أقيمت منذ قليل فعاليات حفل “كونغرس ITI” الهيئة الدولية للمسرح، برئاسة المهندس محمد سيف الأفخم، في دورته الـ٣٦، والتي تحتضنه دولة الإمارات العربية المتحدة بإمارة الفجيرة، كأول دولة عربية يقام فيها هذا الحدث المسرحي الأهم عالميًا.
جاء ذلك بحضور الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وحشد فني ومسرحي عالمي، وأعضاء مراكز الهيئة الدولية للمسرح ومجموعة كبيرة من المشاركيين من جميع أنحاء العالم.
وحرص محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري، ورئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، على إلقاء كلمة للحضور بإعتباره ممثل لحكومة الفجيرة، داخل هذا الحدث الهام.
وقال “الضنحاني” خلال كلمته: نرحّبُ بكم في انطلاق الكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح، الحدث الأضخم على مستوى العالم في مجاله، والذي اختار إمارة الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتضمّ فعاليات نسخته السادسة والثلاثين، كأوّل مدينةٍ عربيةٍ تستضيف هذا الحدث الهام في مجال المشهد المسرحي العالمي.
وأكد إنّ مسيرة العمل الجاد الذي اتّخذتها إمارة الفجيرة لخدمة قطاع الفنون، هي نِتاجُ التّوجيه الذي يقوده الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، والدعم الذي يقدّمه الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، إيمانًا بِدَور الفن والثقافة في تعزيز النسيج الإنساني المشترك بين شعوب العالم، وفتح آفاقٍ متجدّدة للحوار الحضاري الذي يتجاوزُ الحدود والفوارق والاختلافات، ويدفع بالعالم ليتواصل عبر لغةٍ واحدةٍ هي لغة الفنون عامة، والمسرح خاصّة”.
وتابع: إنّنا إذ نحتفل اليوم بانطلاق هذا الحدث، نحتفي أيضًا بلحظةٍ عالميةٍ هامّةٍ وخاصّة، وهي تكريم الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، من قِبل الهيئة العالمية للمسرح ومنظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة "اليونسكو"، وتقليده بالميدالية الذهبية تقديرًا لزعمه جمهوده المؤثرة في تطوير الحركة المسرحية على المستويين العربي والعالمي، وكشخصيةٍ رائدة في خدمة قطاع الثقافة والفنون، وبهذا التكريم المُستحَق له، إشادةٌ دوليّةٌ بأثر الدعم اللامحدود الذي وجد مكانه ونتائجه الجلية في المسرح العالمي.
وأضاف: اختارت الهيئة الدولية للمسرح شعار هذه الدورة ليكون "نجتمع من أجل الإنسانية، والفنون الأدائية"، في دلالةٍ حقيقيّةٍ على أنّ تواصل العقول في هذا الحدث ومحاضراته ونقاشاته، خاصةً بعد الانفصال الكبير الذي مرّ به العالم في الجائحة، إنّما هو دَعوةٌ وَعودة، لفهم جوهر الذات الإنسانية من خلال خشبة المسرح، وتأكيدٌ على دورهِ المحوري في تجسيد الإشكالات الوجوديّة والفكرية التي تشغل الإنسان أينما كان، وتخدم تعبيره عن هويّته الثقافية.
وأختتم: نوجّه خالص تقديرنا للجهود التي تبذلها الهيئة الدولية للمسرح في دعم مكانة الفنون الأدائية في العالم، مع أمنياتنا للمشاركين في جلسات المؤتمر ومحاضراته وعروضه التي ستقّدم نماذجًا من أفضل الممارسات المسرحية في العالم، بكامل التوفيق في تحقيق الأهداف السّامية لترسيخ مكانة المسرح كَفَنٍّ مُتجذّرٍ في ثقافة المجتمعات، ومؤثّرٍ مباشرٍ على وعي أفرادها تجاه قضاياهم وتساؤلاتهم، فالحياةُ مسرحٌ كبير، والانشغال بقيمةِ المسرحِ هو انشغالٌ بالحياة.