لاشك أن السمنة المفرطة أحد أبواب الأمراض المزمنة والمناعية والسرطان وغيره من الأمراض التي تصيب الإنسان خاصة في العصر الحالي لعدة أسباب أهمها الطعام غير الصحي والعادات السيئة التي يباشرها الشخص في حياته اليومية والبعد عن الرياضة وإصابة العديد من الأشخاص بالكسل التي ينتج عنها الإصابة بالسمنة المفرطة ومخاطرها.
لذلك ولأول مرة وفقاً لبيان وزارة الداخلية لعام 1444هـ/2023م، اشترطت على المتقدمين لحج القرعة ألا يكون مصاب بالسمنة المفرطة المرضية، كما يحظر سفر عدة الفئات لأداء مناسك الحج، احتل أصحاب السمنة المفرطة المركز الاول في الاشتراطات حيث أنهم الأكثر عرضة لمخاطر العدوى وفقًا للضوابط التي أقرتها وزارة الصحة والسكان المصرية، حيث أنهم الأكثر عرضة للفشل الكُلوي ممن يتطلب علاجهم جلسات غسيل كُلوى ومرضى تليف الرئة والحالات المتقدمة من ذوى أمراض "القلب، الأوعية الدموية، التليف الكبدي، الأورام" والسيدات الحوامل في الأشهر الأولى والأخيرة الأمراض النفسية والزهايمر طبقًا للتقارير الطبية المعتمدة.
كما اشترطت اكتمال التحصين بالجرعات الأساسية مع جرعة تنشيطية للقاحات المعتمدة دوليًا (كوفيد 19)، بالإضافة إلى موافاة الإدارة العامة للشئون الإدارية بصورة من الشهادة الخاصة بذلك التطعيم كشرط للحصول على التأشيرة.
ومن الجدير بالذكر أعلنت وزارة الداخلية أن البدء في قبول طلبات التقدم لحج القرعة حتى 6 مارس المقبل بمعرفة المواطن شخصياً، بجميع مراكز وأقسام الشرطة بكافة مديريات الأمن، أو من خلال الموقع الإلكتروني للإدارة العامة للشئون الإدارية على بوابة الوزارة، أو من خلال الإتصال بالخدمة الصوتية المخصصة لذلك، وسيتم إجراء قرعة علنية من خلال البوابة المصرية الموحدة للحج لجميع المتقدمين بمديريات الأمن، وفقاً للجدول الزمنى الذى سيعلن من الإدارة العامة للشؤون الإدارية.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عز العرب، استاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي، مشاكل السمنة المفرطة كثيرة، اعتبارا من الصحة العامة والمجهود البدني القليل مع السمنة المفرطة الذي يكون معدل الجسم أكثر من ٤٠، لصاحب السمنة المفرطة احتمالية الإصابة بأمراض عديدة من ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين، ومعظم الحالات يكون لديها دهون على الكبد، وارتفاع انزيمات الكبد، وهناك من أصيب باختلال في دهون الدم سواء زيادة الكوليسترول منخفض الكثافة أو الدهون الثلاثية.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن مرضى السمنة المفرطة معرضين للسكري النوع الثاني وتلك عوامل خطورة لأن هناك أمراض بالدورة الدموية معرضين لها إلى جانب احتمالية وجود دوالي في الساقين وتصلب الشرايين خاصة كلما زاد السن.
وأكمل بالنسبة لاشتراطات وزارة الداخلية للحج لابد أن يكون كفاءة بدنية وعدم وجود أمراض قد تعوق حركة الشخص وتأدية خدمة الحجيج دون عوائق، لذلك صاحب السمنة المفرطة عبء على الشخص والآخرين ويحتاج إلى الرعاية الطبية.
وقال خبير المناعة المصرى وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدى بدران، ثبت أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، من خلال انخفاض حجم احتياطي الزفير والقدرة الوظيفية وامتثال الرئة، تتعرض وظيفة الرئة للخطر بسبب زيادة الدهون في البطن والتي يمكن أن تقلل أيضًا من حركة الحجاب الحاجز السمنة المفرطة ترتبط بزيادة حالات السكري وارتفاع ضغط الدم تزيد من مضاعفات العدوى بالفيروسات التنفسية، وتقلل من المناعة والاستجابة المناعية للتطعيمات.
واردف أن السمنة بوابة الأمراض المزمنة، الوزن الزائد هو القاسم المشترك الأعظم فى ظاهرة الأمراض المتعددة الموجودة فى البيوت المصرية حاليًا، وعالميًا الوفيات بسبب زيادة الوزن والسمنة تفوق الوفيات بسبب نقص الوزن، وتنشأ السمنة نتيجة عدم التوازن بين السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد والسعرات التي يفقدها، وزيادة استهلاك الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية، بدون زيادة ملائمة في النشاط البدني، و بالتالى زيادة الوزن بشكل غير صحي.
وأوضح أن عدم تناول وجة الإفطار يزيد من السمنة، السكر الزائد يسبب ارتفاع معدلات السمنة خاصة السمنة في منطقة البطن، وزيادة تراكم الأنسجة الدهنية الحشوية مما يزيد من فرص الإصابة بمرض السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث إدمان السكر يسبب مقاومة الأنسولين، ومقاومة الانسولين المشكلة الأساسية في السمنة.
كما أن المخللات والملح الزائد من مقبلات السمنة، وقلة الحركة تسبب خللًا فى توازن الطاقة مما يسبب زيادة الوزن، وقلة النشاط والحركة يسببان اختزان السعرات الحرارية فى الجسم ، ودخول الإنسان فى دهاليز أمراض العصر من نقص مناعة ، إلى حساسيات إلى أمراض قلب، وشيخوخة مبكرة وسرطانات، والوفاة المبكرة، حيث أن قلة الحركة تقتل 2 مليون من البشر سنويًا، وتمرض مئات الملايين.
هناك تداخل بين العوامل الوراثية والبيئية فى حدوث السمنة، وبعض الأشخاص لديهم الاستعداد الوراثى للسمنة ، وهناك بعض الأمراض الوراثية النادرة التى تسبب السمنة، قلة النوم تسبب السمنة بسبب زيادة هرمون الجريلين، وهو هرمون فاتح للشهية يسبب الشعور بالجوع تسبب الملوثات الجوية زيادة الشوارد الحرة، والتعرض لملوثات الهواء لفترات طويلة يسبب زيادة الإجهاد التأكسدى والسمنة.
كما أن التوتر يسبب أيضا زيادة الإجهاد التأكسدي، والذى ارتبط بالعديد من أمراض العصر ويسبب زيادة هرمونات التوتر وكيمياء الالتهابات، وزياردة إفراز هرمون الكورتيزون، وزيادة مستوى السكر فى الدم، وزيادة في زيادة الوزن والدهون.
بعض الأدوية، مثل مستحضرات الكورتيزون تسبب زيادة الوزن والسمنة، الربو الشعبى البدناء أكثر عرضة للحساسية الصدرية، والسمنة تزيد معدلات الأزمات الربوية خمسة أضعاف، وكلما زاد محيط خصر الإناث عن المعدلات الطبيعية زادت معدلات الربو حتى لوكان الوزن مثاليًا، فالبدناء أكثر عرضة للحساسية الصدرية، عند إصابة مريض الربو بالسمنة، تزداد معدلات احتجازه فى المستشفيات.
حيث أن السمنة تزيد من انقطاع النفس أثناء النوم، وهذا يزيد من ضيق النفس، وصعوبة التنفس، وقلة الأكسيجين، وتزيد من ارتجاع الحمض المعدى، وهذا يسبب إعادة برمجة خلايا الجهاز المناعى نحو الحساسية الصدرية، ومن ثم زيادة خلايا الحساسية مما يسبب ضيق الشعب الهوائيه وبالتالى الربو والكحة المزمنة.
لمحاربة السمنة يجب نشر ثقافة ممارسة الرياضة فالحركة بركة وصحة ومناعة، والسماح للمسنين والنساء بممارسة الرياضة مجانًا فى مراكز الشباب، فالرياضة تقلل من إختزان السعرات الحرارية .
يفيد أيضا تناول أغذية تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية مثل التوابل خاصة القرفة وشرب الماء بوفرة، وشرب الشاي الأخضر، والألبان قليلة الدسم، وتناول الجريب فروت وبياض البيض، والسمك، والتونة، وصدور الدجاج المنزوعة الجلد والعظام وعش الغراب، وزيت الزيتون، وزيت بذور الكتان، والحصول على قسط وافر من النوم. كما أن الألياف تقلل من الوزن وتفيد فى حرق الدهون، وهى متوفرة فى الخضراوات والفواكه الطازجة والردة و البقول، ويجب تجنب السكر الزائد والملح الزائد ونمط الأغذية السريعة الغربى.
