أكد الدكتور سمير صبري رئيس لجنة الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي بالحوار الوطني، أن شبه جزيرة سيناء تمثل خصوصية كبرى لمصر على مر التاريخ، ويعتبر تعميرها بمثابة قضية أمن قومي، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم تؤكد هذا الكلام بشكل أو بآخر، وكلنا شهود عيان على أنه بعد عقود من الإهمال لتلك البقعة المباركة بأرض مصر، كانت فترة حكم الرئيس السيسي هي عهد إحياء قضية تحقيق تنمية كاملة لشبه جزيرة سيناء، ولكَوْن التنمية والإرهاب لا يستقيمان معًا.
وقال صبري، إن خطط الدولة لتنمية سيناء بدأت من القضاء على الإرهاب، وبالفعل تم إطلاق أوسع عمليات التطهير في التاريخ المصري هي العملية الشاملة "سيناء 2018"؛ لاستئصال جذور الإرهاب الأسود، والذي نما وجوده في سيناء منذ عام 2011 وظهور تنظيم داعش وهنا أثني على حرص سيادة الرئيس على استثمار كل مناسبة لتوجيه كل الشكر والتقدير لشهداء سيناء وشهداء الوطن، الذين لولا تضحيتهم لما شهدنا اليوم هذا الكم من التضافر والخطط لتنمية وإعمار سيناء، واصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية أرض الفيروز.
ووصف سمير صبري، خطط الدولة لتنمية سيناء بالمتكاملة؛ فلم تتجاهل الدولة أي بند بدءًا من الإصلاح التشريعي بقانون رقم 95 لسنة 2015 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم 14 لسنة 2012 بشأن التنمية المتكاملة في شبه جزيرة سيناء، والذى نص على معاملة بعض المناطق وفق شروط خاصة كمناطق اقتصادية. بالتوازي مع إنشاء الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء في عام 2016، كشركة مساهمة؛ لتوفير موارد مالية بطريقة مؤسسية، كما تساهم في تحقيق التكامل مع مشروعات محور تنمية قناة السويس. ونظرًا لارتفاع تكلفة تلك المساحة الضخمة التي قدرت بـ60 مليون كيلومتر، أطلق صندوق "تحيا مصر" مبادرة تنموية تتعلق بتنمية سيناء تحمل اسم "سيناء غالية علينا" في السادس والعشرين من فبراير 2018، والتي مر عليها اليوم خمس سنوات، وذلك استجابة لدعوة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لتنمية سيناء وتطهيرها من الإرهاب.
وأشار، إلى أنه من الصعب سرد جهود الدولة والمواطنين، وخاصة من أهالي سيناء لتعمير سيناء وكل الثناء على مَن شارك في تلك الجهود وساعد في إنجاحها، موضحاً اتفاقه تمامًا مع سيادة الرئيس بأن الحرب لم تتوقف، فالشائعات ومحاولات إثارة الأمن الداخلي والرأي العام حرب أقوى من حرب الإرهاب؛ لكونها أسرع انتشارًا وأكثر تأثيرًا ، ولكن تظل المراهنة على الوعي وعدم الانجراف وراء كل ادعاء وشائعة.
وكشف صبري، أن كل الخطى التي تسير عليها الحكومة المصرية لتعمير سيناء حتى الآن والحرص على إشراك أهالي سيناء وإعطاء الأولويات للشركات السيناوية (كما أكدت تصريحات الرئيس) تؤكد حرص الدولة على جني أهالي سيناء ثمار التعمير، وتشير إلى جودة القرارات وكفاءتها، لكَوْنهم أهالي سيناء سيعملون بكل إرادة وعزم لتعمير أراضيهم وخَلْق حياة أجود لأبنائهم، وحتى تصبح سيناء واجهة للحضارة والسياحة والاستثمار في مصر.
وتعقيبًا على كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال متابعته خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء، بمدينة الإسماعيلية، أكد سمير صبري على العزم الرئاسي بالتوجه نحو الجمهورية الجديدة بكل ما تحمله من معنى، تلك الجمهورية التي تشهد التنمية فى جميع أرجائها، فلقد افتتح العديد من المشروعات التنموية، متوجهًا بالشكر لجميع القائمين عليها.
وأوضح صبري، أن الرئيس السيسي اليوم قد أعطى إشارة البدء لجميع الأجهزة والشركات المعنية بالتنمية في سيناء بتوفير التمويل اللازم لكافة مشروعات التنمية، التي يقف أمام تنفيذها عائق التمويل؛ نتيجة المساحة الشاسعة لأراضي سيناء، مشيراً إلى أن الرئيس لم يكن يعطي هذه الإشارة إلا بعد النجاح في مواجهة معركة الإرهاب، تلك المعركة التي كانت سببًا رئيسًا في إعاقة مشروعات التنمية داخل سيناء، ولكن مع نجاح الدولة في القضاء على الإرهاب بتلاحم أبناء الوطن وأفراد الجيش والشرطة أصبح بالإمكان البدء في التنمية الشاملة التي توفر لأبناء الوطن كافة احتياجاتهم من البنى التحتية.
واختتم سمير صبري بأن الرئيس السيسي يراهن على قوة وعي الشعب، بما يدور حولنا من شائعات وأكاذيب، فلم يعد دور الدولة مواجهة الأرهاب بالقوة فحسب، بل عليها أيضًا مواجهة الشائعات التى تعمل على هدم الدولة من الداخل، ولكن وعي أفراد الشعب بما يحاك من مؤمرات ضد الوطن مثل حائط صد أمام هذه المحاولات؛ فالرئيس السيسي قد أكد إداركه التام لكل ما يحاك ضد الدولة حينما طرح إشاعة بيع قناة السويس، وإدراكه أيضًا بإن مثل هذه الأكاذيب ليس لها أي صدًى لدى الشعب الذي يقف وراءه ويمتلك من الوعي ما جعله يتحمل غلاء المعيشة.