الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

الحركة الطلابية.. أحمد بهاء الدين شعبان يكتب عن «حكاية مشعلي الثورات»

مانشيتات الصحف في
مانشيتات الصحف في واقعة كوبري عباس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تناولت العديد من الكتب والدراسات والبحوث، الحركة الطلابية بالتحليل والدراسة، كما كان من بين المؤلفين العديد من قادة ورموز الحركة آنذاك، وذلك نظرا لأهمية توثيق هذا الحراك الطلابى وتأثيره فى تلك الحقبة من تاريخ مصر.
«حكاية مشعلى الثورات» للكاتب أحمد بهاء الدين شعبان، أحد قيادات الحركة الطلابية فى السبعينيات، ويعرض صفحات من تاريخ الحركة الطلابية فى مصر، ودور الطلاب التاريخى فى إشعال الثورات، وتضمنت صفحاته بعض الشهادات الذاتية لأبطال الحركة الطلابية فى السبعينيات.
وقدم الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم للكتاب قائلا: «انتفاضة الطلبة المجيدة اللى أشرق على الدنيا صبحها الجميل فى نهايات عام ١٩٧١، لما يكتب عنها واحد من صناعها نتفرج ونفرح ونتعلم».
وتحدث بهاء شعبان، أحد قادة الحركة فى بداية كتابه عن دور الحركة الطلابية المصرية فى النضال الوطنى، وأن الطلاب المصريين لعبوا دورا أساسيا فى حمل أمانة العمل الوطنى، وبالذات مع تباشير الثورة الوطنية الكبرى فى عام ١٩١٩.

أحمد بهاء الدين شعبان


«نفي سعد زغلول»
واستشهد بحادثة اعتقال قوات الاحتلال البريطانى سعد زغلول ورفاقه، حيث لم تمض بضع ساعات على اعتقالهم، حتى انطلق الطلاب بمظاهراتهم الأولى فى اليوم التالى ٩ مارس ١٩١٩ يهتفون لحياة مصر، وسقوط الحماية، وفتحوا المدارس لإخراج طلابها وتحريضهم على الاشتراك فى المظاهرات والإضراب احتجاجا على نفى سعد ورفاقه، واستمرت مظاهرات الطلاب وسقط المئات من بين صفوفهم شهداء وجرحى برصاص جنود الاحتلال، أولهم كان ستة شهداء وواحدا وثلاثين مصابا منهم ٢٢ بنيران البنادق، وبعدها سقط الشهيد محمد عزت بيومى يوم ١١ مارس فى مصادمات الطلبة مع الجنود البريطانيين قرب كوبرى شبرا.
كما تطرق إلى تصاعد النضال الطلابى الذى تبلور فى تكوين «اللجنة الوطنية للطلاب» التى أصدرت ميثاق ١٧ فبراير لكى يحدد أهم أهداف نضالها في الجلاء التام برا وبحرا وجوا عن كل شبر من أرض وادى النيل، تدويل القضية المصرية، التحرر من العبودية الاقتصادية، مشيرا إلى أن إعلان تكوين اللجنة الوطنية للعمال والطلبة فى ١٨ و١٩ فبراير كان بمثابة قيادة جديدة للحركة الوطنية.
ويرى شعبان أن الحركة الطلابية الجديدة فى السبعينيات ولدت من رحم هزيمة ٦٧، حيث انهيار المثل وخيبات الأمل، واكتشاف حجم المأساة والإحساس العميق بوطأة الاحتلال، ومن مهانة الوضع القائم فى مواجهة الرايات الصهيونية المختالة التى كانت ترفرف فوق التراب الوطنى المقدس.
«حركة الطلبة والسياسة الوطنية»
أحمد عبدالله رزة، أحد رموز وقيادات الحركة الوطنية، ألف كتابا عن الحركة حمل عنوان «حركة الطلبة والسياسة الوطنية»، وتناول الكتاب النظام السياسى فى مصر ما بعد الاستقلال، وأوضاع التعليم الاجتماعية كما تطرق الكتاب إلى النشاط السياسى للطلبة، وانتفاضة ١٩٣٥ مرورا بانتفاضة ١٩٤٦، ودور الطلبة فى ظل نظام ثورة ١٩٥٢ وصولا إلى مظاهرات ١٩٧٢.
«حكاية كوبرى عباس»
كما أصدر الكاتب الصحفى سيد محمود حسن كتابا تحت عنوان «حكاية كوبرى عباس»، ويتحدث الكتاب عن الحركة الطلابية منذ فتره ١٩٠٦ وصولا إلى ثورة  ١٩٥٢، وما تلاها حيث يعرض التجارب التاريخية للحركة فى مصر بداية من إضراب طلاب المدارس العليا عام ١٩٠ وحتى الحرب العالمية الثانية، ويقدم دراسة تاريخية مفصلة لانتفاضة ١٩٤٦ فى مراحلها المختلفة مرورا بأحداث كوبرى عباس الشهيرة.
كما سردت الكاتبة الصحفية بهيجة حسين، عن أنها روت لمحات من مواقف حدثت لها أثناء نشاطها الطلابى الثورى على لسان بطلاتها، فحكت مثلا تجربة سجن القلعة على لسان «مايسة» بطلة روايتها «مرايا الروح».
وكان هذا المشهد لا ينسى من ذاكرة «بهيجة» فى زنزانة سجن القلعة عن السجان أحمد الفلاح البسيط، قائلة: «كان مسموحا لنا بالخروج فى حالتين، إما قضاء الحاجة فى الحمام وإما تناول سيجارة كنوع من الترويض أيضا خارج الزنزانة، وكنت أنادى على السجان أحمد الذى اتسم بفطرة رهيبة كما تم تصوير أحمد زكى فى فيلم البرىء».
وتابعت: «فى مرة طلبت منه الخروج لتدخين سيجارة فقال لى، لن تدخنى قبل تناول الإفطار، فانتابنى رده الرقيق أمام عنفوانى الثورى».
كما كتبت بهيجة، مواقف أخرى مع السجان أحمد الشاب العشرينى الفلاح البسيط على حد وصفها، عندما طلبت منه فرشاة لتمشيط شعرها فقد كان ممنوع دخول آلة حادة، قائلة بغضب: «أنا عايزة أسرح شعرى وعايزة مشط».
واستكملت: «كان رد فعله مرتبكا وأحضر لى الفرشاة، وكاد أن ينسى باب الزنزانة مفتوحا إلا أنه عاد وأغلقه سريعا.
كتاب «واحة الحنين»
كتاب «واحة الحنين» تأليف الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم الأسبق، ويرصد فيه التحولات التى ضربت جذور المجتمع المصرى وشخصياته المتعددة، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، من خلال شخصيات طلابية كانت داخل جامعة القاهرة.
وتطرق الكاتب إلى مشاركة الطلاب فى اعتصام جامعة القاهرة فى يناير ١٩٧٢ اعتراضا على تباطؤ الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى شن الحرب على إسرائيل، وتحرير سيناء، وتعرض الكثير منهم للبطش والاعتقال جزاء لمواقفهم. كما تحدث عن الانفتاح الذى حول الطالب الماركسى إلى اشتراكى معتدل، ثم شخصية رأسمالية وقيادة بارزة فى الحزب الوطنى الديموقراطى، ويتهرب الطالب الآخر من انتمائه الإخوانى خوفا من البطش الحكومى، قبل أن يفتخر فيما بعد بانتمائه الإخوانى، ومؤازرته للجماعة، وغيرها من التحولات فى شخصيات مركبة، تجمع داخلها كل ما هو متناقض ومتصارع. ويشير الكاتب إلى أن ثورة يناير أظهرت الوحدة بين المصريين ولكن سرعان ما يتضح فيما بعد كم الفرقة والتباعد بينهم، وهو ما دعا الكاتب إلى تخيل أن أصدقاء وقيادات الحركة الطلابية يلتقون وقد صاروا كبارا فى فندق شهير بمكان هادئ وساحر بواحة اسمها «واحة الحنين» للاحتفال بمرور ٤٠ عاما وقت صدور الكتاب على اعتصام يناير ١٩٧٢، وكيف صمدوا حينها ودفعوا الثمن من أجل مصر.
انطلق الطلاب بمظاهراتهم الأولى فى اليوم التالى ٩ مارس ١٩١٩ يهتفون لحياة مصر، وسقوط الحماية، وفتحوا المدارس لإخراج طلابها وتحريضهم على الاشتراك فى المظاهرات والإضراب احتجاجا على نفى سعد ورفاقه.