اتفقت الصين وإندونيسيا، اليوم الأربعاء، على تعميق التضافر الاستراتيجي وتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية الصيني "تشين قانج" عقب مشاركته في اجتماع اللجنة المشتركة بشأن التعاون الثنائي بين الصين وإندونيسيا إن البلدين اتفقا على تعميق التضافر الاستراتيجي وتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار.
وبعد مشاركته في استضافة الاجتماع مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مارسودي، قال تشين للصحفيين إن الصين وإندونيسيا عملتا على تشابك استراتيجيات التنمية الخاصة بهما، وواجهتا المخاطر والتحديات بشكل مشترك، وواصلتا تعميق النمط الجديد للتعاون "رباعي الدفع" في السياسة والاقتصاد والعلوم الإنسانية وكذا الشؤون البحرية، وبذلك قدمتا نموذجا للدول النامية يحتذى به في تبني مصير مشترك والسعي إلى القوة من خلال الوحدة وكذا السعي إلى التضامن والتعاون.
وسيعمل الجانبان على التمسك بالدور القيادي لرئيسي الدولتين، وتعزيز الاتصالات رفيعة المستوى، وتوطيد الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتقوية التعاون الدفاعي، وتعزيز تنسيق السياسات السياسية والأمنية، وتقديم دعم قوي في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما، من أجل تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وإندونيسيا بطريقة عميقة وموضوعية.
وقال تشين إن البلدين سيعمقان تضافرهما الاستراتيجي، وسيسرعان بناء مشروع خط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة ومشروعات رئيسية أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق، وسيضمنان إكمالها أو تدشينها في الموعد المحدد.
وأضاف أنهما سيواصلان تعزيز بناء المشروعات الرئيسية، بما في ذلك الممر الاقتصادي الإقليمي الشامل ومشروع "دولتان، منطقتان صناعيتان توأمان" لإنشاء معيار جديد للبناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق.
وأعرب تشين عن استعداد الجانبين للارتقاء بتعاونهما في التجارة والاستثمار نحو مستوى أعلى، لافتا إلى أن الصين، التي تعد أكبر شريك تجاري لإندونيسيا على مدار عقد وثاني أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي لها، على استعداد لزيادة استيراد السلع والمنتجات الزراعية والمائية عالية الجودة من إندونيسيا.
وأضاف أن الصين ستشجع الشركات الصينية على الاستثمار في إندونيسيا، وستوسع التعاون في المجالات ما بين البنية التحتية والتنمية الخضراء إلى الاقتصاد الرقمي والرعاية الصحية، وستخلق نقاط بارزة للتعاون البحري، وستسرع استئناف التعاون في مجال تربية الأحياء المائية.
وقال تشين إن الجانبين سيعززان التعاون في مجالات السياحة والتعليم والثقافة والشباب والرياضة، وسيعززان التبادلات الثقافية والشعبية، مضيفا أنه يعتقد أنه مع زيادة الرحلات المباشرة، سيستأنف الزوار الصينيون الوصول إلى إندونيسيا، بل حتى سيتجاوز وصولهم مستوى ما قبل كوفيد-19.
وأشار إلى أن الجانبين سيظلان ملتزمين بتعاونهما باعتبارهما دولتين رئيسيتين، وسيواصلان الدفع من أجل المواءمة والتعاون بين مبادرة الحزام والطريق ونظرة الآسيان بشأن منطقة إندو-باسيفيك، وسيدعمان وجود وطن سلمي وآمن ومزدهر وجميل وودي في المنطقة.
كما سينفذ البلدان، إلى جانب الأعضاء الآخرين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي بشكل كامل وفعال، وسيسرعان المفاوضات بشأن مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، وسيحميان بشكل مشترك السلام والاستقرار هناك، وفقا لما قال.
وأضاف تشين أن الجانبين سيعززان التعاون في مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وسيعمقان التواصل والتعاون في ظل أطر متعددة الأطراف، بما في ذلك مجموعة العشرين وبريكس، وسيعملان بشكل مشترك على حماية التعددية الحقيقية وممارستها.