مع تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المُحتلة، ظهرت علامات تصدع الحكومة الائتلافية الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، نتيجة للخلافات بين أطرافها حيال السياسة الأمنية، ومقاطعة حزب (العظمة اليهودية) بزعامة وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن جفير جلسة الـ 40 توقيعا، واتهامه رئيس الحكومة نتنياهو بعدم المسؤولية بسبب ما أسماها سياسة "الاحتواء".
ودعت المُعارضة نتنياهو، خلال حضوره لجلسة الـ40 توقيعًا، بوقف خططه للتعديلات القضائية، والبدء في حوار برعاية الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوج، لكن نتنياهو اتهم المعارضة بالتشجيع على الشروع بـ"عصيان مدني"، وقال إنه مع الحوار الفوري حول حل وسط بشأن "إصلاح جهاز القضاء" ولكن بدون شروط مُسبقة.
واعتبر مسؤولون في حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو، مُقاطعة (بن جفير) لجلسة الـ40 توقيعًا، بأنه "عمل غير مسؤول ضد الحكومة".
وفي الوقت الذي أشارت فيه تقارير صحفية إسرائيلية إلى عقد نتنياهو سلسلة اجتماعات مع رؤساء الأجهزة الأمنية واستثناء (بن جفير) منها، هدد عاميحاي إلياهو، عضو الكنيست عن حزب "العظمة اليهودية"، بترك حزبه للحكومة الائتلافية، إذا لم تغير سياستها فيما يتعلق بالأمن، وذلك في إشارة إلى الخلاف الشديد بين نتنياهو وبن جفير بشأن ما يتعين فعله حياله الوضع الأمني المتدهور للغاية بالضفة الغربية المحتلة.
ونسبت إذاعة "كول براما" العبرية إلى الحاخام إلياهو قوله "نحن نطرق على الطاولة ونطالب بتغيير السياسة فيما يتعلق بالأمن.. وإذا لم يحدث ذلك، لا أرى سببا للبقاء في الحكومة".
وفي مؤشر آخر على تصدع حكومة "نتنياهو" التي تواجه المظاهرات منذ تأسيسها، أعلن رئيس حزب (نوعام)، آفي ماعوز، استقالته الليلة الماضية من منصبه كنائب لوزير في الحكومة، وبرر ذلك بمماطلة نتنياهو في تنفيذ الاتفاقيات التي بموجبها تشكلت الحكومة الائتلافية، والتي تنمح ماعوز صلاحيات واسعة في وزارات التعليم والصحة والرفاه الاجتماعي.
وحمّل بيني جانتس، زعيم المعسكر الوطني المعارض، وزير الدفاع السابق، نتنياهو المسؤولية عن تأزم الوضع في بلدة "حوارة" بشمال الضفة الغربية.
وخاطب جانتس نتنياهو خلال خطاب بالكنيست "أنت المسؤول عن اشتعال الوضع في حوارة أمس الأول (الأحد).. ما كان لمشعلي الحرائق أن يفعلوا ما فعلوه لولا حمايتك لمن يحرضهم"، في إشارة واضحة للغاية للوزيرين المتطرفين (بن جفير) وبتسلئيل سموتريتش.
وهاجم مستوطنون إسرائيليون بلدة "حوارة"، جنوب نابلس أمس الأول الأحد وأحرقوا عشرات المنازل والمتاجر والسيارات، وذلك بعد إطلاق نار أسفر عن مقتل مستوطنين اثنين في البلدة ذاتها.. وخلال هجوم المستوطنين الانتقامي، استشهد فلسطيني وأصيب نحو 100 آخرين بجروح متفاوتة.
وفي اليوم التالي، أي أمس الاثنين، شهدت محافظة "أريحا" في شرق الضفة الغربية، إطلاق نار أسفر عن مقتل مستوطن، وهو ما ولد دعوات من قبل المستوطنين بالانتقام من الفلسطينيين.
وأمس، أدانت المملكة المتحدة، عنف المستوطنين في الضفة الغربية، فيما وصف السفير البريطاني لدى إسرائيل نيل ويجان، مشاهد اعتداء المستوطنين على أهالي بلدة حوارة وحرق المنازل والمركبات بـ"المروعة"، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن بلاده تدين عنف المستوطنين الذي أسفر عن مقتل فلسطيني، وإصابة أكثر من 100 شخص آخرين، وتدمير العديد من الممتلكات.