قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، إن الحرب الأوكرانية تدخل عامها الثاني بعد مرور 12 شهرا من التجاذب والمواجهة الكبيرة على الأرض بين الجيشين الروسي والأوكراني، وهي حرب بالوكالة تخوضها أوكرانيا بدلا من الغرب والإداراة الأمريكية.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن بداية العام الجاري 2023 تكشف عن أن هذه الحرب تتخذ منحى تصاعدي خطير جدا ومن الممكن أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الغرب والولايات المتحدة من جانب وروسيا من جانب آخر، خاصة بعد رصد واشنطن 45 مليار دولار في ميزانيتها السنوية الدفاعية كمساعدات إلى أوكرانيا، ناهيك عن عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها الولايات المتحدة خلال 12 شهرا ماضية لكييف.
وتحل اليوم الجمعة 24 فبراير 2023 ذكرى مرور عام على الحرب الأوكرانية، التي اندلعت بعد اقتحام الجيش الروسي، للأراضي الأوكرانية، بعدما أصدر الرئيس فلاديمير بوتين أوامره ببدء عملية عسكرية، تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا، والقضاء على “النازيين الجدد" وفق تعبيره.
وأضاف "فارس" أنه بعد زيارة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي إلى بريطانيا ولقائه برئيس الوزراء ريشي سوناك، والتأكيد على أن هناك دعما عسكريا حقيقيا سيقدم إلى أوكرانيا، انتقل زيلينسكي إلى فرنسا وكانت هناك قمة ثلاثية جمعته بالرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، وجرى التأكيد خلال أول جولة للرئيس الأوكراني منذ فبراير 2022 على أن الغرب لن يسمح لروسيا بالانتصار في هذه الحرب.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى إعلان عدد من وزراء الدفاع خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي حضرها زيلينسكي الاستعداد لتسليم أوكرانيا عشرات الدبابات طراز ليوبارد 1A5 لكييف ثم إعلان الرئيس بايدن بأنه سيكون هناك دعم حقيقي بإمداد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي الأمريكي "باتريوت" وصواريخ بعيدة المدى التي تطال الأراضي الروسية، بالإضافة إلى زيارة بايدن إلى أوكرانيا، والزخم الكبير حولها والتي أعلن خلالها الرئيس الأمريكي الدعم الكامل والمطلق لكييف.
ونوه إلى أن كل هذه المعطيات تؤكد أن أوروبا والإدارة الأمريكية لن يسمحوا بأي شكل من الأشكال بانتصار روسيا، وهذا الطرح يواجه برؤية الرئيس بوتين التي أوضحها في خطابه للشعب الروسي، يوم 21 فبراير الجاري، بأن موسكو مستحيل أن تخسر هذه الحرب، ليتأكد أن البحث عن حل سياسي لهذا الصراع أصبح أمرا بعيد المنال.
وأوضح الدكتور حامد فارس، أن الجهود الدولية لن تستطيع حلحلة المشهد المعقد في أوكرانيا، في ظل التصميم الغربي على دعم كييف بأسلحة نوعية واستبعاد روسيا التخلي عن ضم الأقاليم الأربعة، وهو الوضع الذي يخلق تباعدا كبيرا بين الجانبين.
وأكد أن عام 2023 سيكون عام المواجهة بين روسيا والناتو على اعتبار أن العقيدة الروسية تؤكد أنه في حالة وجود تهديد حقيقي للأراضي الروسية فإنها ستستخدم السلاح النووي وهذا ما أكد عليه الرئيس بوتين في خطابه للشعب يوم 21 فبراير الجاري، بإصدار أوامره لوزير الدفاع سيرجي شويجو بإجراء تجارب نووية.