واقفا بمفرده أمام خيمة بالية تغلب عليها الرقاع، ينادي في الناس ليأخذوا الطعام، ربما يبدو لك من النظرة الأولى أنه مسكين من مساكين السيدة يطلب حسنة من المارة، إلا أنه قد نصب خيمته وأقام الخدمة بمفرده، فهو طوال الشهور الماضية يجمع تكاليفها من أهل الخير الذين يعرفونه جيدا ويعرفون ماذا سيصنع بهذه الأموال، يصطحب مجموعة إلى خيمته ويغلق الباب ويبدأ في تقديم الطعام، يترك الشعلة التي يطهي الطعام عليها مشتعلة تعمل على التدفئة ويصنع عليها الشاي ليقدمه لهم بعد أن ينتهوا من الأكل ثم يطلب منهم الصلاة على النبي ويودعهم حتى يستقبل مجموعة أخرى.
يقول الحاج على حسن "إن إطعام الطعام وجمع الأصدقاء من أجمل الأعمال وأفضلها، أنا خدام الغلابة كله بمجهودي لأجل الله وآل البيت وفلوس المائدة من أهل الخير وأنا بالمجهود، تعلقت بالمولد وحب آل البيت من والدي الذي كان ياخدني معاه كل الموالد لخدمة المساكين والغلابة وإطعام المسكين، كل واحد هيدعي ويصلي على النبي ناخد حسنات ومحبة في قلبي، لا اعرفهم ولا يعرفوني يأكلوا ويصلوا علي النبي ويمشوا بعدها بحس بتعافي في قلبي وربنا بيبعد عني الشر كله لوجه الله ورسول الله".
ويضيف حسن أنه ينام ساعات قليلة في اليوم حيث يقوم بتجهيز الطعام وغسل الأواني عقب صلاة الفجر ثم يرتاح قليلا ليبدأ في استقبال الناس بعد صلاة الظهر حتى ساعة متأخرة من الليل، وكلما نفد الطعام يجهز غيره ثم ينضم لحلقات الذكر والصلاة التي تمتد إلى الفجر ثم يبدأ في يوم جديد من العمل.