قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف اليوم /الجمعة/ إن الغرب غير مهتم بوقف الأزمة الأوكرانية لأن هدفه إضعاف روسيا قدر الإمكان.
وأضاف ميدفيديف - عبر مواقع التواصل الاجتماعي تيليجرام، بمناسبة مرور عام على بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة على أوكرانيا، وفقا لقناة (روسيا اليوم) - أن النصر في العملية العسكرية الروسية الأوكرانية سيتحقق.
وأشار إلى ضرورة دفع خطر التهديدات عن روسيا إلى أقصى حد ممكن، موضحا أن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا ستنتهي باستعادة موسكو أراضيها، وضمان الحماية لشعبها الذي عانى لسنوات القصف والإبادة الجماعية.
من ناحية أخرى، أكد السفير الروسي لدى المملكة المتحدة أندريه كيلين، أن بنية العلاقات الروسية مع كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية والعلوم والتعليم وغيرها، قد دُمرت من قبل الدولتين بسبب عدائهما ضد روسيا بعد أن اتخذا قرارا بأن روسيا أصبحت أكثر قوة وعدائية.
وقال كيلين - في لقاء مع قناة "العربية" - إن العلاقات الدبلوماسية الروسية الأمريكية البريطانية كانت جيدة حتى مطلع الألفية، ولكنها بدأت في التدهور عندما استمرت روسيا في خطواتها لتصبح أكثر قوة وبدا وكأنها تشكل تهديدا للهيمنة البريطانية الأمريكية على العالم، وبعدما تقرر توسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو" أقرب ما يمكن إلى حدود روسيا وتحويل أوكرانيا إلى ما يشبه دولة مناهضة لها.
وأضاف أن تأثر العلاقات بدأ بحلول عام 2013 عندما تم توجيه الاتهامات الباطلة إلى روسيا ثم اندلعت شرارة الأحداث في القرم والميدان الأوروبي وانطلقت أولا من كييف التي كانت ميدانا أشبه بثورة، وكل تلك التغييرات بعد ذلك أذنت ببدء الحرب المستمرة منذ عام 2014، مشيرا إلى أن تلك الحرب لم تكن حربا دبلوماسية فقد تضمنت عمليات قصف "الدونباس" حيث بدأ الجنود الأوكران بالفعل في قصف المدن وقتل المواطنين.
وأوضح أنه تم الاستثمار في هذا الاتجاه ماديا وأيدولوجيا، فقد شرعت المملكة المتحدة بعمليات مختلفة إحداها تسمى "العملية المدارية" التي رمت إلى إعداد نحو 20 ألف جندي أوكراني ضد روسيا، كما تم البدء في بناء قاعدتين بحريتين وتنفيذ تجهيزات هائلة من أجل تعزيز قدرات أوكرانيا وتغيير طريقة تفكيرها لجعلها معادية لروسيا.
وأكد السفير الروسي لدى لندن، أن المملكة المتحدة تلعب دورا بارزا في توفير الأسلحة والمال إلى أوكرانيا ولكنها بهذا النوع من المساعدات تدمر أوكرانيا لأنها أصبحت تعتمد كليا على المساعدات الأجنبية إذ لم يعد لديها أي اقتصاد في الفترة الحالية، وتراجعت قدراتها الصناعية بنسبة 85% من إجمالي الناتج المحلي وتضاءل عدد سكانها إلى نحو 40%، إذ يصل سكان أوكرانيا في الوقت الحالي إلى 21 مليون نسمة بينما كانوا في السابق 45 مليونا قبل اندلاع الصراع، حيث توجه 4 ملايين مواطن إلى روسيا وآخرين إلى أوروبا الغربية وكندا والولايات المتحدة ولا تزال هناك أعدادا كبيرة من اللاجئين الذين يعتزمون الخروج.
وحول الاتهامات التي توجهها بريطانيا إلى روسيا بالقيام الهجمات السيبرانية والقرصنة والتجسس على الأراضي البريطانية، أكد السفير الروسي أنه لا توجد لروسيا أي مصلحة أو قدرة على التدخل بالشئون البريطانية الداخلية كما أن التدخل الخارجي مسألة محظورة بحكم القانون.
وفيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أكد السفير الروسي لدى لندن أندريه كيلين أنه يمكن تصنيف العملية العسكرية بطرق عدة، ولكن بالنسبة لروسيا فإن الهدف منها حماية الشعب والمواطنين الناطقين بالروسية في الشرق، قائلا "أعتقد أننا نحقق هذا الهدف فقد أصبحت الخطوط الأمامية أكثر استقرارا، وعلينا تحقيق مزيد من المكاسب لأن إقليم دونيتسك ليس خاضعا للسيطرة بأكمله، ونحن على دراية بالحقيقة أنهم لن يتوقفوا عن قتل الناس وقصف البنى التحتية في تلك المنطقة".
وحول موعد انتهاء العملية العسكرية، قال كيلين إنه لا يمكن التنبؤ في الوقت الحالي بما يمكن أن يحدث حتى يتم تحقيق الأهداف التي رُسمت لها، لافتا إلى أن الهدف العام منها وقف التمييز ضد الروس وقتلهم وكذلك حمايتهم، وتلك هي أهم الأهداف التي يتم العمل على تحقيقها.
وأوضح أن الحرب الروسية ليست هي التي تحمي السكان الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا بل أنها العملية الخاصة الروسية، مؤكدا أن أوكرانيا لا تستطيع اتخاذ قرار وقف الحرب بسبب الدعم المالي الذي تعتمد عليه لأنها لن تتلقى المزيد من الأموال والسلاح، لذا ليس أمامهم سوى الاستمرار في هذا التوجه.
وأكد سفير روسيا لدى المملكة المتحدة، أن أوكرانيا أصبحت خطرا حقيقيا على روسيا وتمتلك قدرات عسكرية كبيرة ولابد من تخفيض تلك القدرات، مشيرا إلى أن روسيا لديها رغبة في جعل أوكرانيا بلدا طبيعيا يعيش فيه جميع المواطنين على قدم المساواة سواء كانوا من المجر أو روسيا أو أوكرانيا، فكل بلد في أوروبا متعدد الجنسيات أيضا ويعيشون في سلام، ولكن أوكرانيا قررت أن تغرد خارج السرب وتحول البلاد لتصبح أوكرانية فقط، ونتيجة لذلك لم يعد لدى الروس خيارات كثيرة وقدرة على العيش هناك.
وقال "إن أوضاع المواطنين الروس في بريطانيا تغيرت نظرا للسياسة البريطانية المعادية لروسيا وتستهدف الروس الذين يعيشون في أراضيها، مما أضطر الكثير من الروس إلى العودة لبلادهم لأنهم لم يعد بقدرتهم ممارسة الأعمال التجارية بسبب الضغوط التي جعلت بريطانيا تحرم نفسها من فرصة تطوير علاقة أجنبية خارجية".
وأوضح كيلين أن روسيا لن تتخذ زمام مبادرة حول العلاقات مع المملكة المتحدة فلم تكن مسألة تدمير بنية العلاقات من طرفها، لافتا إلى أن روسيا ستنتصر بكل تأكيد في هذا الصراع إذا ما تم المقارنة بين إمكانات روسيا وأوكرانيا، حتى وإن كانت كييف تتلقى دعما من الغرب يطيل أمد الصراع ولكن المساعدات لن تستمر إلى الأبد، موضحا "نعمل على إنقاذ حياة جنودنا وتحقيق أهدافنا ونحن على يقين أنه عاجلا أم آجلا سوف يسود الفهم الواقعي بأننا نعيش في قارة واحدة ويجب أن تكون كل الدول في صف واحد دون شقاق".
وقال "نحن جاهزون لمحادثات السلام في أي لحظة ولكن الغرب يعرقلها"، لافتا إلى أنه عندما بدأت المحادثات في أبريل من العام الماضي قررت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن اوكرانيا يجب أن تقاتل وأوقفتا محادثات السلام بالفعل، وأصدر رئيس أوكرانيا مرسوما بعدم إجراء محادثات سلام.
ميدانيا.. أعلنت سلطات جمهورية دونيتسك الموالية لموسكو اليوم مقتل 6 مدنيين وإصابة 13 آخرين في قصف أوكراني مكثف على الجمهورية الواقعة جنوب شرق أوكرانيا.
وأفاد سلطات دونيتسك بأن "قوات كييف أطلقت حوالي 140 قذيفة مدفعية على مناطق سكنية في الجمهورية، مما أدى إلى مقتل 6 مدنيين بينهم 4 عمال في هيئة الإسعاف وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة".
من جانبها، أعلنت سلطات مقاطعة بيلجورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا مقتل سيدة وإصابة أخرى بجروح في قصف أوكراني على إحدى البلدات السكنية في المقاطعة الواقعة جنوب غرب البلاد.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك، دينيس بوشيلين أن القوات الروسية تشن هجوما لقطع اخر طرق الإمداد عن القوات الأوكرانية في مدينة أرتيوموفسك (باخموت) الأوكرانية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أمر في 24 فبراير من العام الماضي، ببدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه العملية جاءت استجابة لطلب المساعدة من رؤساء جمهوريات دونباس.
وشدد بوتين على أن موسكو ليس لديها خطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، لكنها تهدف إلى نزع السلاح، وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات صارمة، وقاموا بزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.