نحتفل اليوم بمرور 88 عاما على قدوم الراهبات الإليزابتين (الأليصاباتيات ) الفرنسيسكانيات إلى أرض مصر.
وترصد “البوابة نيوز” رحلتهن إلى مصر في هذه السطور.
وصلت خمس راهبات وهن الأم دوميتيلا تشزلينو (Domitella Ciselino)، الأم لوجينا سيست (Luigina Sest)، جراتسياتا بونولو (Graziata Bonolo)، الأم جراتسيانينا جينارو(Grazianina Gennaro) والأم اجينيا نجرين(Igenia Negreen) شابات ايطاليات الجنسية في صباح يوم ٢٦ فبراير سنة 1935 إلى الإسكندرية وكان بانتظارهم الراهب الفرنسيسكانى جيوسيب لاريتشيا Giuseppe La Riccia، وفي الساعة السابعة مساءا وصلوا إلى القاهرة وكان بانتظارهم الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانية الأب لويجى برونشينى .
ثم سافروا إلى قنا ووصلوا وكان بانتظارهم الأب الفرنسيسكانى اونوفريو (Padre Onofrio)وفى تمام الساعة السابعة وصلوا إلى قرية الطويرات العزيزة عن طريق النيل وتم الترحيب بهم .
في ذلك الوقت لم تكن المواصلات مثل اليوم، ووصلت الراهبات الخمس إلي مدينة قنا بالقطار ، ثم عبرن النيل بالمراكب ووصلن إلى مكان اسمه (الشيخ حسين ) بصحبة الأب الوقور الكاهن ” اونوفريو ” وهو كاهن فرنسيسكانى وايطالي الجنسية .
وفي الضفة الأخرى للنيل كان في انتظارهن عدد كبير من شعب ( قرية الطويرات ) مرحبين بالموكب القادم.
دخلن الكنيسة بفرح وتهليل وقدمن شكرهن للرب على وصولهن بالسلامة وفى مساء نفس اليوم قاموا بعمل أول زيارة لمريض “رجل مسلم كان يرغب في رؤيتهم” كما زاروا بعض الأسر من أهل الرعية .
بدأن العمل في هذه القرية بتعليم الفتيات أصول الخياطة ، وللرجال نسيج النول وكان هذا العمل رزق لهذه البلدة الفقيرة .
ثم بدأن يعلمن اللغة الإيطالية والترانيم والموسيقى لمن كان موهوباً من الأطفال ثم ذهبن إلى الأقصر ووجدن فتاتان تجيدان اللغة الإيطالية لتساعدهن على الترجمة والتعامل مع الناس .
قامت الراهبات بافتتاح مستوصف لخدمة المرضى الفقراء والمحتاجين وكن دائمات الزيارة للمرضى في البيوت وتقديم العلاج اللازم لهم بالمجان وبدأن يسعين لبناء مكان خاص بهن فبدأن يصلين للعناية الإلهية ويطلبن مساعدة الناس من الخارج وبعد مجهود وتضحية كبيرة بدأوا في تأسيس المكان.
وصمم بعض المهندسين الإيطاليين، شكل المبني الخاص بالدير، بما يتناسب مع البيئة المحيطة، وبدأت الفتيات تطلبن إتباع الراهبات وتعشن معهن في الحياة الرهبانية المكرسة.
و تعتبر الأم دوميتيلا أكثر واحدة عاشت من الراهبات الخمس حوالي 53 عام, والكل يتذكرها بابتسامتها الرقيقة ومحبتها وخدمتا المتفانية لكل فرد قابلته.
ومنذ عدة سنوات تم افتتاح حضانة سان جوزيف للراهبات كخدمة للقرية ومنذ فترة قامت الأم الرئيسة الإقليمية للرهبنة سور ” سعاد يوسف ” بتعديل هذا المكان حتى يكون مهيئا للرياضيات والخلوات الروحية، ومكان صلاة وراحة لمن يريد.