فاز الفيلم الروائي المرهقون للمخرج عمرو جمال بجائزة منظمة العفو الدولية ضمن فعاليات النسخة 73 من مهرجان برلين السينمائي الدولي حيث شهد عرضه العالمي الأول ضمن قسم البانوراما.
وفاز المرهقون الذي يعد أول فيلم يمني يشارك في المهرجان منذ تدشينه بالجائزة التي تقدر قيمتها بـ 5 آلاف يورو وذلك خلال حفل توزيع جوائز لجان التحكيم المستقلة في المهرجان.
كما حصل المرهقون على المركز الثاني كأفضل فيلم روائي في قسم البانوراما بتصويت الجمهور الذي يشارك فيه أكثر من 20 ألف زائر من زوّار المهرجان.
وحضر مراسم تسليم الجوائز فريق عمل الفيلم، والمخرج عمرو جمال الذي عقب على الفوز، قائلا: "يغمرني شعور بالامتنان نتيجة الاستقبال الإيجابي من الجماهير للفيلم. خرج المرهقون إلى النور بدافع الحب والتفاني والإصرار حتى يسلط الضوء على قصة واحدة ضمن عدة قصص في بلد تعاني تحت نيران الحرب. يسعدني أن الجمهور في مهرجان برلين شعروا بأننا قدمنا الفيلم على النحو الصائب، لقد بذلنا حقًا ما في وسعنا."
وكان الفيلم قد نال استحسانًا نقديًا وجماهيريًا بمجرد عرضه الأول في المهرجان، حيث كتب جوناثان رومني في موقع سكرين دايلي "ما يميز الفيلم هو أسلوب السرد الدقيق للمخرج عمرو جمال، إذ لا تشوب القصة أي زوائد، مما يمنح الفيلم إيقاعًا مشدودًا."، ووصف رومني الفيلم أيضًا بأنه "عمل درامي متماسك"، في حين استقبله الجمهور بجولة تصفيق استمرت عدة دقائق بعد عرضه في المهرجان.
وسبق وأثار المرهقون الانتباه عالميًا في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي حيث حصل على منحة تطوير ما بعد الإنتاج لمشروع قيد العمل من قسم Eastern Promises، كما كان أحد المشاريع الواعدة المشاركة في برنامج عروض قيد الإنجاز في سوق البحر الأحمر ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي حيث تلقى منحة بقيمة 12 ألف دولار بعد عرض أجزاء من الفيلم.
ويستند المرهقون على أحداث حقيقية في عدن باليمن عام 2019، إذ تتبع القصة معاناة زوجين وأطفالهما الثلاثة بعد خسارة الأب والأم لعملهما جراء أزمة اقتصادية تمر بها الدولة. وبعد اكتشاف الأم حملها في الطفل الرابع، يحاول الأبوان إيجاد طريقة للإجهاض رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه هذا الأمر، مما يجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة للنجاة من هذا المأزق.
المرهقون إنتاج مشترك بين اليمن والسودان والسعودية ومن إخراج وإنتاج عمرو جمال وشارك في كتابة السيناريو مع مازن رفعت ويشارك في إنتاج الفيلم محسن الخليفي ومحمد العمدة بالإضافة لأمجد أبو العلا. وبطولة خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وأوسام عبد الرحمن.
ويعد الفيلم ثاني فيلم روائي طويل لمخرجه بعد عشرة أيام قبل الزفة (2018) وكان أول فيلم روائي طويل يعرض جماهيريًا في اليمن بعد ثلاثة عقود من اختفاء السينما في اليمن، وفاز بالعديد من الجوائز المهمة منها جائزة الجمهور في مهرجان سان دييغو السينمائي الدولي بأميركا وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة وغيرهم.
