خندق ماريانا هو أعمق نقطة على سطح الأرض تقع في المحيط الهادي بالقرب من جزر ماريانا وتسمى خندق ماريانا، وقد بقيت هذه البقعة السحيقة غير مكتشف نظرا لعدم قدرة الغواصات الوصول إلى أعماق سحيقة في المحيطات، حتى تمكن المستكشف جيمس كاميرون في 26 مارس 2012 من الغوص منفردا إلى أعمق نقطة في المحيطات والتي أطلق عليها اسم “تشالنجر ديب” أو التحدي العميق في مكان يسمي خندق ماريانا، وقد سميت هذه الغواصة باسم “أعماق البحار”.
وحتى وقت قريب كان متعذرا الوصول إلى أعماق في البحار تتجاوز 36 ألف قدم، حيث أن الضغط الهيدرو ستاتيكي للماء يزداد بشكل هائل، وفي منطقة خندق ماريانا هناك ما يقرب من سبعة أميال فوق الماء، أما التشالنجر ديب العميقة جدا فقد اكتشفت في عام 1984 وأرسلوا سفينة يابانية لمسح درجة عالية من العمق في خندق ماريانا وجمعت هذه الغواصة بعض البيانات باستخدام بعض المعدات المتعددة الوظائف والتي تشبه السونار والتي تقوم بإرسال الموجات الصوتية، وهذه الموجات الصوتية عالية التردد (خارج نطاق السمع البشري) عن طريق المياه وصولا الى قاع المحيط والموجات الصوتية تسافر عن طريق المياه، اسرع لو كانت تنتقل عبر الهواء، وترتد في الاجسام الصلبة، مثل قاع المحيط.
وهذه الموجات تسجل كم من الوقت استغرقت لكي تعود الي السطح وبذلك تحدد العمق على أساس معدل العائد ، وقد اتخذ أعمق قياس للتشالنجر ديب من قبل اليابانيين لتكون 35838 قدم، والغواصة التي استخدمها كاميرون لاكتشاف تشالينجر ديب فهي تضم راكبا واحدا وطولها 7.3 متر تقريبا، وقد تمكن كاميرون من المناورة في قاع المحيط وسط التضاريس غير المستكشفة والكائنات الحية الجديدة والغريبة، وقد صور كاميرون فيلما وثائقيا طويلا وجمع عينات للبحث والدراسة والاستكشاف العلمي وكانت غواصة كاميرون مزودة بعدة كاميرات وذراع ميكانيكية لشفط العينات من قاع المحيط.