الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

عبد الرحيم على يكتب: لماذا «مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس»؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تفكيك هذا التنظيم بكل تجلياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية يصبح واجب اللحظة فى فرنسا

كانت بداية التفكير سلسلة كُتَيبات ترد على صورة نمطية سلبية سائدة يقترن فيها الإسلام والمسلمون بالتطرُّف والعنف والإرهاب ويشيع الخلط والجهل بين أفعال بعض المنتسبين للإسلام وبين القِيَم الإسلامية الصحيحة

نستهدف شرح قيم الإسلام وتاريخه بشكل صحيح وتوضيح حقائق تيارات الإسلام السياسى والفروق الجوهرية بين أفكارها وبين الفكر الإسلامى بكل وضوح

حُرِّية الفكر حقٌّ لا يحتمل الجدال، لكن «الفكر» يعنى التَّسلُّح بالكثير من العلم والموضوعية بعيدًا عن مراكز لها أغراضها المسيئة للحقيقة
ظل اللغط حول الإسلام والمسلمين موجودًا فى  الغرب حتى هذه اللحظة فأنشأنا مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس عام 2017 ثم موقع «لو ديالوج» فى  2023 

 


فى  أبريل من عام ٢٠٠٤ أسَّست مجموعة من الباحثين المهتمِّين بدراسة الفكر الإسلامى  على المستويين النظرى  والحركى مركزًا يحمل اسم «المركز العربى  للبحوث والدراسات»؛ بهدف دعم أفكار التسامح والتعايُش السِّلمى  بين أتباع الديانات كافة، وتأكيد مفاهيم المواطَنة والحوار وقبول الآخر، وتقديم فهم حقيقى  لحركات الاسلام السياسى من حيث النشأة وطرق التفكير والعلاقات والتشابكات المختلفة فيما بينها.
وضع المركز خطة طموحة لتحقيق رسالته، فأصدر موسوعة الحركات الإسلامية فى  ستة أجزاء، وبدأ فى  إعداد عدد من المشروعات البحثية المهمة؛ ولأن المركز يؤمن بضرورة التفاعل مع كل القوى والتيارات الفكرية وجميع المراكز البحثية آنذاك؛ فإنه لم يجد حرجًا فى  قبول العَرْض الذى  تقدَّم به مركز ابن خلدون، لإصدار مجموعة من الكُتيِّبات لتعريف الغرب بالإسلام على أن يكون أولها عن «الإسلام وحرية الرأى والتعبير» يصدر باللغة العربية، وتتم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، وتوزيعه فى  الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية. جاء قبول العرض من مُنطَلق أن المستهدف من سلسلة الكُتَيبات هو الطرح العلمى  الموضوعى للخطاب الإسلامى  الحقيقي، والرد على الصورة النمطية السلبية السائدة؛ حيث يقترن الإسلام والمسلمون بالتطرُّف والعنف والإرهاب؛ وحيث يشيع الخلط والجهل بين افعال بعض المنتسبين للاسلام وبين القِيَم الإسلامية الصحيحة.
وفى  هذا الإطار تم الاتفاق بينى  وبين مركز ابن خلدون، وممثِّله فى  العقد د. سعد الدين إبراهيم على إصدار الكتاب فى  مدَّة أقصاها ثلاثة أشهر.
وخلال المدة المحددة تم إعداد الكتاب متضمنًا ثلاثة فصول: 
الأول: حول القرآن وحُرِّية الرأى  والتعبير.
والثاني: حول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وحرية الرأى والتعبير.
والثالث: حول حرية الرأى  والتعبير فى  التاريخ الإسلامي. 
والفكرة الجوهرية فى  الدراسة الموجزة هى  تسليط الضوء على حقيقة أن الإسلام الصحيح يؤمن بالتعدُّدية الفكرية، ويدعو إلى حرية الآخر فى  الاحتفاظ بعقيدته المخالفة، ويُعلى  من شأن الصراع الفكرى البعيد عن الإسفاف والتهوين، فلا إكراه فى الدِّين ولا اعتداء على الآخر المسالمِ، ولا قهر أو إرغام، وإذا كان سلوك المسلمين يبدو مغايرًا فى  بعض الفترات التاريخية فإن مثل هذا السلوك لا يلزم الإسلام نفسه بما ليس فيه.
 


المفاجأة المحزنة تمثَّلت فى  الملاحظات التى  سجَّلها مركز «ابن خلدون»، آنذاك، على أصول ومسودة الكتاب، عندما أُعِيد إلى  بعد مراجعته من قِبَل المركز، وهى  ملاحظات تكشف عن حقيقة الرؤية التى  يحاول البعض تصديرها إلى الغرب عن الإسلام تماشيًا مع رؤى بعض المستشرقين الذين صدروا رؤى معينة محبطة عن الدين الإسلامى  والعالم الإسلامى  بشكل عام.. رؤى تسعى إلى تكريس الوجه السلبى  المنفِّر المغلوط للدين الإسلامى  وللعالم الإسلامى  على حد سواء.
لقد أعاد مركز «ابن خلدون» مخطوطة الكتاب، وأرفق بها ملاحظات يرى ضرورة «الاهتداء» بها حتى «يتمكن» من نشر الكتاب فى أمريكا والغرب؛ أى بوضوح شديد لكى  يأخذ الكتاب جواز المرور إلى الغرب!.
يقول كاتب الملاحظات فى  إحدى ملاحظاته بخطِّ يده: «إن حرية الرأى  والتعبير تتضمَّن حق النصارى واليهود فى  التمسُّك بدينهم دون أن ينتقص هذا من مقامهم، وعليه يجب تفسير الآيات التى  تتعارَض مع هذا المبدأ، ولا يجوز إغفالها كأنها غير موجودة.. الآيات التى  تُنبِّه على المسلمين عدم أخذ النصارى واليهود كأصدقاء، والآيات التى  تمنع ولية غير المسلم على المسلم». وبغض النظر عن اللغة الركيكة المليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية التى  كتبت بها تلك الملاحظات، فما معنى «عدم أخذ» النصارى واليهود كأصدقاء؟ وكيف لمثقَّف عصرى أن يكتب كلمة «ولاية» بمثل هذه الصورة المُضحكة: «ولية»؟! وفضلًا عن هذا الخلَل الشكلى الفاضح الفادح؛ فى الملاحظة المكتوبة «سابقة التجهيز»، فإن الكتيب يُحلِّل ظاهرة الفهم المغلوط، ويبرهن على الحقوق الدينية لغير المسلم، ويؤكد أن الإسلام يدعو إلى التسامح والتعايش بين أتباع الديانات المختلفة، لكن كاتب الملاحظات يرى وجود آيات - لا يذكرها- تنفى ذلك كله، وتطالب المسلم بـ«عدم أخذ» النصارى واليهود كأصدقاء! لقد قدم الكتيب رؤية موضوعية موثقة لعلاقة الرسول صلى الله عليه وسلم مع كل أصحاب الديانات المخالفة، وبرهن على أنه -عليه السلام- كان عادلًا مُنصفًا فى  تعامُله معهم؛ وإن كان ثمة عقاب حلَّ بالبعض فكان نتيجة منطقية إما لارتكاب جريمة الخيانة العظمى والتآمر على دولة المدينة أو للتحريض ومساعدة أعداء الدولة، وليس لعقيدتهم الدينية على الإطلاق، لكن السيد كاتب الملاحظات، وعينه بالضرورة على عدد من المستشرقين يعدون على أصابع اليد الواحدة، يُطالب بحذف المعالجة الموضوعية، ويكتب بخط يده: «كتابة التاريخ من هذا المنظور الإسلامى  يُقابله دون شك منظور مخالف تمامًا»، ثم يطالب بـ«التركيز فقط» على ما يخدم «هدف الكتاب» خدمة مباشرة! يقول الكتاب: إن النبى  صلى الله عليه وسلم لم يعاقب أحدًا لأسباب دينية، وأنه أتاح للجميع حُرية التعبير عن معتقداتهم وممارسة شعائرهم، لكنه توقف عند خيانة البعض الوطنية للوطن الذى  يعيشون فى كنفه، ولكن من الواضح أن هذا كله لا يخدم «الأهداف» التى  يريدها مركز «ابن خلدون»؛ لأنه يريد التوجُّه إلى الغرب بما يريده عدد من أفراده، وليس بما يجب معرفته، ويسعى إلى تجنُّب إغضاب البعض من ذوى  النفوذ فى  أوروبا وأمريكا، ولا يتورَّع فى  سبيل ذلك عن التشكيك فى  التاريخ الإسلامى والتعاطُف مع التاريخ الذى يكتبه بعض المستشرقين!.. السيد كاتب الملاحظات محكوم بفكرة مُسيطِرة تقول بأن: الإسلام ضد حرية الرأى  والتعبير، ويقوم على القهر والإكراه، وفى  القرآن الكريم والسُّنة النبوية وأفعال الصحابة ما يُثبت وجهة نظره غير المنصفة وغير العِلمية. ما الذى  يقوله عن القرآن والسُّنَّة والصحابة؟! يستشهد الكتيب بآيات القرآن التى  تحدَّى فيها الله سبحانه وتعالى الملائكة بمخلوقه الجديد «آدم»؛ الأمر الذى  يُدلِّل على عُمق فكرة تكريم الإنسان فى  القرآن الكريم، تمهيدًا لمنحه كامل الحرية فى  الاختيار، ويرد على الملائكة عندما يتساءلون عن سِرِّ خلافة آدم: {إِنِّى  أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، ويُعلِّق كاتب الملاحظات خفيف الظِّل عميق الثقافة: «هل هذا ردٌّ شافٍ لسؤال الملائكة؟!»؛ لأنه يجهل كيفية قراءة القرآن وإدراك معانيه ومراميه، كما يجهل تمامًا اللغة العربية وتراكيبها المختلفة؛ لذلك فإن ملاحظاته تصل إلى هذا القَدْر الهائل من الاستخفاف والسَّطحية! يُبرهن الكتيب على أن كل آيات القتال فى  القرآن تُوضِّح أن قتال المسلمين للمشركين مرتبط بقتالهم للمسلمين، وليس مترتِّبًا على شركهم. وتعتمد البرهنة السابقة على اجتهادات مُضيئة مستنيرة لعلماء أجِلَّاء، فى مقدمتهم الإمام الأكبر محمود شلتوت، فى  كتابه المهم «الإسلام عقيدة وشريعة»، فإذا بكاتب الملاحظات الذى  لا تروقه النتيجة يرفض كلام شيخ كبير من شيوخ الأزهر العظام، ويؤكد أن هذا الكلام لا يُمثِّل إلا صاحبه، ولا يُعتدُّ به كحُجَّة من حُجج الإسلام! الهوى كله لما يقوله المتطرفون المتشنِّجون، فأقوالهم هى الإسلام، أما الشيخ شلتوت فدون هؤلاء الصِّبية الذين يُسيئون إلى الإسلام، ويحظون بالاحترام، ويؤخذ الإسلام من أفواههم دون ملاحظات!
يذهب الكتيب إلى أن حُرِّية الاعتقاد مكفولة فى الإسلام طبقًا لتعاليم القرآن الكريم، وأنه {لَا إِكْرَاهَ فِى  الدِّينِ}. لا يروق التحليل لكاتب الملاحظات؛ فهو يشير إلى وجود آيات مضادة - وهذا غير صحيح - ويُقدِّم تأويلًا غريبًا لآية: {لَا إِكْرَاهَ فِى  الدِّينِ}، فيقول بخط يده فى  ملاحظاته: «قد يُقال: {لَا إِكْرَاهَ فِى  الدِّينِ} ولكن ستتعامل باحتقار، وتفقد حقوقك فى  التعامل مثل المسلم المؤمن». ولا يحتاج الأمر إلى تعليق، فالنِّيَّة مُبيَّتة على أن يسلب من الإسلام كل خير، ولا يوصف إلا بالإكراه والقهر وقَمْع الحُرِّيات! يستعين الكتيب بتفسير الشيخ محمد الخضرى للآيات العشرين التى أوردها السيوطى باعتبارها منسوخة فى  محاولة لتأكيد أن آية {لَا إِكْرَاهَ فِى  الدِّينِ} لم يتم نسخها. ويُعلِّق كاتب الملاحظات: «ولماذا نأخذ بكلام الشيخ الخضرى بدلًا من كلام السيوطي؟»، المطلوب أن نأخذ بما يتوافق مع الأهداف التى  يُريدها مركز «ابن خلدون»، وليس مطلوبًا أن نُقدِّم الإسلام المتسامح!. أى منهج هذا؟ وما حقيقة الأهداف التى  تُحقِّقها ترجمة كتب تُسيء إلى الإسلام وتُرسخ الصورة النمطية السلبية السائدة عنه فى  الولايات المتحدة والغرب؟! وتؤكد كل مقولات المتطرفين والإرهابيين عنه وماذا سنكسب جميعا لو انتصرنا لحجج وأفكار المتطرفين والإرهابيين وأهملنا مقولات وأفكار علماء أجلاء كالشيخ شلتوت والشيخ الخضري..
الغريب أن ذات المركز ورئيسه أول من أداروا حوارًا بين جماعة الاخوان والغرب عبر مجموعة من قيادات الاخوان وعدد من سفراء الاتحاد الاوربى فيما عرف بلقاء النادى  السويسرى  بالقاهرة فى ١٨ مارس ٢٠٠٣، وأول من قدمهم لمراكز البحوث الغربية والامريكية ليناقشوا معهم ما أسموه وقتها بالمناطق الرمادية فى  رؤية الحركات الإسلامية.
القتال فى  الإسلام:
يرفض كاتب ملاحظات «ابن خلدون» مقولة إن الهدف من القتال فى  الإسلام هو الدفاع عن النفس، فالهدف – عنده - هو نشر الإسلام!.. الآية واضحة: {قَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا}، لكن العلم الغزير لكاتب الملاحظات «العلمية» يرى ما لا يراه الجميع! وآية أخرى صريحة واضحة فى  منح الأمان لمن يلقى السلام، فإذا بكاتب الملاحظات لا يجد ما يقوله إلا: «غير معقول»! بينما الأكيد أن ما يقوله هو كان «غير المعقول»!!
يُصِرُّ كاتب ملاحظات مركز ابن خلدون على أن الكثير من الآيات والأحاديث يتنافى مع حقوق الإنسان! ولا يُكلِّف نفسه عناء تحديد الآيات والأحاديث؛ ذلك أنه عداء لا ينهض على أُسُس، ويحرص على التصيُّد والإساءة المتحاملة التى  تتجلَّى فى  اعتراضه على ما ورَد فى  الكتيب من أن الإسلام قدَّم إطارًا نظريًّا مِثاليًّا فى  التعامل مع قضية حرية الرأى  والتعبير، فهو يكتب بخط يده: «ليس مثالى  على الإطلاق». ويعود كاتب الملاحظات فى  موضع آخر ليقول بالنص: «إن كثيرًا من أحاديث الرسول تتعارض مع حقوق الإنسان، فلماذا تنتقى  منها ما يحض على احترام حقوق الإنسان فقط»! «الكثير» الذى  يتعارَض مع حقوق الإنسان؟ فلماذا لا يتطوَّع سيادته بذِكر نموذج صحيح واحد لهذه الأحاديث التى يزعمها؟! والتى فندها عدد كبير من المحدثين وعلماء الحديث وما الذى  سنستفيده، غربًا وشرقًا، إذا قلنا إن تفنيد هؤلاء العلماء الأجلاء لتلك الأحاديث خطأ وإن مفهوم المتطرفين والإرهابين لتلك الاحاديث هى  الصواب بعينه.
 


الحقيقة إن البعض منا وليس من الغرب يريدون شيئًا محدَّدًا ويتصوَّرون أن على الباحثين «السمع والطاعة وتنفيذ التعليمات والأوامر»! وتصل الوقاحة إلى ذروتها، وهذا أخف تعبير ممكن، عندما يتحدَّث الكتيب عن هجرة الرسول عليه السلام وقبوله التعايُش السلمى مع غير المسلمين فى المدينة.. يُعلِّق كاتب الملاحظات العبقري: «يا سلام! وهل كان يملك إلا ذلك وهو المهاجِر إليهم؟» وقاحة متناهية! فما علاقة كلمة «يا سلام» بالمنهج العلمى؟! ثم إن الرسول لم يهاجر إلى المدينة قبل أن يتم دعوته من أهلها، فقد لبَّى صلى الله عليه وسلم دعوة الأنصار، وكان ملء قلوبهم، لكنه الجهل والتعصب وتوهُّم خِفَّة الظِّل فى  غير موضعها! وكلمة الوقاحة لا تكفى عند التوقُّف أمام ملاحظة أخرى من ملاحظات مركز ابن خلدون، فعندما يتحدَّث الكُتيب عن نوعية الأسئلة التى  طرحها البعض على الرسول عليه السلام حول «الساعة» و«الروح» و«ذى  القرنين»، وكيف قدَّم الرسول المثَل الأروع فى  الحوار القائم على الحرية الكاملة فى  التعبير بلا حدود، يُعلِّق كاتب الملاحظات متجاوزًا كل حدود اللياقة: «لماذا هذا الاستنتاج؟ أسئلة وجيهة يجب توجيهها لمن ادَّعى النبوة»! هكذا يتكلم «ابن خلدون» وهكذا يتوجَّهون إلى الغرب: أسئلة وجيهة لمن «ادَّعى» النبوة!.. يتوقف الكتيب فى  فصله الثالث أمام «حرية الرأى  والتعبير عبر التاريخ الإسلامي»، وينهال كاتب الملاحظات بتعليقات بعيدة عن الموضوعية، ومفارقة لآداب الحوار.
وحتى نتجنَّب الإطالة يمكن التوقُّف أمام نموذج واحد يُعلِّق به كاتب الملاحظات على اجتهادات الخليفة الثالث عمر بن الخطاب رضى  الله عنه وأسلوبه فى  الحكم قائلًا: «لقد توخَّى العدل بين المسلمين، وكان ظالِمًا ومفتريًا على كافة الشعوب التى  فتح بلدانها»! الهدف إذن أن نتوجَّه إلى الولايات المتحدة والغرب ونحن نُقدِّم الخطاب الإيجابى للإسلام، فنقول: إن واحدًا من أعظم رموز العدالة فى  التاريخ الإسلامى عمر بن الخطاب، كان ظالِمًا ومفتريًا! ما الذى  أراده مركز ابن خلدون على وجه التحديد؟ الإساءة إلى الإسلام وإدانة مبادئه وقِيَمه وأفكاره، والتشهير برموزه؟ وإذا كان «المركز العربى  للبحوث والدراسات» وشخصى  المتواضع، آنذاك، استطاعا مواجهة هذا التحدى، ورفض أن يكونا أداة لمثل هذه التوجهات المشبوهة، فإن ما حدث، وما زال يحدث، مع باحثين ومراكز أخرى أمرٌ يندى له الجبين.
لذلك ظل هذا اللغط حول الإسلام والمسلمين موجودًا فى الغرب حتى هذه اللحظة، ولذلك انشأنا مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس عام ٢٠١٧ وأثنينا بإنشاء موقع "لو ديالوج" فى  ٢٠٢٣ محاولةً منا لشرح قيم الاسلام وتاريخه بشكل صحيح وتوضيح حقائق تيارات الإسلام السياسى والفروق الجوهرية بين أفكارها وبين الفكر الإسلامى  بكل وضوح ليعى من يعى  الحقائق عن بينة وليدخل معنا الحوار من يدخل عن بينة.
إن حُرِّية الفكر حقٌّ لا يحتمل الجدال، لكن «الفكر» يعنى  التَّسلُّح بالكثير من العلم والموضوعية، ولا ينبغى  أن يفضى  إلى مثل هذا المنهج فى  التناول الذى دلَّت عليه ملاحظات مركز ابن خلدون ومن دار فى  فلكه، والله من وراء القصد وهو يهدى  السبيل.
لمطالعة موقع ديالوج.. عبر الرابط التالي:

https://www.ledialogue.fr/