منذ وقوع الزلازل المدمرة والمتتالية في تركيا وسوريا يراود الناس سؤال عن إمكانية التنبؤ بالزلازل خاصة أن هناك باحث هولندي قد تنبأ بوقوع الزلزال قبل حدوثه بأيام والحقيقة التي أكدها العلماء والخبراء الذين يعملون على رصد الزلازل والبراكين والتغيرات التي تحدث قد ينتج عنها الزلازل أكدوا أنه لا يوجد عالم جيولوجي استطاع أن يتنبأ بزلزال كبير إلى الآن، فقد استعصت القدرة على التنبؤ بمكان وزمان وقوع الزلازل على علماء الأرض لسنوات طويلة.
كما أن التنبؤ بالزلزال ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق، فيستخدم العلماء القياسات الجيولوجية والبيانات والسجلات لفحص المناطق المعرضة لخطر الزلزال، ويستعملون النماذج الإحصائية من أجل تقييم احتمالية حدوث زلزال مستقبلً، ويوجد اختلاف بين التنبؤ بحدوث الزلزال وتوقع حدوث زلزال، فالتنبؤ بحدوث الزلزال هو أن تقوم بتحديد مكان الزلزال وموعده بدقة شديدة، وهذا لا يمكن أبدا، أما التوقع فهو التخمين، ويكون تخمين قياس الزلازل وحدوثها ممكن حيث يبنى على البحث والدراسات التاريخية لمنطقة معينة، لكن التنبؤ هو شيء لا يمكن حدوثه ولا يعلم به أحد حتى الآن .
وتم التنبؤ بحادثة زلزال واحد فقط على مستوى العالم، وكانت في فترة الستينيات في الصين، حيث تم تهجير سكان المنطقة كلهم وتم إنقاذهم بالفعل من زلزال مدمر، لكن التنبؤ جاء من جمع الشواهد التي حدثت قبل الزلزال مثل هجرة الطيور، خروج الثعابين من الجحور، انزعاج الحيوانات مثل القطط والكلاب والخيول، تصاعد غاز الرادون، وعندما تم البحث عن البيانات التاريخية الزلزالية للمنطقة تم التخمين بقدوم زلزال، وبالفعل نجحت الطريقة في إنقاذ الأرواح، وقد حاول العلماء بعد ذلك بتطبيق نفس الخطوات على أماكن أخرى لكنهم لم ينجحوا ولا مرة واحدة في التنبؤ بالزلازل.