الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الشخصية السامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أُناس كثيرون نلتقى بهم فى رحلة الحياة،، نتأثر بهم ونتفاعل معهم ويتاثروا بنا ويتفاعلوا معنا،،منهم الصالح ومنهم الطالح، منهم الفقير ومنهم الغني،والمتعلم والجاهل،مختلفون فى الوانهم والسنتهم وطبائعهم،،نتكيف فى حياتنا لاستيعاب كافة الاختلافات البشرية،لكن من الصعب التعامل مع اصحاب الأمراض النفسية المعقدة، لاننا ببساطة لسنا مؤهلين لذلك، ربما قد.يُفرض علينا التعامل معهم فى اطار علاقات اجتماعية، سواء في العمل او علاقات الصداقة او الارتباط  او غيره من اشكال العلاقات الاجتماعية الأخرى.

نمضى فترات من حياتنا وسط هؤلاء الاشخاص دون ان ندرى  انهم اصحاب امراض نفسية معقدة، تأثيرهم علي حياتنا قد يكون مدمر،،بل قد يفسدوا رحلة الحياة نفسها، خاصة اذا كان  هناك اسرة واولاد،و من بين تلك الشخصيات هي الشخصية السامة او العلاقة التوكسك، والشخصية السامة تسبب لضحاياها حالة من الانزعاج المستمر والمتواصل، والالم النفسي والجسماني (ارهاق شديد، امراض قلب نتيجة توترات عصبية، خلل في جهاز المناعة، افراط في تناول الطعام، ضعف في الذاكرة والتركيز،..الخ) فضلا عن الالم المعنوي، وفقد الثقة بالنفس.

والسلوك السام نابع من القسوة  والانانية، وهو نتاج اضطرابات نفسية وعصبية معقدة.

 الشخص السام لديه جنون العظمة ويميل للعنف، فهو نرجسي أحيانا وسيكوباتي وسادي احيانًا اخرى،،..ولذلك اذا وضع القدر فى طريقك شخصية سامة ابتعد عنها تمامًا، لأنه لا امل في إصلاحها.

  ولذلك يجب ان نتعرف على السلوك السام وملامح الشخصية السامة وكيفية التعامل معها اذا لزم الامر،،

  فاذا تعاملت مباشرا مع شخص يمارس عليك تلك السلوكيات فاعلم انه شخصية سامة وان العلاقة مسمومة..فهو دائم اللؤم لك، حاد الطباع،شديد الغضب، يُهاجمك  دون مبرر، شديد العصبية ويتصف بقسوة القلب، يستمتع بافتعال المشاكل، حديثه عبارة عن استجواب للآخرين بطريقة عدائية

-               يفضح عيوبك ونقاط ضعفك امام الأخرين بطريقة مُهينة ومُحرجة، واذا عاتبته يتهمك ويشكك بانك شخص مُفرط الحساسية أو لديك سوء فهم وتقدير،ويتهمك احيانا بالجنون وانك شخصية تفتقد للذكاء الاجتماعى فى تعاملك مع الأخر، يراقب سلوكياتك ويتصيد اخطأك، لان متعته اصطياد اخطاء الاخرين، يمارس اسقاطات نفسية عليك حتى اخطائه الشخصية يتهمك بانك السبب فيها، لا يريد أن تحل مشاكلة لأنه يستخدم تلك المشاكل كأسلوب حياة يتغذى عليها يوميا، يستنزف طاقاتك، يسعي لعزلك عن اقاربك واصدقائك الداعمين لك حتى تكون دائما وحيد وضعيف امامه ويصبح هو محور الكون لك، وحتى لا يكشف احد حقيقته الغامضة، دائما يقلل من شانك ويحط من قدرك امام الاخرين باستخدام الاعيب ووسائل التحايل المختلفة للإقناع.

والسلوك السام يعتمد جزء منه على التحايل على الأخرين والتلاعب بهم من خلال الكذب والخداع وتزيف الحقائق،وغسيل الدماغ، والتشكيك في ثقتك بنفسك وقدراتك ومعتقداتك لان فقد الثقة بالنفس تجعلك تفقد البوصلة في الوصول الى الحقيقة، وذرع الذعر والخوف بداخلك على المدى البعيد، وتسريب الشائعات للضحية، واستخدام القوة والعنف احيانا لقهرك وسلب ارادتك حتى تكون خاضع له دائمًا، يستخدم كافة الحيل بلاضمير أو انسانية فيجعلك تنشغل بتفاصيل أخرى لتضليلك عن معرفة الحقيقة،،

وتتم عملية التحايل والتضليل بأسلوب مُنظم ومُمنهج،حتي تستسلم الضحية تدريجيًا وتقبل بسيطرة الشخصية السامة عليها مع مرور الوقت.

 

سمات الشخصية السامة

 الشخصية السامة احيانا تكون مصابة باضطرابات الشخصية الحدية، لوجود عيوب في الدوائر العصبية، مما يجعل لها  تأثير مُدمر على كل من حولها فالشخص السام يدمر المُجتمع والاسرة ويدمر شريك الحياة ويدمر العمل ويفسد العلاقات بين الزملاء في العمل وبالتالي يفسد المؤسسة ويجعلها تتكبد خسائر مادية وبشرية، وذلك من خلال ادوات يمتلكها هذا الشخص السام اهمها ما يلى

-              لديه ثقة عالية بالنفس،غالبا ماتكون مزيفة، الا ان تلك الصفة تجعل ضحاياه يقبلوا بالسيطرة عليهم.

-              لديه جوانب وسلوكيات جاذبة عندما يتقرب من شخص تربطه مصلحه معه او رئيسه فى العمل او شخص يريد الارتباط به، فيحاول توظيف ادوات الجذب للفت الانتباه وكسب اعجاب الاخرين، وفى هذه الحالة يستخدم" التلاعب الرومانسي" أي يستهدف ضحيته تحت مسمي الحب، من خلال التودد الشديد والاهتمام بالضحية للوصول الى القلب، ثم الانفراد به لنفسه فقط ومحاولة عزله عن داعيميه في المحيط الاجتماعي، لإضعاف،وابعاد عن معرفة حقيقته وحتى يكون هو محور الاهتمام فقط. 

-              شخص مُخادع يمتلك ادوات الحيل والخداع والتلاعب بالآخرين، كما  يمتلك قدرة عالية على التحليل النفسي، فهو حريص على معرفة اكبر قدر ممكن من المعلومات عن ضحايا والتوغل داخلهم، والخطورة عندما تكون هناك علاقة عمل او زواج مع شخص سام،لأنه سوف يوظف كافة المعلومات عن شريك حياته واسرته لإحكام السيطرة عليه تمامًا وسلب ارادته.

-              شخص شديد الانانية، فمصالحة الشخصية هي الأهم على الاطلاق، وعديم الشعور تجاه احتياجاتك وهمومك وآلامك،، بل يتجاهلك دائما، ويبدى انه مشغول بآمور كثيرة مثل مشاهدة التلفاز، أو الحديث تليفونيا، او انشغاله بالموبيل ورسائله الخاصة، لا يمنحك فرصة للحوار معه عندما تبدا الحديث، ولا يعتذر اذا اخطأ،واذا اعتذر يعتذر بصورة ساخرة منك يقلل فيها من شأنك، شخص غيور جدا من ضحاياه ويفسد عليهم بهجتهم وفرحتهم بعبارات قاسية.

-              لديه تركيز حاد وحواس عالية خاصة تجعله شديد التركيز مع عيوب واخطاء الأخرين،مما تمكنه من سرعة توجيه النقد لك، واصطياد اخطائك حتى يلومك عليها،،ودائما ينتظر ان تخطئ او تحدث لك مشكلة حتى يزيد من اللوم والنقد والعتاب.

-لا يتألم ولا يشعر بتأنيب ضمير تجاهك اذا الحق ضرر بك، بل يلومك على انك السبب في رد فعله، وانك تبالغ وتضخم الامور.

الغريب في الامر انه وبعد فترة من سيطرة الشخصية السامة على الضحية، نجد ان الضحية تستسلم اليه ويصعب عليه فك الارتباط معه، بل وتغفر له سقطاته وتتجاوز الانتقادات الشديدة واللاذعة،واسقاطاته النفسية، وتحاول من وقت لآخر تبرير سلوكياته وخلق الاعذار له، واحيانا كثيرة نجد ان الضحية تفقد الثقة  في نفسه وتتشكك في قدراته.

يرى علماء النفس ان الضحية في العلاقات المسمومة توافق على الاستسلام لعوامل كثيرة أهمها ما يلى:-

 - الخوف من فشل التجربة ومعاناه الفشل، خاصة ان كانت الضحية ناجحة ومتفوقة في حياته، وبالتالي ترفض كل انواع الفشل.

- فقدان الامان الداخلي، بسبب ظروف حياتية للضحية.

- ان الضحية مورست عليها سابقًا نفس معاناة التعامل مع شخصية سامة من اقارب المقربين فترة نشأته.

-  ممارسة ضغوط  علي الضحية من المقربين له، تحثه على استكمال العلاقة  للمصلحة العامة، سواء لاستمرار الحياة الاسرية والحفاظ عليها، خاصة لو هناك  اولاد وعدم القدرة على مصاريف الحياة بمفردها،او الخوف من فقد الوظيفة والاحتياج لمصادر دخل.