الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تعرف قصة "الصليب الأحمر" بين الجزائر وأوروبا

جان هنري دونان مؤسس
جان هنري دونان مؤسس الصليب الاحمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في المناطق التي تعاني من بلاء الكوارث والحروب يبرز دور الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر، وهي وكالة إنسانية لها فروع وطنية في كل بلد تقريبا في العالم،

وقد بدأت حركة الصليب الأحمر بتأسيس اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى (الآن اللجنة الدولية للصليب الأحمر) في مثل هذا الوقت من عام 1863.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إن الصليب الأحمر هو ثمرة عمل هنري دونان، وهو ناشط إنساني سويسري، قام في معركة سولفرينو في يونيو من عام 1859 بتنظيم خدمات الإغاثة الطارئة للجرحى النمساويين والفرنسيين.

 

هنري دونان

يقول موقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن دونان إنه الرجل الذي قادت رؤيته إلى إنشاء حركتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم.

وولد في جنيف بسويسرا في 8 شهر مايو من عام 1828 لعائلة بروتستانتية كالفينية اتسمت بالتدين والنزوع إلى الإحسان. وحصل على فرصة للتدريب في أحد بنوك جنيف دون إكماله مرحلة التعليم الثانوي.

وفي عام 1853 سافر إلى الجزائر للاضطلاع بمسؤولية المستعمرة السويسرية في سطيف حيث شرع في تشييد طاحونة قمح، ولكنه لم يستطع الحصول على امتياز الأرض الذي كان أساسيا لعملها. وبعد أن سافر إلى تونس عاد إلى جنيف، حيث قرر التحدث إلى الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث من أجل الحصول على الوثيقة التي كان يحتاجها لعمله.

وكان الإمبراطور آنذاك يقود قوات التحالف الفرنسي-السرديني التي كانت تقاتل النمساويين شمالي إيطاليا، وهي المنطقة التي قرر هنري دونان أن يبحث فيها عن الإمبراطور، وكان هذا هو سبب حضوره نهاية معركة سولفرينو في لومبارديا.

وقد أدت تلك المصادفة إلى تشكيل اللجنة الدولية للصليب الأحمر استجابة لتجارب مؤسسها، جان هنري دونان، في معركة سولفرينو عام 1859 حيث شهد آلاف الجنود الجرحى الذين تركوا للموت بسبب نقص الخدمات الطبية المناسبة. وقد نظم دونان رعاية الجنود بنفسه حيث كان يطلب المساعدة من المدنيين في المناطق المجاورة.

وبعد أن عاد دونان إلى جنيف، كتب " تذكار سولفرينو"، وهو ما قاد في نهاية المطاف إلى تأسيس " اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى" في عام 1863 التي أصبحت في عام 1875 اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وكان دونان عضوا بها وعمل أمينا لها. وحينئذٍ ذاع صيته واستقبله رؤساء البلدان الأوروبية وملوكها وأمراؤها.

وقد ألزمت اتفاقية جنيف التي تم إبرامها في 22 أغسطس  من عام 1864، وهي أول اتفاقية متعددة الأطراف بشأن الصليب الأحمر، الحكومات الموقعة على رعاية جرحى الحرب، بغض النظر عما إذا كانوا أعداء أو أصدقاء. بعد ذلك، تمت مراجعة هذه الاتفاقية، واعتُمدت اتفاقيات جديدة لحماية ضحايا الحرب في البحر (1907)، وأسرى الحرب (1929)، والمدنيين في زمن الحرب (1949).

 

رسم لمعركة. سولفيرينو

معركه سولفيرينو 

الإفلاس والفقر:

 

 

غير أن دونان أهمل شؤونه المالية وانتهى الأمر بإعلان إفلاسه عام 1867، وكان مدينـا بنحو مليون فرنك سويسري في ستينيات القرن التاسع عشر.

وعقب ذلك استقال دونان من منصبه بوصفه أمينا للجنة الدولية. وفي 8 سبتمبر/أي/ من عام 1867 قررت اللجنة قبول استقالته ليس فقط بوصفه أمينا بل أيضـا بوصفه عضوا فيها.

وغادر دونان جينيف، وذهب إلى باريس حيث نام على المقاعد العامة في الحدائق حتى استدعته الإمبراطورة أوجيني للحصول على المشورة بشأن توسيع نطاق اتفاقية جنيف لتشمل الحرب البحرية. ثم تم تعيينه عضوا فخريا في الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر في النمسا وهولندا والسويد وبروسيا وإسبانيا.

وخلال الحرب الفرنسية ـ البروسية في عام 1870، قام بزيارة ومواساة الجرحى، الذين أُحضروا إلى باريس، وقد قام بطرح مسألة ارتداء شارة حتى يكون بالإمكان تحديد هوية الموتى.

وعندما حل السلام مجددا، سافر دونان إلى العاصمة البريطانية لندن حيث سعى لتنظيم مؤتمر دبلوماسي حول قضية أسرى الحرب. لكن إنجلترا كانت ضد هذه الخطة.

وبمبادرة من دونان، افتاح مؤتمر دولي من أجل " الإلغاء الكامل والنهائي للاتجار بالرقيق" في لندن في الأول من فبراير/شباط 1875.

وفي نفس العام، تغير اسم لجنة الإغاثة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ثم تلى ذلك سنوات هام خلالها دونان على وجهه وعانى الفقر المدقع حيث كان يعيش على الصدقات ويحل في ضيافة قليلٍ من الأصدقاء.

وفي النهاية انتهى به الأمر في عام 1887، في قرية هايدن السويسرية، والتي تطل على بحيرة كونستانس، حيث سقط فريسة للمرض، فوجد ملاذه في نزل للفقراء بالمنطقة، وكان هذا هو المكان الذي اكتشفه فيه عام 1895 أحد الصحفيين، ويدعى جورج بومبيرجي، الذي كتب عنه مقالا أعادت الصحافة نشره، في غضون أيام قليلة، في جميع أرجاء أوروبا.

وعلى أثر ذلك، وصلت إلى دونان رسائل تعاطف من جميع أنحاء العالم وبين عشية وضحاها حظي مرة أخرى بالشهرة والتكريم. وفي عام 1901 حصل على جائزة نوبل للسلام.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه واصل بعد ذلك تعزيز الاهتمام بمعاملة أسرى الحرب، وإلغاء العبودية، والتحكيم الدولي، ونزع السلاح، وإنشاء وطن لليهود. كما حصل على العديد من المكافآت السنوية.

وقد تُوفي دونان في 30 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1910، ويُحتفل في يوم ميلاده، الموافق 8 مايو/أيار من كل عام باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

 

الحرب والسلام:

تأسست اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرعاية ضحايا المعارك في زمن الحرب. ولكن فيما بعد تم إنشاء جمعيات الصليب الأحمر الوطنية للمساعدة في منع وتخفيف المعاناة الإنسانية بشكل عام.

وفي مناطق النزاع، تعمل اللجنة الدولية في الميدان بطريقتين رئيسيتين: البعثات التنفيذية التي تساعد في مناطق النزاع، والوفود الإقليمية في المناطق غير المتأثرة بشكل مباشر بالقتال، كما تعمل كنظام إنذار مبكر للنزاعات المحتملة.

فعندما يبدو الصراع محتملا، تذكر المنظمة جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي.

وأثناء الحرب، تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر كوسيط بين المتحاربين، وكذلك بين جمعيات الصليب الأحمر الوطنية، وتدير أنشطة إغاثة لضحايا الحرب، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين كما تزور الأسرى في معسكرات الحرب وتراقب معاملتهم وتوفر إمدادات الإغاثة والبريد والمعلومات لأقاربهم، وتعمل على لم شمل العائلات، وعند الحاجة، توفر الماء والغذاء والمساعدة الطبية، وتعمل على التأكد من أن القوات المسلحة والشرطة على دراية بالقوانين المتعلقة بالنزاع المسلح، كما تراقب الامتثال للقانون الدولي الإنساني.

وتتعامل اللجنة الدولية مع عواقب النزاع فتعمل على توفير الضروريات للبقاء على قيد الحياة حيث توفر المنظمة الأدوية والمعدات وتدريب الطاقم الطبي كما توفر برامج توفير البذور للمحاصيل والأدوات ووسائل الإنتاج الأخرى.

وتشمل أنشطتها وقت السلم الإسعافات الأولية والوقاية من الحوادث وسلامة المياه وتدريب الممرضات وصيانة مراكز رعاية الأم والطفل والعيادات الطبية وبنوك الدم والعديد من الخدمات الأخرى.

وتعتبر اللجنة الدولية هي الهيئة الرائدة في الحركة الدولية للصليب الأحمر التي تضم الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. تعمل هذه الهيئات بشكل مستقل. وتلعب اللجنة الدولية دور الوكالة الرائدة للعمليات الدولية.

الصليب الأحمر "يوزع أغذية على جانبي خط التماس" في حلب.

 

وحصلت اللجنة الدولية على جائزة نوبل للسلام في عامي 1917 و1944 وتقاسمت جائزة نوبل الثالثة للسلام مع رابطة جمعيات الصليب الأحمر (الآن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر) في عام 1963.

وأثناء الحرب، تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر كوسيط بين المتحاربين، وكذلك بين جمعيات الصليب الأحمر الوطنية، وتدير أنشطة إغاثة لضحايا الحرب، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين كما تزور الأسرى في معسكرات الحرب وتراقب معاملتهم وتوفر إمدادات الإغاثة والبريد والمعلومات لأقاربهم، وتعمل على لم شمل العائلات، وعند الحاجة، توفر الماء والغذاء والمساعدة الطبية، وتعمل على التأكد من أن القوات المسلحة والشرطة على دراية بالقوانين المتعلقة بالنزاع المسلح، كما تراقب الامتثال للقانون الدولي الإنساني.

وتتعامل اللجنة الدولية مع عواقب النزاع فتعمل على توفير الضروريات للبقاء على قيد الحياة حيث توفر المنظمة الأدوية والمعدات وتدريب الطاقم الطبي كما توفر برامج توفير البذور للمحاصيل والأدوات ووسائل الإنتاج الأخرى.

وتشمل أنشطتها وقت السلم الإسعافات الأولية والوقاية من الحوادث وسلامة المياه وتدريب الممرضات وصيانة مراكز رعاية الأم والطفل والعيادات الطبية وبنوك الدم والعديد من الخدمات الأخرى.

وتعتبر اللجنة الدولية هي الهيئة الرائدة في الحركة الدولية للصليب الأحمر التي تضم الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. تعمل هذه الهيئات بشكل مستقل. وتلعب اللجنة الدولية دور الوكالة الرائدة للعمليات الدولية.

 

الصليب الأحمر "يوزع أغذية على جانبي خط التماس" في حلب

وحصلت اللجنة الدولية على جائزة نوبل للسلام في عامي 1917 و1944 وتقاسمت جائزة نوبل الثالثة للسلام مع رابطة جمعيات الصليب الأحمر (الآن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر) في عام 1963.

كما يساعد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأمانته العامة في جنيف، في تقديم الإغاثة بعد الكوارث الطبيعية وتنمية المجتمعات الوطنية.

وتجتمع اللجنة 10 مرات كل عام للتأكد من أنها تفي بواجباتها كمروج للقانون الدولي الإنساني، وكوصي على المبادئ الأساسية للصليب الأحمر وهي: "الإنسانية، وعدم الانحياز، والحياد، والاستقلال، والخدمة التطوعية، والوحدة، والعالمية".

 

الشارات:

هناك ثلاث شارات للحركة الدولية للصليب الأحمر تمثل رموز الحماية في مناطق الصراع، وهي صليب أحمر على خلفية بيضاء والذي تم اعتماده عام 1863، والهلال الأحمر، المستخدم في الدول الإسلامية، والذي أصبح رمزا مشتركا في عام 1983، والبلورة الحمراء التي تمت الموافقة عليها عام 2005، مما مهد الطريق لعضوية إسرائيل في الحركة.

كانت الرموز التي استخدمتها حركة الصليب الأحمر موضع نقاش ساخن حيث ضغطت دول مختلفة من أجل الاعتراف بشعاراتها المميزة، لكن تم رفضها جميعا.

كانت هناك عقود من الجدل حول استخدام إسرائيل لدرع داود الأحمر، الذي قالت إنه مكمل للصليب المسيحي والهلال الإسلامي. وقد أعطى القرار في أواخر عام 2005 لتبني شارة ثالثة للصليب الأحمر - بلورة حمراء على شكل ماسة - تمثل خدمة الطوارئ الوطنية الإسرائيلية نجمة داود الحمراء رمزا معترفا به دوليا لاستخدامه خارج حدود إسرائيل، وأزال العقبة الوحيدة لعضويتها في اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

 

الصليب الأحمر والأسرى

يزور ممثلو الصليب الأحمر الآلاف من أسرى الحروب كل عام، غالبا في البلدان التي يكون فيها التدقيق الخارجي نادرا وغير مرحب به حيث يثيرون حالات سوء المعاملة مع سلطات الاحتجاز.

ولا تناقش اللجنة الدولية النتائج التي توصلت إليها، بحجة أن السرية تمكنها من الوصول إلى أماكن لا يمكن لأي منظمة أخرى الوصول إليها.

ماذا يحدث داخل معسكر أوكراني لأسرى الحرب الروس؟

لكن السياسة تطرح معضلة: هل ينبغي للصليب الأحمر أن يظل هادئا ويخاطر بالتواطؤ، أم ينبغي أن يتكلم ويخاطر بفقدان الوصول؟

واعتبر البعض هذا النهج معيبا. فتم تشكيل منظمة أطباء بلا حدود من قبل موظفين سابقين في الصليب الأحمر شعروا بأنهم مضطرون للتحدث عما شاهدوه.

وكانت هناك دعوات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لنشر تقاريرها في حالة عدم اتخاذ إجراءات لوقف سوء المعاملة.

وقد سلطت الانتهاكات التي ارتكبتها قوات التحالف ضد أسرى عراقيين الضوء على هذه المعضلة في عام 2004. وأرسلت اللجنة الدولية تفاصيل الانتهاكات إلى الحكومتين الأمريكية والبريطانية، وقد تم تسريب تلك المعلومات.