الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

ثلاثي «سينما الوطن والمواطن».. عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة

عادل إمام ووحيد حامد
عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صنع وحيد حامد وشريف عرفة وعادل إمام، ملحمة تاريخية، خلال فترة التسعينيات، من خلال أفلام من أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، إذ بدأت سلسلة الأفلام منذ عام  ١٩٩١ بفيلم اللعب مع الكبار ثم ٩٢ و٩٣ و٩٤ و٩٥ وانتهت عام ١٩٩٦ بفيلم النوم فى العسل.


اللعب مع الكبار
ناقش الثلاثى الرائع من خلال تلك الملحمة موضوعات لمست أوجاع المواطن المصرى بصدق شديد، وواجهت كاميرا شريف عرفة وقلم وحيد حامد وأداء عادل إمام وصدقه فى إحساسه أزمات كثيرة داخل المجتمع، فمن منا ينسى حسن بهلول الذى جسده عادل إمام فى اللعب مع الكبار، ذلك الإنسان البسيط الذى كان لا يعمل ويعيش عاطلا، وبالتالى لا يستطيع حتى الزواج من خطيبته الفنانة عايدة رياض، ويحاول أن يعيش حياته بشكل عبثي مع «الفهلوة» معتمدا على خبراته فى الحياة. شخصية «حسن بهلول» الذى رسمها الزعيم عادل إمام رغم أنه محتاج وفقير وعنده يأس، إلا أنه يملك قدرا كبيرا من الحب والإحساس بالمسئولية تجاه وطنه، ويتضح ذلك عندما يجرى حسن اتصالا بجهاز أمن الدولة ويتحدث إلى الضابط حسين فهمى ليبلغه عن توقيت حريق سيحدث فى أحد المصانع فى اليوم التالى، وعندما يسأله الضابط عن كيفية معرفته بذلك يبلغه «حسن» أنه كان حلما ولم يصدقه الضابط إلى أن يتم بالفعل الحادث. من هنا تبدأ علاقة من نوع خاص بين الضابط وبين حسن بهنسى بهلول، إذ فى هذا الفيلم طرح الثلاثي عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة، مشهدا رائعا أيضا أثناء حماية الظابط لـ اللاجئ  السياسى، كانت عين الظابط عليه، بينما عين حسن على الأطفال.


الإرهاب والكباب
وفى عام ١٩٩٢ قدم الثلاثي فيلم «الإرهاب والكباب»، بطولة عادل إمام ويسرا وكمال الشناوي، واختار المخرج شريف عرفة مجمع التحرير الذي يتوجه إليه عادل إمام، وجسد خلاله دور أحمد فتح الباب الذى يسعى لينقل طفليه من مدرسة إلى أخرى ويصطدم هناك  بالروتين، وتتطور الأحداث ليجد نفسه فجأة حاملا سلاحا وسط المواطنين.


وتتطور الأمور ويأخذ بعض الرهائن وتتحرك قوات الشرطة، ويتم محاصرة مجمع التحرير، وتبدأ من هنا ظهور الإنسانية والأوجاع لكل رهينة وأحلامهم كلها البسيطة جدا، ثم تبدأ  المفاوضات بين وزير الداخلية الذى جسد دوره الفنان الكبير كمال الشناوى، الذى يتابع الموقف ويفاجئ بأن كل مطالبهم شخصية، فيأمر الوزير الخاطفين بإطلاق الرهائن، وإلا سيهاجم المكان بكل من فيه بما فى ذلك الرهائن، فيترك «أحمد» الرهائن ولكنهم يرفضون تركه بمفرده، ويقررون البقاء معه ومواجهة الموت، وتأتى فكرة الاحتماء بالناس، ويخرج أحمد مع الرهائن، بعد أن شعروا بأن مطالبه مثله مثل الجميع، فهى بسيطة، فالكل يبحث عن  الوطن العادل.
المنسى
عام ١٩٩٣  كان «المنسي» لعادل إمام ويسرا وكرم مطاوع ومصطفى متولى، وهنا الاختلاف وقدرة المخرج والمؤلف والزعيم فى الحفاظ على «رتم الأحداث» لأن أحداث الفيلم كانت خلال يوم واحد فى صراع بين رجل أعمال فاسد ومتسلط يريد تقديم سكرتيرته كضحية لتاجر ثرى لإنهاء صفقة تجارية مهمة بالنسبة له وبين شاب فقير وبسيط وضعته الظروف فى طريق هذه الفتاة ويسعى لإنقاذها، متحديا رجل الأعمال وحراسه، وفى ذلك الفيلم أيضا احتمى عادل إمام بالناس مع ظهورهم للخروج إلى أعمالهم وطلوع النهار.


طيور الظلام
عام ١٩٩٥ قدم الثلاثي أهم الأعمال وهى «طيور الظلام» من بطولة عادل إمام ويسرا وجميل راتب وأحمد راتب ورياض الخولى وعزت أبوعوف، العمل تناول ٣ أصدقاء، الأول «فتحى نوفل» وهو عادل إمام، يتحول من رجل له موقف إلى انتهازي يصعد اجتماعيا ليصبح مدير مكتب أحد الوزراء والثانى «علي الزناتى» رياض الخولى، فهو ينضم إلى الجماعات المتطرفة ويحاول تجنيد فتحى إلى صف جماعته الإرهابية، أما الزميل الثالث «محسن» أحمد راتب، فهو موظف بسيط متمرد يقرر أن يبقى بعيدا عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات الدينية.


النوم فى العسل
عام ١٩٩٦ كانت ملحمة ضرورة مواجهة المشكلات مهما كانت كبيرة ومهما كانت حساسة، فقدم الثلاثى «النوم فى العسل» بطولة عادل إمام، الذى جسد دور رئيس مباحث القاهرة الذى يكتشف وباء يسبب العجز الجنسى للرجال فى القاهرة، ويعانى هو نفسه من هذا الوباء وتحاول الحكومة إخفاء الأمر تماما خوفا من مواجهة المشكلة.
ويرفض مجلس الشعب ووزارة الصحة التحقيق فى الوباء ويلتقى صحفية شابة جسدت دورها الفنانة  «شيرين سيف النصر»، التى تحاول نشر الموضوع فى الصحافة، ولكنها تصطدم بمعارضة رؤسائها، ويفاجأ رئيس المباحث والصحفية أن الجميع يريد التعتيم الإعلامى والإنكار الحكومى وتزييف الحقيقة، رغم تفشي الأزمة وانتشار الحزن والعنف والدجل، وتأتيه أوامر بالتوقف عن هذه القضية فيقدم استقالته وينطلق فى مسيرة سلمية متجها إلى مبنى البرلمان ويصيح «آه» ويردد خلفه الجميع، فى إشارة إلى أن الكذب وتزييف الحقائق حتما سينكشف ويدفع المجتمع إلى الصرخة.


جوائز الأفلام
ولا يمكن أن ننسى خلال هذه الملحمة التاريخية الثلاثى العظيم الجوائز التى حصل عليها كل عمل، فمثلا فيلم اللعب مع الكبار يقع فى المركز رقم ٩٠ ضمن قائمة أفضل ١٠٠ فيلم فى ذاكرة السينما المصرية طبقا لاستفتاء النقاد الذى تم إجراؤه عام ١٩٩٦.
وقد فاز فيلم الإرهاب والكباب عام ١٩٩٣ بالجائزة الكبرى من المهرجان القومى للأفلام الروائية المصرية فى دورته الثالثة وقيمتها ١٠٠ ألف جنيه كما فاز بجائزة أحسن إخراج من وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى وأحسن مونتاج، كما فاز أيضا بالجائزة الفضية لأحسن فيلم من مهرجان ميلانو عام ١٩٩٢ للسينما الأفريقية.
أما فيلم المنسى فقد  فاز بجائزة أحسن مخرج وأحسن فيلم من وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى، بينما حصل فيلم طيور الظلام عام ١٩٩٥ على الجائزة البرونزية من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، كما فاز أيضا عام ١٩٩٥ بالجائزة الفضية لأحسن فيلم فى مهرجان ميلانو.


اتهامات بازدراء الأديان
واتهم المؤلف وحيد حامد والفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان إثر الدعوة التى أقيمت ضد الفيلم وتم الحكم بالسجن، وغرامة مالية ثم تم استئناف الحكم، وتم الحكم بالبراءة، كما اتهم المخرج شريف عرفة بالإساءة إلى مهنة المحاماة وتم رفض الدعوى.
وبهذه الملحمة وتلك الجوائز، تربع  الزعيم عادل إمام على القمة خلال مسيرته الفنية الطويلة وقدم تاريخا حافلا من الأعمال المضيئة فى ذاكرة السينما المصرية، تعاون خلال هذه المسيرة مع الثنائى وحيد حامد وشريف عرفة، وكانت وستظل أفلامهم مهمة وعالقة فى ذاكرة الجميع، فقد طرحوا أفلاما واقعية قدمت طرحا ناضجا لمشكلات المجتمع المصرى.