«إسدال بجانب الباب، وحقيبة الأوراق المهمة».. هكذا فكّر المواطنون في حيل لمواجهة الهزات الأرضية، بعد أن انتشرت فوبيا الزلازل بينهم قطاعات كبيرة منهم، خاصة بعد تعرض مصر لزلازل ضعيفة على مقياس ريختر، في الأيام الماضية.
هناك مئات الآلاف من حالات فوبيا الزلازل وهي الخوف الشديد وغير المنطقي في كثير من الأحيان من الهزات الأرضية.
ونشأت كلمة "Seismophobia" من اليونانية "seismo" وتعني المجاعة أو الزلازل أو الحروب و"فوبوس" إله الخوف اليوناني.
وهو ما أكدته تدوينة سمية المالكي، فتاة مصرية، على "الفيسبوك" قائلة: "انا عندي فوبيا أماكن مغلقة لما بتفرج على الناجين من الزلزال بيخرجوا من أماكن عاملة ازاي بيجيلي ضيق في صدري شديد وصعب أكمل الفيديو ولو كملته بيكون بنص عين حرفيا".
وتبكي سيدة في منتصف العقد الرابع من عمرها في إحدى محافظات الوجه البحري، انها لا تستطيع أن تباشر حياتها بشكل طبيعي وتخاف أن ترسل أطفالها الي المدرسة خوفا من حدوث زلزال ولا تستطيع إنقاذهم.
العديد من الأشخاص ممن يخافون من الزلازل يخافون خطرًا مشابهًا كانهيار عقار بالقرب من مسكنهم، يكون سلوكهم بعد الانهيار هو الخوف الشديد والجلوس بجانب الباب، وتحضر حقائب المقتنيات المهمة.
الهروب وهوس الاختباء من الزلازل
يذهب الخوف إلى أبعد الحدود للتخطيط لطريق الهروب في حالة وقوع زلزال، فقد ينفق المرء مبالغ ضخمة من المال لتأمين منزله وخزاناته، وقد يكون سلوكهم الوسواس القهري في بعض الحالات.
وأكد عدد من المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي على أنهم مثلا قاموا بتحضير جميع الأوراق التي تثبت ملكيتهم حقيبة بجانب الباب، أيضا المقتنيات الثمينة كالذهب.
أما النساء فكان يشغلهن ملابسهن، فحكت «سيدة» على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنها لا تترك إسدال صلاتها يغادر مخدعها، فهو بجانبها على السرير حال حدوث زلزال بالليل أثناء النوم، كما تحتفظ أيضا بزجاجات مياه تحت السرير، فهو من أكثر الأماكن أمانا للاختباء أثناء وقوع الزلزال المنتظر وستكون المياه هي المنقذ من الموت تحت الأنقاض.
وتشير «السيدة» إلى أن مشاهد زلزال تركيا الدموية لا تغيب عن بالها وانها تخشي الموت تحت الأنقاض، وينتابها أعراض مثل الضغط العالي وضيق التنفس ولا تستطيع معالجة الأمر إلا بالدواء والمهدئات.
وهناك هوس من جانب الكثير من المواطنين في البحث عن أفضل الطرق للاختباء أثناء وقوع الزلازل، أو ما هي الأماكن المفضلة حتى لا نموت تحت الأنقاض.
أعراض ففوبيا الزلازل
- خفقان، تنفس سريع أو ضحل (فرط التنفس).
- الرغبة في الفرار أو الاختباء، وقد يبكي مصاب الرهاب أو يصرخ عند التفكير في حدوث زلزال.
- جفاف الفم، والدوخة، واضطرابات الجهاز الهضمي، والغثيان، والصداع، إلخ.
خوف مبرر
انتشرت أيضا تأكيدات من علماء جيولوجيين وعلماء زلازل عن أن مصر تقع ضمن نطاق الخطر الزلزالي على المدى القريب، مما عزز من خوف المصريين وبرر تلك الفوبيا التي انتابت البعض منذ 6 فبراير الماضي وهو موعد وقوع زلزال تركيا.
فمن ناحيته أعلن عنها الباحث الهولندي المتخصص في علم الزلازل فرانك هوغيربيتس، الذي قال إن زلزال كبير سيحدث في لبنان أو مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا لن يكون الأخير.
وأفاد "هوغيربيتس" بأن هناك الكثير من الهزات الأرضية ستحدث في الفترة المقبلة، لأن هناك تغير في توزيع الضغط في جميع أنحاء المنطقة خلال الأيام الأخيرة بعد زلزال تركيا، وقال، تسألني الناس هل سيحدث زلزال كبير في لبنان أو حتى مصر، وأنا أقول إنه في النهاية نعم؛ لأنه إذا نظرنا إلى تاريخ هذه البلدان فهي معرضة لنشاط زلزالي كبير ولكن لا يمكن الجزم بناء على النشاط الأخير إذا كان ذلك سيحدث الأسبوع المقبل أو في غضون 5 أو 10 سنوات فلا أحد يعرف حقا".
ثلاثة أحزمة زلزالية
وبحسب تقرير نشره موقع دويتشه فيله الألماني فتقع عدة دول عربية إما داخل أو بالقرب من ثلاثة أحزمة زلزالية وهي:
- الحزام الزلزالي الآسيوي-الأوروبي: يبدأ من جبال الهيمالايا ويمر بإيران والعراق وباكستان وصولًا إلى أوروبا.
- الحزام العربي الإفريقي: يمر عبر البحر المتوسط من سواحل تركيا ويمر بسوريا ولبنان والأردن ويصل إلى مصر وقد يمتد إلى دول المغرب العربي.
- حزام صدع شرق إفريقيا: يمتد من سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية وإسرائيل والأردن وصولًا إلى سلاسل جبال غرب البحر الأحمر وحتى إثيوبيا.
التغلب على رهاب الزلازل
- يعد تثقيف الذات بشأن الزلازل أحد أفضل الطرق للتغلب على رهاب الزلازل.
- يمكن للمرء أن يحدد طرقًا لحماية منزله وعائلته دون المبالغة في ذلك.
- يتضمن ذلك الحفاظ على طفاية حريق جاهزة ووضع خطة للهروب أو الاحتفاظ بمجموعة إسعافات أولية في متناول اليد وما إلى ذلك.
- وإذا كان الرهاب يتدخل في حياتك اليومية، فتحدث إلى معالج نفسي متخصص يمكنه أن يوصي بطرق ووسائل للتعامل معها هذا القلق.
- يمكن لتقنيات المساعدة الذاتية مثل التنفس العميق والتأمل اليومي لمدة 10 دقائق أن تساعد أيضًا في التغلب على نوبات القلق.
- ويمكن أن تساعد العديد من العلاجات الحديثة بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتنويم المغناطيسي والعلاج الطبيعي للبرمجة أو البرمجة اللغوية العصبية وغيرها في التغلب على رهاب الزلازل من خلال الوصول إلى جذوره.
وأسفر زلزال تركيا وسوريا عن مقتل 50 ألف شخصا، وتلاه تبعات وهزات زلزالية خفيفة شعر بها سكان القاهرة وعدد من محافظات الوجه البحري.