الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

الزعيم.. حبيب الجماهير وصديق الرؤساء

الزعيم.. حبيب الجماهير
الزعيم.. حبيب الجماهير وصديق الرؤساء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال لعلى عبدالله صالح: لو ترشحت أمامك فى انتخابات الرئاسة سأكتسح.. رفض استهداف سوريا وشبّه بشار الأسد بعبد الناصر

 

الرئيس التونسى السبسى قال له: «احنا مقتنعين بك».. له علاقة خاصة مع القضية الفلسطينية.. ورفضه التعامل مع الصهاينة أدى لصداقة ممتدة مع عرفات
 

يحظى الفنان الكبير عادل إمام، بحب جمهوره وتقديره لمشواره الفني، ويأتى استقباله فى زياراته للدول العربية بالقدر الكبير لمحبته وتاريخه المتفرد، فيستقبل الزعيم استقبال الملوك والرؤساء وكأنه شخصية سياسية، ساهمت فى تحريك المياه الراكدة بالعديد من المواقف السياسية والقضايا الشائكة التى ناقشها فى أفلامه.
كما استطاع الزعيم أن يكون صداقات مع عدد من الرؤساء من أبرزهم الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، والرئيس السورى بشار الأسد، إلى جانب علاقته بالرؤساء المصريين. 
وجمعت علاقة قوية بين العائلة الملكية المغربية وعادل إمام على مدار السنوات الماضية، ففى عام ١٩٩٧، منحه الملك الراحل الحسن الثاني، وسام الكفاءة الفكرية، تقديرًا لجهوده ومشواره الفني، وذلك عقب تقديمه مسرحية "الزعيم"، ومنح إيراداتها لبيت المقدس، للمساهمة فى الحفاظ على ملكية الأراضى العربية فى القدس المحتلة. 
وفى ٢٠١٤، أقام الأمير مولاى رشيد شقيق الملك محمد السادس، حفل عشاء على شرف عادل إمام، لتكريمه من مهرجان مراكش السينمائي، وعزفت أوركسترا جاءت خصيصًا من فرنسا لتلك المناسبة، اهتمامًا باستقباله. 
تكريمه فى تونس
وكانت آخر الزيارات الخارجية لعادل عام ٢٠١٦، لدولة تونس حيث استقبله الرئيس التونسى الراحل الباجى قايد السبسى بالقصر الرئاسى بقرطاج، ومنحه الوسام الوطنى للاستحقاق، تقديرا لدوره الفنى والثقافى فى الوطن العربي، واعترافا بمكانته على الساحة الثقافية والفنية العربية وتكريما لمسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع.
وخلال اللقاء الذى بثت الرئاسة التونسية فيديو رسميا له، استقبل الرئيس السبسي، عادل إمام قائلا له "أهلا بالزعيم" ثم أبلغه بتكريمه ومنحه وسام الاستحقاق، قائلا إن تكريمه هو تكريم للثقافة والإبداع. وخلال الحوار تحدث الرئيس التونسى مع عادل إمام باللغة الفرنسية، فقال له الزعيم: "عندنا فى البيت كلهم بيتكلموا فرنساوي، وأعرف أنهم بيشتمونى على طول"، فابتسم السبسي، وقال: "أهم شيء أنك تعرف تخاطب الشعوب، والإنسان أفضل نعمة ممكن أن يمنحها له الله هى نعمة الإقناع، وإحنا مقتنعين بك". 
وخلال اللقاء الرئيس التونسى ذكرياته مع الفن المصري، فقال له إنه يشاهد الأفلام القديمة ويعشق محمد عبدالوهاب، ودائما كان يشاهد له فيلم "ممنوع الحب" و"الوردة البيضاء"، ثم قال لعادل إمام: "وشاهدت لك مسرحية شاهد ما شافش حاجة"، ثم استعرض معه الفنان المصرى موقفا خاصا به فى المحكمة خلال المسرحية. 
وجاء سفر عادل إمام وقتها إلى تونس للمشاركة كضيف شرف فى مهرجان "أيام صفاقس" السينمائية، وتم تكريمه أيضا ضمن فعاليات احتفالية صفاقس عاصمة للثقافة العربية، بالإضافة لتكريمه ضمن فعاليات ختام الدورة السابعة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية التى احتفلت وقتها بمرور خمسين عاما على إنشائها.


عادل إمام وفلسطين

تحدث عادل إمام فى لقاء تليفزيوني سابق، عن علاقته بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذى أهداه كوفية فلسطينية، وأكد أنه رفض أن يعرض مسرحيته "الواد سيد شغال" فى أحد مسارح تونس، لأن صاحب الفندق – وفقا لعادل- كان يهوديا "صهيونيا" معاديا لقضايا الشعب الفلسطيني ومؤيدًا للاحتلال الإسرائيلي، وقال الزعيم عن تلك الواقعة: "عندما أبلغنى السيد ياسر عرفات بذلك، امتنعت عن عرض المسرحية ما لم يتم تغيير مكان العرض، ومنذ ذلك اليوم وتجمعنى صداقة بالمرحوم عرفات وما زلت أحتفظ بغطاء الرأس فى بيتى والذى أعطاه لى عندما التقينا على الغداء فى تونس".
وزار عادل إمام فلسطين مع أول وفد مصرى يسافر على أول طائرة تهبط مطار غزة الذى ضم أيضًا الفنان عزت العلايلى ومحمود ياسين عام ١٩٩٨، وتوجه لزيارة النصب التذكارى للشهداء المصريين متجولًا فى شوارع غزة؛ الذين استقبلوا الوفد المصرى بالورود والزغاريد، وتفاجأ الزعيم بطلب الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات؛ إلقاء كلمة أثناء الاحتفال الرسمى للدولة. 
وأشار عادل فى حوار صحفي، إلى أنه تفاجأ من ذلك الطلب، كما أن تلك الكلمة باسم الوفد بأكمله، فيجب أن تكون مُرتبة، وفى نهاية الزيارة دعاه إلى حضور حفل زفاف نجله رامي. وانشغل الجمهور حينها بمعرفة هل دخل عادل فلسطين بختم إسرائيلي؟ وأجاب عن ذلك السؤال خلال نفس الحوار، قائلًا: أحد أصدقائى قال لى هذه الحكاية قبل السفر، وقلت له: إننى ذاهب إلى أرض فلسطين، ولا أعتقد أن جواز سفرى يُختم بتأشيرة إسرائيلية، وعلمنا بعد النزول من الطائرة أن الأمن الإسرائيلى حاول تفتيشها، ولكن الطيار رفض ذلك بشدة، والحمد لله لم أقابل الإسرائيليين، ولم أمر أمام ضابط جوازات إسرائيلي، ودخلنا قاعة كبار الزوار، وركبت السيارة مع عزت العلايلى ومحمود ياسين، وسلكنا طريقًا لم تكن عليه أى نقاط تفتيش أو معابر إسرائيلية، وأثناء السير شاهدت بعض المستعمرات الإسرائيلية وكانت مهجورة، وقالوا لي: المستوطنون يجيئون إليها فى النهار، ويرحلون منها ليلًا.


زيارة اليمن

أجرى عادل إمام فى شهر أبريل من عام ٢٠٠٠ زيارة عمل إلى اليمن استمرت أربعة أيام، وكانت لمهمته الرسمية الأولى بصفته سفيرا للنوايا الحسنة ثلاثة أهداف هي: التعرف عن قرب على وضع اللاجئين فى كل من المخيمات والمواقع الحضرية ومناقشة أمور اللاجئين مع السلطات اليمنية وتعزيز الوعى العام. 
وشهد إمام لدى وصوله إلى مطار عدن فى ١٥ أبريل التحضير لرحلة جوية خاصة بعمليات العودة الطوعية لمجموعة من اللاجئين إلى الصومال، فتحدث إلى بعض اللاجئين أثناء تسلمهم معونة العودة من المفوضية.
وخلال زيارته إلى اليمن، التقى إمام بمسئولين من أرفع المستويات، أبرزهم الرئيس على عبدالله صالح، ورئيس الحكومة عبد الكريم الأرياني، ووزير الخارجية عبدالقادر باجمال، ووزير الثقافة عبدالملك منصور، كما اجتمع بغيرهم من الوزراء وكبار المسئولين الحكوميين. 


عادل إمام فى الشارقة

وفى الإمارات، استقبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجمهور كبير فى قاعة الاحتفالات فى معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ٣٣ عام ٢٠١٤، الفنان عادل إمام ليتحدث عن الدراما والثقافة فى ندوة أدارها الناقد نادر عدلي. 
وتقدم "عدلي" فى بداية الندوة بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأنه فتح المجال للاحتفاء بالدراما فى ساحات الثقافة. وتابع أن «عادل إمام هو صاحب السعادة، وذلك ليس نسبة لآخر مسلسل له، بل لأنه رسم السعادة على وجوه الشعوب العربية طوال مشوار خمسة عقود من الفن والدراما والمسرح». 
وشكر الفنان عادل إمام حاكم الشارقة، على رعايته للمعرض ولهذه الندوة، وأكد أن سموه «رجل نادر فى منطقتنا العربية، يبنى مسارح فى كل مدرسة، إنه رجل مثقف جدا، يتميز بثقافة إسلامية وسطية جميلة، وثقافة حياتية جميلة»، لافتا إلى أنه كان زميلا لصاحب السمو فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة، التى تميزت فى تلك الفترة بوجود مسرح مهم.
وأضاف «جئت من وطن يعاني، لكنه قوي، خصوصًا أننا خرجنا كلنا فى ٣٠ يونيو، حيث انضم الجيش للشعب بقيادة المشير السيسي»، ولفت إلى أن الجيش المصرى دائمًا يقف مع الشعب. 
وأشار إلى أن «لدينا ثقافة هائلة، وموروثات ثقافية قديمة جدًا وعريقة، لن تزول من عقول وقلوب الشباب»، ولفت إلى أنه لا يعمل ندوات، ولن يتكلّم كثيرا، بل سيترك الأمر للحوار، وهو ما كان على مدار ساعة كاملة تخللها الكثير من التصفيق من قبل الجمهور. وأكد قبل فتح باب الحوار أن «مصر لن تنسى مواقف العرب شعوبا وحكاما».  
وأكد عادل أنه متفائل بالمستقبل، رغم أنه كان خائفا ولأول مرة فى حياته على بلده وأهله ونفسه، طوال الفترة الماضية، إلى أن جاء يوم ٣٠ يونيو، حيث قال الشعب المصرى كلمة الفصل.
وأضاف إمام أن الشعب المصرى هو الذى سيقود المرحلة والتغيير، مشيرا إلى أن طريق الديمقراطية طويل وصعب، وللثقافة دور كبير فى التغيير لما هو أفضل، والشعوب هى القادرة على قيادة مسيرة التغيير. وأضاف «نعى ما يحاك ضدنا من مؤامرات»، لافتا إلى أن استغلال الدين وتوظيفه لمصالح شخصية هى مسألة غير أخلاقية على الإطلاق. وبيّن أن الفن عنصر أساسى فى المنظومة الثقافية. 
وعن المرحلة التى سبقت ٣٠ يونيو، قال عادل: «سأتناول تلك المرحلة بالكوميديا، حيث فيها الكثير من المضحكات السوداء، ومثل هذا العمل الذى أسعى إليه سيذكر الناس بتلك السنوات الأخيرة»، ولفت إلى أنه قدم أعمالًا درامية عن الإرهاب والإحباط والسلبيات التى كان يعانى منها بلده ومجتمعه، وتاليًا فهو لن يترك حالة إلا ويتابعها دراميا.
وأشار إلى أنه كان يرصد الأحداث والوقائع عندما فرض الإرهاب نفسه على الفن والثقافة والواقع، حيث لم يكن فى باله تقديم تلك الأعمال لكننا بالنتيجة قدمناها، وهذه ليست نبوءة، بل متابعة ورصد لما كان يجري. ومع عرض مسرحية بودى جارد فى الجزائر؛ حرص الرئيس الجزائرى على حضور العرض المسرحي، وصعد على خشبة المسرح لتكريم عادل إمام.


علاقة الزعيم برؤساء مصر
 

تعرض الزعيم عادل إمام لموقف غريب بسبب هدية تلقاها من الرئيس أنور السادات فى أواخر سبعينات القرن الماضي، أثناء تقديمه مسرحية "قصة الحى الغربي" التى احتوت على الكثير من المشاهد التى تنتقد الأوضاع داخل مصر بشكل كوميدي، فتلقى الزعيم اتصالا هاتفيا من زوجته تخبره بأن هناك اتصالا جاءه من رئاسة الجمهورية ويريدونه لأمر مهم وأنهم سيزورونه فى المنزل. فاعتقد الزعيم أن المسرحية ربما أغضبت الرئيس وأن الاتصال بسبب ذلك فتوجه على الفور إلى المنزل وفوجئ وهو ينتظرهم فى شرفة منزله بسيارة فخمة تقف أمام باب العقار ويهبط منها ٤ أشخاص يرتدون ملابس بيضاء ويطرقون باب منزله، فاعتقد أن الضيوف من مستشفى الأمراض العقلية وأتوا إليه ليودعوه المستشفى، لكنه فوجئ بأنهم يفتحون علبة كبيرة ويخرجون منها كلبا ويقولون له إن الرئيس يهديه ذلك الكلب.
وتحدث الزعيم، فى لقاء له مع الفنان أشرف عبدالباقى ببرنامج على قناة الحياة ويبدو عليه علامات البكاء وقال: الرئيس حسنى مبارك كان مظلوما وليس فرعونا كما وصفه البعض بدليل أن بعد تنحيه شعر الشعب المصرى بحالة من عدم الأمان وتحديدا بعد تولى محمد مرسى الحكم. وأضاف عادل إمام: "لم أشعر بالأمان إلا فى فترة الرئيس حسنى مبارك وبالتأكيد له أخطاء وهذا أمر طبيعى فى كل دول العالم".