على مدى أشهر، دعا المتظاهرون الإيرانيون إلى الإطاحة بنظام الملالي في إيران، مطالبين بمزيد من الحريات الاجتماعية والسياسية.
وتبادلت شخصيات المعارضة وجماعات المجتمع المدني داخل إيران مقترحات من شأنها تحويل أو حتى استبدال النظام الديني الحالي بنظام ديمقراطي، وذلك حسبما ذكر موقع "راديو فردا".
وتأتي مقترحات نظام ما بعد الجمهورية الحالية وسط دعوات متزايدة للتغيير السياسي في إيران، التي تحكمها المؤسسة الدينية منذ الثورة عام 1979.
وتراجعت الاحتجاجات، خلال الأسابيع الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، التي اندلعت في سبتمبر الماضي، والتى تعد أكبر تحد للسلطات منذ عقود.
وردت المؤسسة بشن حملة قمع وحشية قتل فيها المئات واعتقل الآلاف.
ونشرت حوالي 20 نقابة عمالية ومنظمة طلابية وجماعة مجتمع مدني داخل إيران، في 14 فبراير، ميثاقًا مشتركًا وضعوا فيه رؤيتهم لـ "مجتمع جديد وحديث وإنساني"، وطالب الميثاق بالمساواة بين الجنسين، والحق في حرية التعبير، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين، وإلغاء عقوبة الإعدام، وحماية الأقليات العرقية والدينية.
وصدرت الوثيقة بعد أن دعا المعارض مير حسين موسوي إلى "تحول جذري" في النظام السياسي الإيراني.
وفي بيان صدر في 4 فبراير، دعا الرجل البالغ من العمر 80 عامًا إلى استفتاء "حر" وصياغة دستور جديد يمهد الطريق لنظام ديمقراطي في إيران.
ولاقى اقتراح موسوي، رئيس الوزراء الأسبق، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ عام 2011، دعمًا من شخصيات بارزة داخل البلاد وخارجها.
كما دعا رجل الدين السني الأعلى في إيران، مولوي عبد الحميد، إلى إجراء استفتاء على مطالب المحتجين، ملقيا خطبه للتنديد بانتهاكات الدولة لحقوق الإنسان.
ودعت مجموعة من العلماء المسلمين في إقليم كردستان غربي إيران، الذي كان بؤرة الاحتجاجات، مؤخرًا إلى إجراء استفتاء يشرف عليه مراقبون دوليون ومحاكمة المتورطين في قمع الدولة.
واجتمعت مجموعة من شخصيات المعارضة الإيرانية المنفية في جامعة جورج تاون بواشنطن، في 10 فبراير، بما في ذلك ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، والناشط الحقوقي مسيح علي نجاد.
وقالت الجماعة إنها تعمل على وضع ميثاق للانتقال إلى نظام ديمقراطي علماني جديد تتبعه انتخابات حرة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت المجموعة المكونة من ثمانية شخصيات معارضة في المنفى ومقترحاتهم ستلقى الدعم داخل إيران.
وقال المحلل السياسي المقيم في واشنطن علي أفشاري، إن "عملية ثورية" مستوحاة من "المرأة.. الحياة.. الحرية"، الشعار الرئيسي للاحتجاجات المناهضة للنظام، قد تبلورت في إيران.
وقال أفشاري “زعيم طلابي سابق سُجن في إيران بسبب نشاطه”، إن الدعوات لإجراء استفتاء خلقت "نظرة مستقبلية واعدة" لحركة الاحتجاج.
وقال بيمان جعفري، المؤرخ والأستاذ المساعد في كلية وليام وماري، وهي جامعة أبحاث عامة في فرجينيا، إن الميثاق الذي صاغته المنظمات الشعبية في إيران كان "تذكيرًا قويًا بأن التغيير الجذري سيأتي من الداخل ومن الأسفل".
وأضاف أنه يوفر مجموعة من المطالب الملموسة ويمكن أن توحد ملايين الإيرانيين حول أهداف قابلة للتحقيق".
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه الأمير الإيراني المنفي رضا بهلوي، إن بلاده يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في العالم إذا حصلت قوى المعارضة على دعم من الدول الصديقة.
وأوضح “بهلوي” في مؤتمر ميونيخ، أن الشعب الإيراني متحد ويتوقع أن يدعم المجتمع الدولي مثله.
كما تحدث الناشطون في مجال حقوق المرأة مسيح علي نجاد والممثلة البريطانية الإيرانية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نازانين بونيادي، وكذلك هانا نيومان، عضو البرلمان الأوروبي، وبوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال بهلوي: نحن بحاجة إلى إجراء انتقال في أسرع وقت ممكن لأن تكاليف الفرصة البديلة تزداد كل يوم يمر، وتصبح أكثر تكلفة بالنسبة للإيرانيين وليس فقط بالنسبة لنا ولكن لبقية العالم.
في تصريح أخر، قال إن ملايين الإيرانيين، الذين فروا من البلاد منذ الثورة الإسلامية ليصبحوا مواطنين ألمان وفرنسيين وكنديين وأمريكيين، يمكنهم العودة إلى ديارهم لخدمة وطنهم.
وأشار إلى أن ما يمنعهم من المساهمة، هو نظام لا يستمع إليهم لأنهم غير مهتمين برفاهية إيران.