شهد المسرح الكبير بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط إطلاق مبادرة "طبلية مصر "، لإحياء الأكلات الشعبية المصرية، وذلك وسط إقبال لافت من جمهور الدارسين والباحثين وأساتذة الجامعات و عشاق التراث المصري والمهتمين به.
وحضر الاحتفالية الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف، وفيروز فكرى نائب رئيس هيئة المتحف لشئون الإدارة والتشغيل. والدكتور ميسرة عبدالله نائب الرئيس التنفيذي للشئون الأثرية.
واستهل الدكتور أحمد غنيم الاحتفالية بكلمة رحب خلالها بالضيوف، مؤكدا على حرص المتحف على احتضان هذه المبادرات التي تلقي الضوء على التراث المصرى والحضارة المصرية، والتي تلعب دورا هاما في رفع الوعي الثقافي والأثري لدى جميع أبناء المجتمع بمختلف فئاته العمرية والمجتمعية، وتفعيلا لدور المتحف في حماية الموروث الحضاري و الثقافي لمصر، حيث تأتي هذه المبادرة لتسليط الضوء بشكل خاص على الموروثات المصرية الغنية بالعديد من الأطعمة التراثية والأكلات المتوارثة منذ آلاف السنين، إلى جانب الترويج السياحي للأكلات المصرية، وتسليط الضوء على سياحة المأكولات، والتي تعد أحد أهم الاتجاهات الحديثة للسياحة، وجذب الزائرين والسائحين من مختلف دول العالم للسفر والتعرف علي مأكولات وطعام البلدان المختلفة.
كما أكد على ضرورة توعية المجتمع والجيل النشىء على كيفية اختيار نظامهم الغذائي بشكل صحي، وكيفية ايجاد بدائل صحية من الماكولات التراثية فى ظل الأزمات الاقتصادية التى يمر بها العالم، وخاصة مع ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية.
وأشار الدكتور أحمد غنيم إلى أن المتحف بدورة يسعى إلى إمكانية توثيق تراث الطعام المصري لدي اليونسكو كونها تراثا مصريا أصيلا غير ماديا.
وأوضحت فيروز فكرى نائب رئيس هيئة المتحف لشئون الإدارة والتشغيل، أن هذه المبادرة تأتي تزامنا مع مهرجان السياحة والتذوق، برعاية وزراة السياحة والآثار والذي يهدف للترويج للأكل المصري بمختلف أنواعه وتنشيط السياحة، وفي ضوء البرامج والفعاليات المختلفة التي يقدمها المتحف، وحرصه على التعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات والترحيب بكل الأفكار والمبادرات والتي تهدف لرفع الوعي السياحي والأثري لدى الجمهور.
ومن جانبه، قال الدكتور ميسرة عبد الله نائب رئيس المتحف للشئون الأثرية، أن الحضارة المصرية لديها تراث غني عرف بتنوع مأكولاته، كما ان المصري القديم على مر العصور كان يهتم بالمائدة وتنوع الأطعمة الصحية عليها، وأشار الى ان المتحف بإمكانياته الواعدة يسعى لاستيعاب أرشيف التراث المصري، وليس في مجال الطعام فقط بل كل المجالات التراثية، كما يعد هو المتحف الوحيد الذي يعرض التراث المصري الفريد منذ ما قبل التاريخ مرورا بالعصور المختلفة وحتي وقتنا الحالي، إلى جانب بعض المقتنيات الفريدة والتي لايزال أصحابها علي قيد الحياة، والموجودة بمقر حفظ التراث المصري بالمتحف، والتي تأتي من منطلق حرص المتحف على الحفاظ على الهوية المصرية.
وتضمنت الفعاليات عدد من الجلسات الحوارية التي أدارها الدكتور ميسرة عبد الله والأستاذة فيروز فكرى والدكتورة سحر عبد الرحمن، عن أهم الأكلات الشعبية والتراثية المصرية، الى جانب سلسلة من المحاضرات والتي ألقاها عدد من المتخصصين وأساتذة الجامعات، من بينهم الدكتورة شهيرة محرز وهي من أهم رائدات الحفاظ على التراث في مصر والدكتورة نهلة إمام مستشار وزير الثقافة المصرية والتي القت محاضرة تحدثت فيها عن أهمية توثيق تراث المأكولات المصرية وإعداد ارشيف وطنى مصرى لمختلف مجالات التراث، و الأستاذ الدكتور مجدى السيد رئيس مشروع موسوعة الأغذية الشعبية ، والدكتورة نهال رمضان نائب رئيس مشروع موسوعة الأغذية الشعبية، متحدثين عن موسوعة " الخبز والمخبوزات " ، ومحاضرة للدكتور مختار الكسبانى عالم الآثار الإسلامية وأستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة عن كشف أسرار التراث المصري، خاصة ما يتعلق بالطعام.
وشارك في فعاليات المبادرة، الشيف نرمين هانو طاهية مصرية و مقدمة برامج طهى، حيث تحدثت عن مكانة وقيمة الخبر عند المصرى على مر العصور والأمثلة الشعبية والمعتقدات المتعلقة بالعيش، ومهارة المصرى القديم فى تجهيز الخبز والخميرة وطريقة تجهيز العيش الشمسي.
كما أتيحت الفرصة للحضور وزوار المتحف من خلال المبادرة لتذوق مجموعة من الأطعمة التراثية المصرية، مقدمة من الشركة المصرية لمجموعة كشرى ابو طارق، وسط اجواء تراثية أثارت إعجاب وتفاعل الزائرين معها.