الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

يونيسف: الحرب في أوكرانيا تدفع جيلا من الأطفال إلى حافة الهاوية

يونيسف
يونيسف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن الحرب في أوكرانيا تدفع جيلا من الأطفال إلى حافة الهاوية، وأنه لم يسلم جانب واحد من جوانب حياة الأطفال في أوكرانيا من أثر النزاع، حيث قُتل الأطفال وجُرحوا وأجبروا على ترك منازلهم وفقدوا التعليم الأساسى وحرموا من فوائد البيئة الآمنة والمأمونة.
وبحسب بيان لمركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف "كاثرين راسل": "عاش أطفال أوكرانيا عاما من الرعب، منذ تصعيد الحرب فى 24 فبراير 2022، حيث ينام ملايين الأطفال وهم يعانون من البرد والخوف، ويستيقظون على أمل انتهاء هذه الحرب الوحشية، قُتل الأطفال وأصيبوا بالجروح، وفقد الكثيرون ذويهم وإخوتهم، ومنازلهم ومدارسهم وملاعبهم. لا ينبغى أن يتحمل أى طفل هذا النوع من المعاناة". 
وذكرت اليونيسف أن الأزمة الاقتصادية أدت - إلى جانب أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب- إلى تدهور رفاه الأطفال والأسر، حيث أبلغ عدد كبير من الأسر عن خسارة كبيرة فى الدخل، حيث تضاعفت نسبة الأطفال الذين يعيشون فى فقر من 43 فى المائة إلى 82 فى المائة، ويعتبر الوضع خطيرا بشكل خاص بالنسبة لـ 5.9 مليون شخص من النازحين حاليا داخل أوكرانيا.
ووفقا لليونيسف، ألقت الحرب بتأثير مدمر على الصحة العقلية للأطفال ورفاههم، إذ يقدر أن 1.5 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة وغير ذلك من مشكلات الصحة النفسية، مع آثار وتداعيات محتملة على المدى الطويل، حيث أفادت تقارير بتضرر أو تدمير أكثر من ألف مرفق صحى بسبب القصف والغارات الجوية، كما أدت هذه الهجمات إلى مقتل وإصابة المرضى - بمن فيهم الأطفال - وكذلك العاملين فى المجال الطبى، وتقييد الوصول إلى الرعاية. 
وأشارت اليونيسف إلى أنها ومنذ تصاعد الحرب فى 24 فبراير 2022، قدمت ـ بفضل دعم المجتمع الدولى - اللوازم التعليمية لنحو 770 ألف طفل، وأشركت 1.4 مليون طفل فى التعليم الرسمى وغير الرسمى، وقدمت الدعم فى مجال الصحة النفسية والدعم النفسى والاجتماعى إلى 2.9 مليون طفل ومقدم رعاية.
وقدمت اليونيسف أيضا خدمات معنية بالاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعى لنحو 352 ألف امرأة وطفل، ووفرت الوصول إلى المياه الصالحة للشرب لنحو 4.6 مليون شخص، وقدمت خدمات الرعاية الصحية إلى 4.9 مليون شخص، فضلا عن تقديم مساعدات نقدية متعددة الأغراض إلى 1.4 مليون شخص داخل أوكرانيا و47،494 أسرة فى البلدان المجاورة.
وقالت مديرة اليونيسف أن "الأطفال يحتاجون إلى إنهاء هذه الحرب، ويحتاجون إلى السلام الدائم فى سبيل استعادة طفولتهم والعودة إلى الحياة الطبيعية والبدء فى الاستشفاء والتعافى، وإلى حين حدوث ذلك، من المهم للغاية إعطاء الأولوية للصحة والاحتياجات النفسية والاجتماعية للأطفال. يجب أن يشمل ذلك الإجراءات المناسبة للعمر لتوفير الرعاية التنموية، وبناء القدرة على الصمود، وخاصة للأطفال الأكبر سنا والمراهقين، ومنحهم فرصا للتعبير عن مخاوفهم".
ووفقا لليونيسف، فإن الحرب أحدثت اضطرابا فى التعليم لأكثر من خمسة ملايين طفل، وحرمت الأطفال من الشعور بالنظام والأمان والحياة الطبيعية والأمل الذى يوفره الفصل الدراسي. تأتى محدودية الوصول إلى المدارس بعد عامين من فقدان التعلم بسبب جائحة كـوفيد-19، وأكثر من 8 سنوات من انقطاع التعليم للأطفال الذين يعيشون فى شرق أوكرانيا.
وواصلت دعوتها إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مبدئى وآمن وسريع ودون عوائق، ووضع حد للهجمات على الأطفال والبنية التحتية التى يعتمدون عليها- بما فى ذلك المدارس والمستشفيات وأنظمة المياه والصرف الصح.
كما شددت على أهمية تجنب استخدام المدارس فى هذا الصراع؛ ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة فى المناطق المأهولة، وحذرت من أن هذه المتفجرات مسؤولة بصورة مباشرة عن قتل وتشويه مئات الأطفال.
وجددت اليونيسف الدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية، وأشارت إلى ندائها السنوى للعمل الإنسانى من أجل الأطفال الذى أطلقته فى ديسمبر 2022، وذكرت أنها بحاجة إلى 1.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الفورية وطويلة الأجل لـ 9.4 مليون شخص، بمن فيهم 4 ملايين طفل، داخل وخارج أوكرانيا ما زالوا متأثرين بشدة بالحرب فى بلادهم.
وسيمكن هذا التمويل اليونيسف من توفير الخدمات الحيوية واستدامتها وتوسيعها فى مجالات الصحة والتغذية وحماية الطفل والعنف القائم على النوع الاجتماعى والمياه والصرف الصحى والحماية الاجتماعية إلى جانب جهود الإغاثة والإنعاش الحكومية، وسيضمن التمويل أيضا التأهب فى الوقت المناسب لعمليات النزوح الداخلى الإضافية وتنقلات اللاجئين.