كشف باحثون متخصصون في البيئة عن أن الحرب الروسية الأوكرانية لم تتوقف آثارها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي حول العالم فقط بل أنها أيضا تعرقل جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي في المناطق التي تشهد صراعات ومعارك حاليا حول أوكرانيا.
وذكر تقرير نشرته، اليوم /الأحد/، مجلة "ذا كونفرساشين": إن الحيوانات والنباتات وغيرها من الأنظمة البيئية لا تعرف الحدود السياسية، وأن الحفاظ على الأنظمة البيئية المتنوعة تتطلب جهودا دولية على مستوى كبير وخاصة في ظل التغيرات المناخية السريعة التي يتعرض لها العالم حاليا.
وأشارت المجلة إلى أنه على مدار عشرات السنين الماضية، قامت العديد من الدول بتطوير شبكة من الاتفاقيات والتجهيزات الخاصة بالحفاظ على التنوع البيولوجي، غير أن الحرب الحالية لم تتسبب في توقف المزيد من هذه الجهود بل أيضا في تراجع البعض منها؛ مما يهدد حياة الكثير من الطيور والحيوانات البرية.
وذكرت المجلة أمثلة على عرقلة هذه الجهود فيما يتعلق بإنقاذ طيور الطيطوى ملعقي المنقار التي تهاجر إلى روسيا في فصل الصيف قادمة من افريقيا جنوب آسيا واستراليا وأمريكا الجنوبية، مشيرة إلى أن عدد هذه الطيور النادرة تناقص ليصل إلى أقل من 600 طائر فقط.
وأوضحت أن قيود السفر المفروضة على روسيا في الوقت الراهن أوقفت البرامج الخاصة بإنقاذ عدد من موائل الطيور البرية المهددة بالانقراض حيث إن مساحة روسيا الكبيرة تجعلها موئلا حيويا للعديد من الطيور المهاجرة من دول أخرى إلى روسيا.
وأضافت المجلة أن من بين الطيور الأخرى المهددة بسبب الحرب الروسية هي طيور الإوز الحمراء الصدر التي تهاجر قرب مناطق البحر الأسود، وطيور السمنة الرمادية وغيرها من الطيور النادرة؛ حيث تعتبر روسيا موئلا لما يزيد على 500 نوعا من الطيور المهاجرة وتعد 52 نوعا منها مهددة بالانقراض حاليا.
وكشفت المجلة عن الأنواع الأخرى من الكائنات البرية في المناطق الروسية ومن بينها وعل الغابات البرية وظبس السايغا؛ والذي يعتبر من الحيوانات الثديية المهددة أيضا بالانقراض في الوقت الراهن.
ولفت التقرير إلى أن الحرب الروسية تسببت أيضا في تراجع الأبحاث حول الحياة البرية والتنوع البيولوجي، وفهم طبيعة هجرة الحيوانات بسبب توقف أبحاث محطة الفضاء الروسية "روزكوزموس"، بالإضافة إلى أن العديد من الدول اصبح لديها أولويات أخرى على قضايا الحفاظ على التنوع البيولوجي بعد استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا، وتأثر سلسلة الغذاء العالمية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن بدائل لزيادة الإنتاج الزراعي والتراجع عن سياسة الزراعة المحافظة على التنوع البيئي.
في سياق ذي صلة، أعلنت قيادة العمليات "الشمالية" الأوكرانية - في بيان لها اليوم - أن القوات الروسية قصفت صباح اليوم، المناطق الحدودية بمنطقة سومي بقذائف الهاون.
وذكر البيان - الذي نقلته وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية - أنه "تم تلقي معلومات بوقوع ست غارات -ربما تم إطلاقها من قذيفة هاون عيار 120 ملم- في منطقة هوركي".
ووفقا للبيان لم ترد أنباء عن وقوع إصابات بين صفوف الأفراد العسكريين أو المدنيين، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالمعدات العسكرية أو البنية التحتية المدنية.
