يواصل مجلس كنائس الشرق الأوسط تنفيذ برنامج الشّفاء من الصّدمات والمشورة الروحيّة عبر دورات مختلفة بهدف تدريب خدام الرعايا فى مساعدة الناس على تخطّي التحدّيات اليوميّة بأمل كبير وإيمان عميق
جاء ذلك في إطار تعزيز المرافقة الروحيّة والنفسيّة وسط الظّروف المعيشيّة الصّعبة الّتي يمرّ بها أبناء المنطقة جرّاء مختلف الأزمات المستفحلة الّتي تثقل كاهلهم
وتحت عنوان "فقال لهم يسوع: تعالَوا أنتُم وحدَكُم إلى مكانٍ مقفرٍ واستَريحوا قليلًا" (مرقس 6: 31)، نفّذت دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط المرحلة الثّانية من البرنامج الّتي خُصّصت جلساتها لخدّام الرعايا ومعاونيهم من دول الشرق الأوسط حيث شارك فيها 28 شخصًا من مختلف العائلات الكنسيّة في مركز القدّيس أوغسطينوس في منطقة كفرا، لبنان.
تخلّل اللّقاء المسكونيّ جلسات متنوّعة حول مختلف المواضيع الكنسيّة والروحيّة والإجتماعيّة والنفسيّة. في اليوم الأوّل، تبادل المشاركون الآراء والخبرات والدروس المستفادة من اللّقاءت الّتي عُقدت في كلّ دولة قبل المشاركة في اللّقاء العام هذا، حيث أدارت الجلسة الأخت ايميلي طنّوس، منسّقة دورات الشّفاء من الصّدمات والمشورة الروحيّة. من ثمّ كانت جلسة خاصّة للمرافقة الروحيّة والنفسيّة مع القسّيسة ليندا مكتبي والإختصاصيّة غابريال عيسى.
اليوم الثّاني خُصّص للحديث عن التمييز الروحي والرعوي في حياة الفرد المكرّس للخدمة مع الأخت نوال والأخت جميلة ريشا حيث عرضتا في جلستهما لآليّات التمييز الجماعي في مجموعات الكنيسة واللّجان.
أمّا اليوم الثّالث فتضمّن جلسة حول المفاتيح لقراءة الحياة العاطفيّة والنموّ والنضوج للخدّام الكنسيّين حيث قدّم الأب جان كلاش مقاربات لفهم العلاقات الّتي تنشأ بين من يطلب الخدمة ومن يعطيها.
في اليوم الرابع، عقد قدس الأب مارون مبارك، الرئيس العام لجمعيّة المرسلين اللّبنانيّين الموارنة، جلسة حول ثقافة السّلطة السّائدة في كنائسنا، شروط المشاركة والسّينودوسيّة، وكذلك قواعد التواصل والإصغاء في مجتمعاتنا الكنسيّة. بعدها كانت جلسة أخرى للمرافقة الروحيّة والنفسيّة مع القسّيسة ليندا مكتبي والإختصاصيّة غابريال عيسى.
كما زار الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس المشاركين في مركز القدّيس أوغسطينوس حيث عقد جلسة معهم قدّم فيها لمحة عن رسالة مجلس كنائس الشرق الأوسط وعمله، مشدّدًا على أهميّة برنامج الشّفاء من الصّدمات والمشورة الروحيّة. كما تحدّث عن قضيّة هجرة المسيحيّين من المنطقة، والعمل الإغاثي الّذي يقوم به مجلس كنائس الشرق الأوسط في سوريا عقب الزلزال الّذي ضرب شمال المشرق الأنطاكي، مقدّمًا نظرته لإشكاليّة السّلطة في الكنيسة.
تناولت الجلسة الآخيرة الحديث حول المهارات الحياتيّة حيث تعرّف المشاركون على سُبل حلّ النزاعات والتأقلم مع الظّروف الراهنة بأفضل الآليّات بهدف تخطّي كلّ التحدّيات والضغوط اليوميّة والعيش بسلام وإيمان.
لم تقتصر المرحلة الثّانية من برنامج الشّفاء من الصّدمات والمشورة الروحيّة على الجلسات الروحيّة والنفسيّة فقط. وإنّما زار المشاركون أماكن مقدّسة عديدة حيث التقوا ببعض الرعاة العاملين فيها، فكانت رحلات حجّ مسكونيّة إلى الصّرح البطريركي المارونيّ في بكركي ومتحفه، بازيليك سيّدة لبنان حريصا، كاتدرائيّة مار بطرس وبولس للآباء البولسيّين في حريصا، مزار القدّيس شربل عنّايا، كاتدرائيّتي مار جرجس للموارنة وللرّوم الأرثوذكس، مع زيارة الى متحف الأخيرة، في العاصمة بيروت، وكنيسة السيّدة العذراء والقدّيس مرقس الإنجيلي للأقباط الأرثوذكس في سنّ الفيل.