لم يعد التحول الرقمي من أمور الرفاهية، حيث يعتمد العالم على الرقمنة والذكاء الاصطناعي في كثير من الأمور، كما أن التقارير الصادرة عن مؤسسات دولية معتبرة تؤكد أن الوظائف الأكثر طلبا في المستقبل القريب ستكون مطورو البرامج لـ "محلل بيانات - خبير أمن المعلومات - خبير ذكاء اصطناعي - خبير تكنولوجيا البلوكتشين blockchain" وغيرها من الوظائف التي تعتمد بشكل مباشر على التحول الرقمي والتكولوجي، ولعل ما وصل له الاقتصاد الهندي من نمو متلاحق كان بفضل الاهتمام بمجالات البرمجة التي تحقق عوائد اقتصادية كبرى للاقتصاد الهندي.
وتشهد مصر في السنوات الأخيرة اهتمام كبير بالتحول الرقمي ويساعد في ذلك طموح الشباب الذي يسعى دائما لتقديم أفكاره من أجل تحقيق نجاحات كبرى، وتعد مبادرة مستقبل مصر لتعليم الأطفال الذكاء الاصطناعي والبرمجة هي من أولى المبادرات المصرية التي تهدف إلى تعليم الأطفال الذكاء الاصطناعي والبرمجة بالإضافة إلى أساسيات الحاسب بشكل مبسط، تحت رعاية مديرية الشباب والرياضة بالإسكندرية من قِبل فريق مصرى متخصص فى الذكاء الإصطناعى وتكنولوجيا المعلومات.
وحققت هذه المبادرة حققت نجاحًا كبيرًا، حيث تخرج منها مئات الأطفال في المرحلة العمرية من 9 سنوات وحتى 15 سنة، وتقدم العديد من الخريجين للاشتراك في العديد من المسابقات المصرية والعالمية، ونقدم لكم عدد من النماذج التي قدمتها المبادرة:
الطفل سيف إسلام يبلغ من العمر 13 عاما، قاده شغفه بالتكنولوجيا والذكاء الصناعي للانضمام إلى مبادرة مستقبل مصر لتعليم البرمجة، بدأ سيف تعلم أساسيات البرمجة وطريقة تكوين الأكواد والدوائر الكهربية.
واستطاع سيف أن يبتكر وينفذ مشروع "smart shoes" حذاء ذكي يساعد الكفيف في التحرك بسهولة وأمان، ويعمل الحذاء عن طريق مستشعرات في مقدّمة كل فردة حذاء، تهتزّ وتصدر أصواتًا بالقرب من العوائق، فكلّما اقترب مرتدي الحذاء من العائق، زادت سرعة مما يعمل على تفادي العوائق أثناء المشي.
الطفل أنس إسلام، يبلغ من العمر 12 عاما، دائما كان شغوف بالأشياء الذكية يشاهدها كيف تعمل ويحاول البحث عن التقنيات الجديدة وجد في مبادرة مستقبل مصر لتعليم الأطفال الذكاء الاصطناعي والبرمجة فرصة لتحقيق حلمه، تعلم أساسيات البرمجة وبدأ يفكر كيف ينفذ أفكاره.
نفذ أنس فكرة Smart tap project وهي عبارة عن إناء به صنبور يعمل بحساسات لفتح الصنبور تلقائيا وكذلك غلقه عند الابتعاد عنه، مما يعمل على ترشيد استهلاك المياه، ويجعل استخدامه أسهل، ورغم أن الفكرة مطبقة فعلا لكن ما قام به أنس انجاز في هذه السن الصغيرة خاصة أنه قام بتصميم وبرمجة المشروع.
دائما ما كانت فكرة التحكم في الأشياء عن بعت تداعب الطفل أدم محمد صاحب الـ 11 عام فكلما شاهد فيلما أجنبيا أو فيديو على الانترنت، يوضح كيف يتحكم الأشخاص في منازلهم عن طريق الهاتف المحمول زاد شغفه بالأمر حتى التحق بمبادرة مستقبل مصر لتعليم الأطفال الذكاء الاصطناعي والبرمجة وبدأ التعرف على هذا العالم.
استطاع آدم أن يصمم منزل Smart home project يمكن التحكم فيه من خلال الهاتف المحمول، فعلى سبيل المثال نتمكن من فتح وغلق الأبواب والنوافذ وإضاءة الكهرباء وغيرها، مما يجعل المنزل أكثر أمان وأسهل في الاستخدام.
الطفلة هنا سعيد تبلغ من العمر 15 عامًا تحاول البحث منذ صغرها عن تطوير أنظمة حماية البيئة واستخدام أنظمة فصل للمخلفات، حتى التحقت بمبادرة مستقبل مصر وتعلمت البرمجة حتى تمكنت من تصميم trash separation لفرز المخلفات.
المشروع عبارة عن سلتين للمخلفات تعمل بالذكاء الصناعي فعند إلقاء مخلفات معدنية تفتح السلة الأولى وعند إلقاء مخلفات من البلاستيك تفتح السلة الثانية، مما يجعل عملية فرز المخلفات بشكل إلكتروني ويساعد في الحفاظ على البيئة والاستفادة من المخلفات وإعادة تدويرها.
بدأ عمر وائل ابن 13 عاما التعرف على عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا عندما كان عمره خمس سنوات فقط، حيث قام بتصنيع أول روبوت له عندما كان في التاسعة من عمره.
وجد في عالم الميتافيرس مجال خصب لابداعه وبدأت أحلامه تتصاعد عندما أصبح الوصول إلى الميتافيرس أسهل بفضل شركات التكنولوجيا التي استثمرت المليارات في الصناعة في السنوات القليلة الماضية.
وبعد التحاقه ببرنامج مستقبل مصر استطاع ان ينفذ مشروع the other world فمن خلال سترة وقفازات حسية ونضارة يمكن للمستخدم أن يدخل إلى عالم الواقع الافتراضي الميتافيرس، ويستطيع أن يجري التجارب العلمية الدقيقة ويذهب للعمل أو الدراسة يوفر المشروع الجهد والوقت والتكاليف المالية ويقلل الازدحام.
صور
