ركزت مجلة "ذا ديبلومات" الأمريكية، المتخصصة في الشئون الآسيوية، على خطر تصعيد كوريا الشمالية من اختباراتها وتجاربها النووية والصاروخية في أعقاب التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وذلك رغم عدم كثافة الاختبارات الصاروخية والنووية لبيونج يانج هذا العام.
ووفقا للمجلة، يُجري الجيشان الكوري الجنوبي والأمريكي تمرينا مكثفا ليوم واحد، وهو تدريب محاكاة بالكمبيوتر، في البنتاجون يوم 22 فبراير الجاري، كما سيجري الجانبان تدريبات درع الحرية، وهي مناورة عسكرية دورية لمدة 11 يوما خلال شهر مارس المقبل.
وذكرت المجلة في تقرير لها أنه مع تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة شرق آسيا، حذرت كوريا الشمالية مرة أخرى من اتخاذ تدابير مماثلة، وهو ما يأتي بعد أسبوعين من تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية موقف البلاد "النووي مقابل النووي" ضد الولايات المتحدة.
وفي البيان الكوري الشمالي، أشارت وزارة الخارجية إلى أنه "إذا كان خيار الولايات المتحدة هو إظهار قوتها ومواجهة كل شيء بالقوة، فإن الأمر نفسه ينطبق على خيار كوريا الديمقراطية (الشمالية)".
وفي إشارة إلى استعداد الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي لإجراء مناورات عسكرية مكثفة هذا العام، اتهمت كوريا الشمالية واشنطن وسول بتصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، بينما تمتنع كوريا الشمالية عن "أي عمل عسكري خاص"، بحسب بيان الخارجية الكورية الشمالية، مضيفا أن المخططات العسكرية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة "تتعدى على المصالح الأمنية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".
ورأت الخارجية الكورية الشمالية أن "الواقع يثبت بوضوح أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هما المجرمان اللدودان اللذان يعملان عن عمد على زعزعة السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.. لذلك يجب على كوريا الديمقراطية أن تتخذ ردود فعل لأن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كشفتا علانية عن محاولتهما الخطيرة لتحقيق التفوق العسكري طويل الأمد في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة".
ونوهت "ذا ديبلومات" بأنه رغم إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية في اليوم الأول من العام الجاري، فإنها أوقفت تجاربها الصاروخية خلال الأسابيع القليلة الماضية، حتى الأسبوع الماضي عندما أقيم عرض عسكري في بيونج يانج؛ حيث أظهرت كوريا الشمالية قدراتها الصاروخية المتقدمة من خلال عرض عشرات من أحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات من طراز "هواسونج-17" وصواريخ باليستية جديدة عابرة للقارات يشتبه في أنها تعمل بالوقود الصلب.
ولفتت إلى أن بيونج يانج لم تبدأ هذا العام بأنشطة عسكرية مكثفة كما فعلت العام الماضي، وربما يرجع ذلك إلى معاناة كوريا الشمالية على ما يبدو من أزمة غذاء خطيرة، وهو ما قد يجعل الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونج أون، غير قادر على تحطيم الرقم القياسي لتجارب الصواريخ الذي حققه العام الماضي بسبب نقص الموارد المالية حاليا، خاصة وأن الصين وكوريا الشمالية لم تفتحا بعد حدودهما بالكامل أمام حركة التجارة الثنائية منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأشارت إلى أن بيونج يانج رفضت قبول المساعدات الإنسانية من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية رغم استمرارهما في عرض هذا الدعم الإنساني مرارا وتكرارا.
من ناحية أخرى، فإن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية وصفت كوريا الشمالية للمرة الأولى منذ 6 سنوات بأنها "عدونا"، وذلك في أحدث تقرير حول موقف البلاد من القضايا الأمنية والدول المجاورة، وهو ما يتماشى مع النهج المتشدد لرئيس كوريا الجنوبية المحافظ يون سوك يول.
وعلى الجانب الآخر، فإن بيونج يانج تؤكد حقها في الدفاع عن النفس ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وهو ما ظهر في تحذير وزارة الخارجية الشمالية صراحةً من اتخاذ تدابير مماثلة ضد التدريبات العسكرية المشتركة المقررة بين سول وواشنطن.
وحذرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية من أنه "في حالة تنفيذ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لخطة التدريبات العسكرية المعلنة بالفعل والتي تعتبرها جمهورية كوريا الشمالية بمثابة استعدادات لحرب عدوانية، فإنهما سيواجهان ردود فعل قوية ومستمرة بشكل غير مسبوق".
واستنادا إلى بيان كوريا الشمالية، الذي أوردته مجلة "ذا ديبلومات"، فمن المرجح أن ترد بيونج يانج بقوة على التدريبات العسكرية، وبحسب المجلة، فإن "الإجراءات المضادة" لكوريا الشمالية كانت تتراوح، في الماضي، بين إطلاق صواريخ إلى قصف مدفعي موجه إلى المحيط وإرسال الطائرات المقاتلة بالقرب من الحدود بين الكوريتين.
العالم
تقرير: كوريا الشمالية تهدد بالتصعيد ردا على المناورات الأمريكية-الكورية الجنوبية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق