طرح الكاتب البريطاني بيتر بيمونت سؤالا في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية مفاده من المنتصر في حرب أوكرانيا... وماذا بعد؟
وأشار الكاتب إلى أنه مع اقتراب الذكرى الأولي للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي بدأت في الرابع والعشرين من فبراير العام الماضي تبدو الصورة مختلفة تماما في الوقت الحالي عما كانت عليه في الأيام الأولى من الحرب حين تدفقت مئات الدبابات الروسية وأعداد ضخمة من الجنود الروس إلى أوكرانيا في محاولة للسيطرة على العاصمة كييف.
ويلفت الكاتب إلى أراء الخبراء العسكريين الذين اختلفوا حول ما إذا كانت روسيا تتأهب لشن هجوم ضخم وواسع خلال المرحلة القادمة من الصراع أم لا، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أنه ليس هناك ما يشير على اعتزام روسيا القيام بذلك الهجوم، يرى آخرون أن حشد روسيا لأعداد ضخمة من الجنود والعتاد في شرق أوكرانيا يعتبر دليلا قويا على استعداد موسكو للقيام بعملية عسكرية ضخمة في المستقبل القريب.
ويضيف الكاتب أن القصف الصاروخي الروسي تراجعت حدته عما كان عليه في الصيف الماضي حين كانت القوات الروسية تطلق ما يقرب من 60،000 قذيفة يوميا، موضحا أنه على الرغم من التعبئة العسكرية التي أجرتها روسيا في العام الماضي إلا أن المحللين العسكريين يرون أن قدرات موسكو القتالية تقلصت بسبب طول مدة الحرب.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى تقديرات المحلل العسكري فيليب أوبراين من جامعة سانت أندروز أن السبب في ذلك يرجع إلى أن قدرات القوات الأوكرانية أصبحت أفضل كثيرا بفضل المساعدات العسكرية الضخمة التي تدفقت عليها من الدول الغربية منذ بداية الصراع والتي من المتوقع أن تتزايد في الفترة القادمة.
ويوضح الكاتب أن هناك تباينا في وجهات النظر بشأن القدرات العسكرية الروسية، حيث تقول بعض الآراء أن هناك جهودا عسكرية روسية ضخمة على الجبهة الشرقية من الصراع في أوكرانيا حول مدينة باخموت بما يمكن وصفه إعداد لمسرح العمليات لهجوم واسع خلال فصل الربيع القادم، بينما تشير آراء أخرى أن موسكو لن تقدم على مثل هذه الخطوة.
ويتطرق الكاتب إلى موقف القوات الأوكرانية حيث يشير إلى أن الهجمات الأوكرانية ضد المواقع الروسية تراجعت في الوقت الراهن إلى حد بعيد بعد الهجمات التي شنتها في الصيف الماضي على الرغم من محاولات القوات الأوكرانية إحراز تقدم على الضفة الشرقية من نهر دينبرو المواجهة لمدينة خيرسون.
ويرى الكاتب أن الوضع الحالي في ساحة القتال في أوكرانيا يشير إلى أن كلا الطرفين غير قادر في الوقت الراهن على تحقيق أهدافه من ذلك الصراع الدامي والمتمثلة بالنسبة لأوكرانيا في استعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية وبالنسبة لموسكو في إسقاط النظام الحالي في كييف.
ويختتم الكاتب المقال بالإعراب عن رأيه أن الموقف الحالي يتسم بالغموض وعدم وضوح الرؤية إلا أن الأمر المؤكد حتى الآن هو أن الحرب في أوكرانيا لن تضع أوزارها في المستقبل القريب.