الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

«أسوشيتد برس»: زلزال تركيا المدمر يحيي الجدل حول بناء محطة نووية.. نشطاء: مشروع المحطة النووية يشكل تهديدًا كبيرًا بعد الكارثة

زلزال
زلزال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أدى الزلزال المدمر الذى أطاح بالعديد من المبانى فى أجزاء من تركيا وسوريا المجاورة إلى إحياء الجدل بتركيا وفى قبرص المجاورة حول محطة طاقة نووية كبيرة يتم بناؤها على الساحل الجنوبى للبحر المتوسط فى تركيا.
فحجم الزلزال - وهو الأكثر دموية فى تاريخ تركيا الحديث - زاد من حدة المخاوف الحالية بشأن المنشأة التى يتم بناؤها على حافة خط صدع رئيسي.
وتقول شركة "روساتوم" الروسية المملوكة للدولة والمسئولة عن المشروع، إن محطة الطاقة مصممة "لتحمل التأثيرات الخارجية الشديدة" من زلزال بقوة ٩ درجات، وفى بناء محطة الطاقة النووية ، تم تصميم المحطات لتحمل الاهتزازات الأكثر حدة مما تم تسجيله سابقًا فى المنطقة التى تقع فيها. وقالت "روساتوم" لوكالة "أسوشييتد برس" عبر البريد الإلكترونى إن احتمال وقوع زلزال قوته ٩ درجات بالقرب من مفاعل أكويو "مرة واحدة كل ١٠٠٠٠ عام تقريبًا". "هذا هو بالضبط كيف يتم تنفيذ هامش مفهوم السلامة".
لا خطط فورية
وقال مسئول فى وزارة الطاقة التركية ، لـ"أسوشيتد برس"، إنه لا توجد خطط فورية لإعادة تقييم المشروع، ومع ذلك، لا يزال بعض النشطاء يقولون إن مشروع أول محطة للطاقة النووية فى تركيا يشكل تهديدًا كبيرًا.
من جانبه؛ قال أندرو ويتاكر أستاذ الهندسة المدنية فى جامعة بوفالو والخبير فى هندسة الزلازل والهياكل النووية، إن المنشآت النووية مبنية من الخرسانة المسلحة بشدة، وتتناسب مع اهتزازات الزلازل القوية، وهى أقوى بكثير من المبانى التجارية.
وأضاف "ويتاكر"، أن حقيقة أنه يقع قبالة الطرف الغربى لصدع شرق الأناضول، والذى ارتبط بالزلزال القوى الأسبوع الماضي، يشير إلى أنه كان من الممكن فحص التصميم بحثًا عن اهتزاز كبير.
توخى الحذر
ومع ذلك، قال ويتاكر سيكون من الحكمة إعادة تقييم حسابات المخاطر الزلزالية فى المنطقة لجميع البنية التحتية، بما فى ذلك المحطة؛ مضيفًا أنه: "لا يوجد سبب للقلق، لكن هناك دائمًا سبب لتوخى الحذر".
وجدد نشطاء فى تركيا وعلى جانبى قبرص المقسمة عرقيا، دعواتهم لإلغاء المشروع، قائلين إن الزلزال المدمر هو دليل واضح على الخطر الكبير الذى تشكله محطة للطاقة النووية بالقرب من خطوط الصدع الزلزالي.
وفى بيان إلى وكالة "الأسوشييتد برس"، قالت المنصة القبرصية لمكافحة الأسلحة النووية، وهى ائتلاف يضم أكثر من ٥٠ مجموعة من القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك المدافعين عن البيئة والنقابات والأحزاب السياسية، إنها "تدعو جميع الأحزاب السياسية والمنظمات العلمية والبيئية والمجتمع المدنى للانضمام إلى الجهود والضغط على الحكومة التركية لإنهاء خططها لمحطة أكويو للطاقة النووية".
وسأل عضو البرلمان الأوروبى القبرصى ديميتريس باباداكيس المفوضية الأوروبية عن الإجراءات الفورية التى تعتزم اتخاذها لوقف المحطة بسبب المخاطر التى يشكلها بناء محطة طاقة نووية فى منطقة زلزالية قريبة جدًا من قبرص.
تم تصميم محطات الطاقة النووية فى جميع أنحاء العالم لتحمل الزلازل وتغلق بأمان فى حالة حدوث حركة أرضية كبرى، وتعمل حوالى ٢٠٪ من المفاعلات النووية فى مناطق نشاط زلزالى كبير، وفقًا للرابطة النووية العالمية. على سبيل المثال؛ تقع المحطات النووية اليابانية، بما فى ذلك محطة هاماوكا للطاقة النووية، فى مناطق يُتوقع فيها حدوث زلازل تصل قوتها إلى ٨.٥ درجة، بحسب الرابطة.
وتم تبنى معايير أمان أكثر صرامة بعد كارثة فوكوشيما النووية عام ٢٠١١، عندما اصطدم تسونامى بمحطة دايتشي، مما أدى إلى ذوبان ثلاثة مفاعلات وإطلاق مستويات خطيرة من الإشعاع. وتم تصميم محطة ديابلو كانيون للطاقة فى كاليفورنيا لتحمل بأمان الزلازل وأمواج تسونامى والفيضانات التى يمكن أن تحدث فى المنطقة أيضًا، وفقًا لمشغلها.
بناء المحطة
وقدم المنظمون النوويون الأتراك ترخيصًا لبناء المحطة فى أكويو فى عام ١٩٧٦ بعد ثمانى سنوات من الدراسات السيزمية لتحديد الموقع الأنسب، ولكن تم إبطاء المشروع بعد حادث تشيرنوبيل النووى فى عام ١٩٨٦. وبدأ بناء المفاعل الأول فى عام ٢٠١٨، وعادة ما تستغرق محطات الطاقة النووية الكبيرة بعض الوقت بسبب حجم البنية التحتية وحجمها وتعقيدها، والتأخيرات المرتبطة بالمحطات الأولى من نوعها. ووفقًا لشركة "روساتوم"، تشير دراسة أجراها مكتب تركيا للوقاية من حالات الطوارئ والقضاء عليها إلى أن الموقع فى أكويو - على بعد ٦٠ ميلاً (٩٥ كيلومترًا) من الساحل الشمالى لقبرص- يقع فى منطقة زلزال من الدرجة الخامسة، وهى تعتبر المنطقة الأكثر أمانًا من حيث الزلازل.
وقالت الشركة إن تصميم المصنع يتضمن جدارًا خرسانيًا مقوى خارجيًا وغطاء حماية داخليًا مصنوعًا من "الخرسانة سابقة الإجهاد"، مع كابلات معدنية ممتدة داخل القشرة الخرسانية لإضفاء مزيد من الصلابة على الهيكل، على حد قول الشركة.
وأوضحت "روساتوم" أن تصميم المفاعل الحديث، VVER-١٢٠٠ الروسي، يشتمل على ميزة أمان إضافية - مخروط فولاذى بوزن ١٤٤ طنًا يسمى "الماسك الأساسي" والذى فى حالات الطوارئ، يحبس ويبرد أى مواد مشعة منصهرة. وأكدت الشركة أن وحدات الطاقة التى تحتوى على مفاعلات VVER-١٢٠٠ تتوافق مع متطلبات ما بعد فوكوشيما للوكالة الدولية للطاقة الذرية. هناك بعد سياسى للقلق بشأن المحطة: اتهمت قبرص تركيا بزيادة اعتماد القبارصة الأتراك عليها من أجل ترسيخ الانقسام العرقى فى الجزيرة. وقالت تركيا إنها ستزود القبارصة الأتراك المنفصلين شمال الجزيرة بالكهرباء عبر كابل تحت البحر. هناك خط أنابيب معلق على بعد بضع مئات من الأمتار تحت سطح البحر الأبيض المتوسط يمد الشمال بالفعل بالمياه.
النووى والكهرباء
المحطة، التى من المقرر بدء تشغيل أول مفاعلاتها الأربعة فى وقت لاحق من هذا العام، ستبلغ طاقتها الإجمالية ٤٨٠٠ ميجاوات من الكهرباء، مما يوفر حوالى ١٠٪ من احتياجات الكهرباء فى تركيا.
وأضافت “روساتوم” أنه وفقًا للأرقام الحكومية، إذا بدأت محطة الطاقة العمل اليوم، فيمكن أن توفر بمفردها ما يكفى من الكهرباء لمدينة يبلغ عدد سكانها حوالى ١٥ مليون نسمة، مثل اسطنبول.
وتقدر تكلفة المشروع بـ ٢٠ مليار دولار، تمتلك شركة “روساتوم” حصة ٩٩.٢٪ فى المشروع، وقد تم التعاقد معها لبناء وصيانة وتشغيل وإيقاف تشغيل المحطة.