احتضنت إمارة الفجيرة ظهر اليوم، فعاليات الملتقى الرئيسي “ الفجيرة بيت المونودراما" المقام على هامش الدورة العاشرة من مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، المقام في الفترة من ١٧ حتى ٢٤ من فبراير الجاري بإمارة الفجيرة، والتي تحدث فيها كل من: محمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان، والمهندس محمد سيف الأفخم، مدير المهرجان ، وأدارها الإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي.
واستهل الضنحاني حديثه بالترحيب وتوجيه الشكر لجميع الحاضرين من فنانين ومسرحيين وإعلام، حريصين على مشاركتهم فرحتهم بمرور ٢٠ عاماً على المهرجان، الذي ولد وكبر بين أيدي الكثيرين من الحضور.
وقال إنهم واجهوا العديد من المشكلات والتحديات، أثناء إقامة مهرجان مسرحي منذ أكثر ٢٠ عاماً، والتي يأتي أهمها، عدم وجود مسرح لإقامة العروض، كما أن منطقة دبا لم تكن لديها فنادق مناسبة لاستقبال ضيوف المهرجان، بالشكل الذي يليق بهم.
وأكد الضنحاني، أن الاستعدادات الأولى للمهرجان كانت قائمة على المجهود الذاتي من قبل صناع المهرجان والشباب المنظم للمهرجان في الوقت الحالي، الذين كانوا يطلق عليهم براعم المهرجان حين نشأته والذين كانوا يساهمون معهم في لصق المنشورات الدعائية للمهرجان بالشوارع، والتجهيز في إنشاء المسرح، وغيرها من الأمور التي كانت قائمة في البداية على المجهود الذاتي، من عشاق للمسرح .
وأشار إلى أنهم قاموا بالبحث والتدقيق في جميع المهرجانات العربية لتقديم شئ مختلف عما تقدمه تلك المهرجانات، حتى يستطيعوا تقديم مهرجان يثري ويسمو بمستوى الفني العربي، فلم يجدوا أية مهرجانات عربية تهتم بفن المونودراما الذي كان يجب أن يأخذ حقه وقدره في مجتمعنا العربي، ومن هنا جاءت فكرة إقامة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.
حرص الضنحاني، رئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، على ذكر الدعم الكبير الذي قدمه الشيخ حمد بن محمد الشرقي، حاكم الفجيرة، لإقامة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، منذ بداية نشأته وحتى يومنا هذا.
حيث ذكر أنه منذ الوهلة الأولى التي ولدت فيها فكرة إقامة مهرجان عربي للمونودراما بمنطقة دبا بإمارة الفجيرة، عقدوا العديد من الجلسات والبحث والتدقيق الصحبة المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان، والذي أقترح عليه عرض فكرة المهرجان على الشيخ حمد بن محمد الشرقي، حاكم الفجيرة، بإعتباره مدير الديوان الأميري ،حتى يلقوا الدعم المناسب لإقامة المهرجان.
وأكد أن الشيخ حمد الشرقي قد رحب كثيراً بتلك الفكرة، ولكنه عرض عليه أن يكون مهرجاناً دولياً وليس عربياً فقط، لأن من يبدأ كبيراً سيظل كبيراً، ومن يبدأ صغيراً سيظل كما بدأ، وعليه قدم لهم الدعم الكبير لاستقبال العروض الدولية والعربية، والفرص الكاملة لإستضافة كبار الفنانين الذين يعطوا ثقل وقيمة وثقة للمهرجان .
كما قال انهم واجهوا صعوبة كبيرة في إقناع الفنانين للحضور والمشاركة في البداية ، ولكننا كنا نراهن أن المهرجان سينجح، بفضل اصرار صناع المهرجان على النجاح وفرض أفكارهم، إلى أن أصبح المهرجان ملتقى عربي ثقافي ينتظره الكثيرين
ومن جانبه قال المهندس محمد سيف الافخم، مدير الفجيرة الدولي للمونودراما، ورئيس الهيئة الدولية للمسرح، إن انشاء المهرجان بمنطقة دبا الفجيرة، لم يكن بالأمر الهين، بل إنه استلزم العديد من التحديات والصعاب حتى يستطيع المهرجان أن يولد في مناخه المناسب وبشكله الذي يلائمه.
وأكد انه بالرغم من اهتمامه ورئيس المهرجان محمد سعيد الضنحاني بهم المسرح، إلا أنهم انشغلوا بالعديد من الأمور الأخرى التي تفرضها عليهم مناصبهم الحكومية.
وأشار إلى أن الفنان الكبير عبد الله راشد كان ولازال يعتبر أن المسرح هو بيته الثاني، الذي أفنى فيه عمره وحياته لمدة تزيد عن ٤٠ عامًا، كان يمكن أن يكون فيها نجمًا سينمائيًا أو دراميًا كبيرا، ولكن عشقه للمسرح جعله يترفع عن كل ذلك، وهو سببًا كبير في نجاح واستمرارية المهرجان حتى يومنا هذا.
وأضاف أن الإعلام العربي لم يعطي لهذا الفنان الكبير قدره الذي يستحقه، وهو ما أعتب عليه.
وأشار إلى أن اختيار إقامة مهرجان عربي خاص بالمونودراما، جاء من خلاء الساحة العربية حينها من الاهتمام لذلك الفن ، حيث انه كان منتشر بأوروبا الشرقية وكان يطلق عليه “ المسرح الفقير”، وبعدها اشتهر بالعراق، وكانت هناك دائماً فكرة مغلوطة عن المونودراما بأنها فن حزين، ولكن في حقيقة الأمر أن ذلك الفن يجمع الكوميدي والدرامي والاستعراضي وغيره.
وأكد أن إقامة هذا المهرجان كان حلم عربي لنا جميعاً منذ أكثر من ٢٠ عاماً، وهو الذي خلق من بعديه العديد من المهرجانات العربية المختصة بالمونودراما.
وأستردف أن قرب محمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان، من الشيخ حمد بن محمد الشرقي ، حاكم الفجيرة، هو السبب الرئيسي في إقناعه بفكرة إقامة المهرجان، إضافة إلى وعيه الكبير بقيمة الفن وأهميته وثقته بنا.
وأضاف إلى أن المهرجان أستضاف في دورته الأولى الفنان الكبير نور الشريف الذي كان من أهم نقاط القوة في نجاح المهرجان في بدايته لدعمه الكبير لهم، كما أن الفنان الكبير سامح الصريطي، والفنان الكبير هاني رمزي، كانوا من أهم الأعمدة التي بنيت عليها أساسات ذلك المهرجان، الذي ولد وكبر وترعرع بين أيديهم.
كما قال الفنان الكبير هاني رمزي أنا عاشق لذلك المهرجان منذ بدايته، ولم يحالفني الحظ أن أحضر دورته الأولى ولكن من بداية الدورة الثانية كنت دائن التواجد والمتابعة ، لأن المهرجان لم يصبح بالنسبة لي مجرد مهرجان أحرص على حضوره فحسب بل انه بمثابة دروس فنية كبيرة أتعلم منها ، فقد أشعر أنني عودت طالباً في المعهد استفيد من العروض والورش والجلسات وغيرها من الفعاليات الهامة وعروض جديدة من بلدان وثقافات مختلفة.
وأشار إلى انه لانجاز كبير من قبل المهرجان وصناعه أن يستمر ويبقى بالرغم من كل تلك الظروف التي أطاحت بالعالم، مؤكداً أنه يجب أن يستغل فترة المهرجان في وضع توصيات برفقة كبار الفنانين العاشقين للمهرجان، في كيفية تطوير المهرجان وإستمراريته.
كما قال الفنان السوري الكبير أسعد الفضة، أنه كان شاهد عيان على ولادة ذلك المهرجان، ومن المؤسف أن العديد من الاوساط الفنية المتعددة لمواعيد لذلك المهرجان الهام حقه.
وأشار إلى إن المهرجان بدا واستمر في تطوير ذاته بوجود اشخاص مدركة ومقدرة لفن المونودراما، الذين كانوا سبب في تسابق الفرق في تقديم عروض جيدة.
ومن جانبه قال الفنان الكبير سامح الصريطي أنه من أجمل الصدف التي حدثت له في حياته هي صدفة ذلك المهرجان، حيث أنه قد تعرف على محمد سعيد الضنحاني بمجال مختلف عن مجال الفن، فكان حينها يرأس الضنحاني أتحاد تنس الطولة، وتحدثا برفقة المهندس محمد سيف الأفخم عن فكرة المهرجان، التي تشجع لها كثيراً بإعتبارها فكرة متفردة بالوطن العربي حينها.
وأشار إلى انه بعد إقامة الدورة الأولى وجدنا ملتقى عربي مهم جامع للشعوب المحبة والمقدرة لفكرة المونودراما، مشيراً إلى انه قد انزعج من تغير فكرك المهرجان فيما بعد ليصبح الفنون، لانه شعر بالغيرة على تاريخ مهرجان المونودراما الذي كان من مؤسسيه أن يختفي.
وأضاف أنه يري أن الفجيرة تستطيع جميع أنواع الفنون لأن ذلك يليق بها، ولكنه يربد أن يتفرد مهرجان المونودراما بهيبته وطبيعته.