علقت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على النهج الغربي المُغامر في مجال التسوية في الشرق الأوسط، قائلة: إنه بمقتضى المعلومات الواردة، فإن الغرب لا يستطيع التخلي عن تقنياته المغامِرة في "إعادة بناء" الشرق الأوسط.
وأضافت “ زاخاروفا”: وعلى هذا النحو استرعت أنظارنا مقال صحيفة "فيغارو" الفرنسية التي أفادت فيه أن القيادة الفرنسية، وبحجة تفعيل دور باريس في الشرق الأوسط، كلفت مسؤولين رفيعي المستوى في الهيئات الدبلوماسية والاستخباراتية في البلاد، اختيار مرشح ليكون بديلا للرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، لقد قرر قصر الإليزيه السير في طريق تغيير النظام الفلسطيني، معتبرًا أن هذا التلاعب يكاد يكون بمنزلة الدواء الشافي لتحقيق التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، إننا مقتنعون بأن مثل هذه المناقشات تمثل فهم باطل تماما للحقائق الإقليمية.
وأوضحت: في الوقت نفسه، تتردد بصورة كثيفة أنباء عن خطط فرنسا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك المسؤولون الأوروبيون لتشكيل صيغة ما جماعية، تقضي وظائفها استبدال الآلية الشرعية الوحيدة للدعم الدبلوماسي للتسوية الشرق أوسطية أي: "رباعي" الوسطاء الدوليين للشرق الأوسط المؤلف من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، الذي صادقت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي.
وتابعت: تشهد مثل هذه التدابير على أن في باريس، وفي العواصم الأوروبية الأخرى، لا يرغبون التعلم من أخطائهم، مفضلين مواصلة النهج غير البناء لزعزعة الاستقرار لاحقا في الشرق الأوسط.
وأكدت: لقد أصبحت جهود الأوروبيين الذين ينسخون بفعالية المنهج العسكري والسياسي للولايات المتحدة، في المنطقة، مادة لتعليقات انتقادية، يتذكر الجميع جيدا نتائج المغامرات في العراق وفي ليبيا، التي أفضت إلى سقوط ملايين الضحايا البشرية، والمعاناة الإنسانية لا تعد ولا تحصى، وإلى أزمات الهجرة، والأوضاع الإنسانية، وإلى تجزئة هذه البلدان، وتقويض كيان الدولة هناك، والتفاقم الحاد للوضع الأمني، وموجة الإرهاب في المنطقة، لقد حالت العملية العسكرية الروسية ضد داعش في سوريا فقط، دون انتشار الفوضى في هذا البلد العربي.
وأشارت: إذا كان اللاعبون الغربيون مهتمين حقا بمعافاة الوضع المتعلق بالتسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية واستئناف عملية السلام، فإن الأمر يستحق البدء بالاعتراف بدولة فلسطين، ومساعدة الفلسطينيين على تحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز الجهود المبذولة لتنفيذ القرارات الدولية التي جرى تبنيها بشأن هذه القضية، بما في ذلك مبدأ "الدولتين"، وكذلك دعم نشاطات "الرباعي" التي عطل الأمريكيون والأوروبيون، عمله بذرائع مختلقة بدلا من التصريحات الصاخبة الهادفة للتستر على التجارب لإزالة القادة غير المناسبين لهم.
وقالت ممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن روسيا الاتحادية ستواصل التعاون مع رئيس فلسطين محمود عباس الذي يُعد نصيرا راسخ القناعة بتسوية النزاع مع إسرائيل عن طريق المباحثات، ولا يحق لأحد أن يتخذ قرارات بدلا من الشعب الفلسطيني، ونعتزم الاستمرار في المساهمة في خلق الظروف الضرورية لاستئناف الحوار السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بصدد مجموعة قضايا الوضع النهائي، بما يتماشى والقاعدة القانونية للتسوية الشرق أوسطية المعترف بها عالميا، بما في ذلك مبادرة السلام العربية.
وأختتمت: نعتمد في سياستنا على العلاقات الودية مع دول المنطقة غير المثقلة بالإرث الاستعماري، وتدعو روسيا، حتى في الواقع الجيوسياسي الحالي بإصرار، إلى استعادة عمل الرباعية، مما سيساعد على استقرار الوضع في منطقة المواجهة الفلسطينية ـ الإسرائيلية.