواكبته.
وأشاد في هذا الصدد بالمشروع الذي قدمه الأردن إلى الجامعة العربية لمناقشته خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب بالكويت الشهر المقبل، مؤكدا أنه مع ضرورة تنظيم هذه الوسائل ووضع ضوابط رغم صعوبة التعامل مع هذا الوضع الصعب وتنظيمه ولكن هناك إصرار عربي على العمل على وقف خطاب الكراهية والأخبار الزائفة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للخير والصالح العام والإيجابيات أكثر من السلبيات التي ظهرت في مجتمعاتنا.
وعن خطوات قامت بها وزارة الإعلام اللبنانية للحد من أخطاء وسلبيات الإعلام وخصوصا منصات التواصل الاجتماعي، أوضح وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد المكاري أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات ومنها وضع وثيقة شرف لوسائل الإعلام اللبنانية للتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تدريس مناهج تربوية للأطفال للتعلم على هذه الوسائل واستخدامها بشكل إيجابي ونبذ خطاب الكراهية.
وكشف أن الوزارة بصدد وضع قانون حديث للإعلام يواكب التطورات في هذا القطاع، معربا عن تطلعه أيضا للقيام بخطوة جديدة وهي تدريب الطلبة على ممارسة مهنة الصحافة والإعلام ومعرفة المخاطر السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد المكاري على حرصه للتواصل مع وزراء الإعلام العرب من أجل وضع حد لتلك الانتهاكات التي ترتكب في حق الشعوب العربية عبر الأخبار الكاذبة والشائعات وبث خطاب الكراهية وتدمير القيم والأخلاق والدول والشعوب.