بدأ الدكتور محمد البسيوني، أمين عام حزب الكرامة؛ العمل السياسي داخل أروقة كلية الطب بجامعة الإسكندرية في الثمانينيات، وهو عضو مؤسس في الحزب الاشتراكي الناصري تحت التأسيس؛ ومؤسس في الحزب الناصري والكرامة، أمين اتحاد أندية الفكر الناصري لجامعات مصر منذ تأسيسها 1985 لمدة 5 سنوات متتالية".
يقول" البسيوني" في حواره لـ «البوابة نيوز»: الحركة الطلابية هي ترمومتر الحركة الوطنية للطلاب التى تبرز مواقفها في قضايا الاستقلال الوطني 1946 وصولًا للضغط على القيادة السياسية لعمل مراجعات ما بعد نكسة 1976، وأيضًا الدفاع عن القضايا المحلية مثل انتفاضة الخبر 1977، أما القضايا القومية مثل القضية الفلسطينية وتظاهرهم ضد غزو العراق 1991. فإلى نص الحوار. ..
■ حدثنا عن بداية الحركة الطلابية وأبرز مراحل تطورها؟
- يجب التأكيد في البداية على أن دور الطلاب هام جدًا في الحياة السياسية المصرية عبر تاريخها وخاصة في الأحداث الوطنية الكبرى، فالطلاب تمثل شريحة عمرية من المجتمع في سن يجمع بين الأمل الكبير في المستقبل ويشعر أنه يحقق المستحيل بطهارة تفكير ووصل لمرحلة النضج في التفكير دون تحمل مسئولية لذلك يتأثر الحركة الوطنية بصفة عامة.
أما أبرز المحطات الذهبية فقد ظهرت في الأربعينيات حيث قاومت الحركة الطلابية الاحتلال الإنجليزي وخاصة ١٩٤٦ التى امتزجت خلالها لجان الطلاب والعمال ونتج عنها أحداث ومظاهرات فبراير في الجامعات المصرية وجامعة فؤاد "القاهرة" حاليًا والمطالبة بالجلاء التام وعلى إثرها تم فتح كوبري عباس واستشهاد عدد كبير من الطلاب وأدت إلى عمل يوم الطالب العالمي فى٢١ فبراير من كل عام وتحولت أحداث مصر لذكري نضال الطلاب في جميع أنحاء العالم.
ثم أوائل الخمسينيات مشاركة الطلاب في الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإنجليزي، وكان الطلاب بمختلف توجهاتهم مثل الماركسيين وحزب مصر الفتاة والحزب الوطني القديم الذى أسسه مصطفي كامل ومحمد فريد وجماعة الإخوان والطليعة الوفدية.
■ ماذا بعد ثورة يوليو١٩٥٢؟
- سكنت الحركة الطلابية بعد ثورة يوليو حتى تأميم قناة السويس ١٩٦٥ التى تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ مصر حيث بدأ الطلاب في الاندماج مع الثورة وبدأت في الدفاع عن مبادئها كما ارتبطت أحلام الشباب بأحلام ثورة يوليو المتمثلة في الاستقلال الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبدأت الثورة بالاهتمام بالشباب عبر تشكيل منظمة الشباب وتأهيل الطلاب فكريًا وسياسيًا.
■ ماذا عن دور الحركة الطلابية في مواجهة نكسة ١٩٦٧؟
- حدثت صدمة شديدة لكل المصريين على رأسهم الأجيال الشابة لأنهم عاشوا أحلام كبيرة باتت تضيع من أيديهم وبدأت أزمات نفسية لهذا الجيل لتحدث مراجعات للشباب وبدأوا في العدول عن خطة الثورة الفكر الناصري آنذاك، وتأجج غضبهم حين صدرت أحكام الطيران ضد بعض قادة الطيران كسبب للنكسة وهنا ثار الشباب لأنهم اعتبروا أن الأحكام بسيطة لا تتناسب مع قيمة الحدث وبدأت المظاهرات من جامعة عين شمس آنذاك ثم التحمت بقية الجامعات مثل القاهرة والاسكندرية والمنصورة تنادي بتشديد العقوبات على من تسببوا في النكسة ومسارات أكثر جذرية والتخلص من المعسكر القديم.
■ ماذا كان رد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن أحداث ١٩٦٨؟
- تم القبض على الطلاب في المظاهرات آنذاك مع العلم أن معظمهم كان تنظيما طليعيا مثل محمد سامي رئيس حزب الكرامة سابقًا وطارق النبرواي نقيب المهندسين وأحمد حمدي وغيرهم، وطلب عبدالناصر عقد لقاء من الطلبة بعد الإفراج عنهم لعمل حوار الثورة مع شبابها، بحسب رواية المهندس محمد سامي، عند دخول الزعيم عبدالناصر ذى الهيبة والكاريزما القوية صمتت القاعة بشكل كبير "كأن على رءوسهم الطير" ليبادر عبدالناصر بمداعبتهم بنكتة لكسر الجليد وبدأت مناقشات اللقاء الثي أثمر بيان ٣٠ مارس ١٩٦٨ الذى بموجبه حقق مكاسب كبرى للحركة الطلابية في مصر.
■ ماذا عن بيان ٣٠ مارس وهل يعتبر مكسبا للحركة الطلابية آنذاك؟
- أجبرت الحركة الطلابية القيادة السياسية على عمل مراجعات ما بعد النكسة وصدور بيان ٣٠ مارس الذي بموجبه إعادة تشكيل الاتحاد الاشتراكي بالانتخاب من القواعد إلى القمة وإعادة تشكيل الانتخابات البرلمانية للوصول لمجلس يعبر عن الشعب تعبير حقيقًا والبعد عن الانتهازيين وبدأ تصحيح مسارات الثورة طبقًا لأحلام الشباب، كما توافقت ثورة الطلاب آنذاك مع حركة طلابية عالمية تسمى "الحركة الطلابية الشبابية على مستوى العالم وبالأكثر في فرنسا"، بدأ وجود الحركة الماركسية والحركات الليبرالية.
■ ماذا عن المطالبات بحرب استرداد الأرض ١٩٧٣؟
- وعد الرئيس أنور السادات بشن الحرب ١٩٧١ ولم تحدث وبرر ذلك بأنه عام الضباب لحدوث الخرب الباكستانية الهندية وذكر بأن هناك ضبابا في الوضع العالمي، ولم تقم أيضًا ففي فبراير ومارس١٩٧٢ اندلعت مظاهرات عارمة في الجامعات المصرية وبالأخص بجامعة القاهرة بقيادة أبرز القيادات الطلابية في التاريخ أحمد عبدالله رزه مؤسس مركز الجيل الذي يؤرخ للحركة الطلابية، كما احتلت الطلبة ميدان التحرير وهنا سجلها أمل دنقل قصيدة "الكعكة الحجرية " وهنا بدأ السادات في التسريع بحرب النصر.
■ حدثنا عن نشاط الحركة الطلابية بعد نصر أكتوبر؟
- عقب النصر غير الرئيس “السادات" سياساته من الشرق "المعسكر الروسي" إلى الغرب “أمريكا" والانفتاح الاقتصادي وهنا بدأت الحركة الطلابية في مواجهة السياسات وبدأ تأسيس نادى الفكر الناصري بجامعة القاهرة ١٩٧٤ الذى كان يضم قيادات الحزب الناصري الحاليين مثل حمدين صباحي وإسلام نجم وكمال أبو عيطة ومحمد حماد وعصام الإسلامبولي وغيرهم في جامعة عين شمس مثل عبدالله السناوي وحامد جبر، ومن جامعة المنصورة مجدي المعصراوي وعبدالحليم قنديل، وهنا بدأت تنضج الحركة الطلابية الناصرية والماركسية لمواجهة توجهات السادات الذى بدأ يفكر في تنشيط الجماعات الاسلامية والإخوان المسلمين في الجامعات لمواجهة الحركة اليسارية والناصرية، ووصل حمدين صباحي رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة ونائب رئيس اتحاد طلاب الجمهورية ليترأس تحرير جريدة الطلاب كانت توزع ١٠٠ألف نسخة سنويًا، وكانت أكبر معبر عن الناصرية أنداك ووصل الأمر لتشكيل اللائحة الطلابية ١٩٧٦ التى بموجبها تشكيل اتحاد طلاب الجمهورية وحق الطلاب في عمل أندية سياسية وتشكلت أيضًا الجماعة الإسلامية.
■ وماذا عن مواجهة نشاط الحركة الطلابية في السبعينيات؟
- عقد الرئيس السادات صفقة مع عمر التلمساني "مرشد الإخوان" وخرج قياداتهم من السجون وبدأ تدعيم الجماعة الإسلامية بامتيازات مالية والأنشطة في جامعة أسيوط على حساب القوي اليسارية وقويت شوكتهم الصعيد ووصل الأمر للاشتباكات المسلحة من الجماعات الإسلامية ضد الحركة الطلابية التى وصلت روتها في انتفاضة الخبز في ١٨و١٩ يناير١٩٧٧ التى بدأت الانتفاضة بين العمال والطلاب وتراجع السادات عن القرارات المتخذة وتم القبض على أغلب القيادات الناصرية وصعود الجماعة الإسلامية التي سيطرت تماما على الجامعة من ١٩٧٧ حتى ١٩٧٩ وتم إلغاء لائحة ١٩٧٦ الطلابية وأصدر لائحة ١٩٧٩ الطلابية بموجبها ألغى اتحاد الطلاب على مستوى الجمهورية واقتصر كل اتحاد لكل جامعة منفردة وإلغاء الأندية السياسية.
■ وماذا في حقبة الثمانينيات؟
- تعامل مبارك بحذر وتم حصار الجماعات الإسلامية وانحسرت الحركات الطلابية وبدأ انسحار الحركة الطلابية حتى ١٩٨٤ وهنا تم إحياء الحركة الطلابية حيث بدأت في جامعة المنصورة باشتباكات بين الطلاب وحرس الجامعة وهنا ضربت المظاهرات من داخل جامعة المنصورة وباقى الجامعات مثل الاسكندرية والقاهرة والزقازيق ورفضت الجماعة الإسلامية الانضمام إلينا وكانت مطالبها إلغاء اللائحة الطلابية ١٩٧٩ وعقد مؤتمر عام وإلغاء تدخل الحرس الجامعي في الشئون الطلابية وكانت النتائج أسست أندية الفكر الناصرية لها اتحاد لأندية الفكر الناصري ١٩٨٥ وشرفت بأني أمين عام له لمدة ٥ سنوات وكانت يتواءم تجميع الناصريين في مصر لعمل حزب تحت التأسيس الحزب الناصري بقيادة فريد عبدالكريم. وتعاملت الحركة الطلابية مع كافة القضايا المحلية والوطنية بدء اختطاف الطائرة المصرية ١٩٨٥ ومقتل سليمان خاطر التى لاقت مظاهرات عارمة وبالتحديد في الزقازيق بالشرقية؛ كما تعاملنا مع القضية الفلسطينية وحرب العراق ١٩٩١ وهنا ظهرت مظاهرات جامعة القاهرة التى سجلها يوسف شاهين في فيلم القاهرة منورة بأهلها احتجاجات ضد الغزو الأمريكي للعراق.