حذر باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، اليوم الأربعاء، من اتساع رقعة الصراع والتصعيد بعد عام من اندلاع الحرب في أوكرانيا.
و تعقيبا على خطاب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، بعد عام من بدء العملية الروسية على أوكرانيا، قال الخبير السياسي فى مقابلة مع صحيفة" لو فيف" البلجيكية، إن هذا الخطاب بدأ وكأنه هروب إلى الأمام لافتا إلى أن هذا الهروب بدأ بالفعل منذ فشل بوتين فى الوصول إلى العاصمة الأوكرانية كييف فى غضون ثلاث أيام.
وتابع قائلا:" وكان علي بوتين أن يتراجع عن الخطة" ب " ويعلن تعبئة تتعارض مع هذا التصنيف للعملية العسكرية الخاصة " مضيفا:"من الواضح أن فلاديمير بوتين يجاهد ليحافظ على بقائه السياسى لأنه إذا انسحب من جميع الأراضي التي احتلها منذ العام 2014، سيضع مستقبله السياسى على المحك. لذا فهو يلجأ إلى التصعيد.
و لفت باسكال بونيفاس إلى أن التصعيد موجود على الجانب الأخر مشيرا إلى أنها موجودة لدى الولايات المتحدة، باسم الديمقراطية، ولدى بوتين، باسم الدفاع عن روسيا، وهذه الموضوعات أقرب ما يكون إلى صراع الحضارات.
و تابع قائلا:" من الأفضل أن لا يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك ولا ينجم عنه صراع عام لافتا انه حتى وقتنا هذا لا توجد مشاركة عسكرية مباشرة من قبل حلف الشمال الأطلسي فى الحرب ولكن بين عمليات التسليم المستقبلية للأسلحة الجديدة إلى أوكرانيا والتعبئة الجديدة في روسيا، يمكننا أن نرى بوضوح أننا في حالة تصعيد، حسبما أشار.
و أوضح الخبير الفرنسي إلى أنه هناك سيناريوهين محتملين، كون المفاوضات لا يبدو أنها على جدول الأعمال: إما أن يصل الصراع إلى طريق مسدود، أو تصعيد يمكن أن يكون مصحوبا بـ انزلاقات وهذا يدعو نسبيا للقلق بشأن العواقب التي قد تترتب على ذلك من حيث الأمن، ولكن أيضا على المدى الطويل، على المستوى الاقتصادي.
فيما يتعلق بالأصوات الغربية التى تنادى بمساعدة أوكرانيا حتى النصر أوضح باسكال بونيفاس أن مفهوم النصر بالنسبة للبعض مثل بولندا ودول البلطيق والسويد وفنلندا أو حتى أوكرانيا، هو هزيمة روسيا بل وحتى سحقها، بحيث لا تستطيع غزو مناطق أخرى فى المستقبل وذهب البعض إلى أنه لن يكون هناك سلاما حتى يتم محاكمة بوتين على جرائم الحرب التي ارتكبها.
و تابع قائلا: بينما مفهوم النصر لدول أخرى هو العودة إلى كانت عليه الأوضاع قبل العام 2022 وليس قبل العام 2014 لافتا إلى أن رئيس الأركان الأمريكي كان قد أشار إلى ان استعادة شبه جزيرة القرم، من الناحية العسكرية هو شىء صعبا للغاية.
و خلص الخبير السياسى إلى أنه بعد عام من العملية الروسية لأوكرانيا، خسر بوتين أوكرانيا، وأثقل كاهل الولايات المتحدة، من ناحية ومن ناحية أخرى عزز العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا. وبدا بايدن أنه هو الضامن للأمن في أوروبا. لافتا إلى أنه بالنسبة لرئيس الأوكرانى زيلينسكي، من الواضح أن شريكه الحقيقي هو الولايات المتحدة، وأوروبا كانت موجودة فقط لدفع الفاتورة، عندما يحين وقت إعادة الإعمار.