بوجه بشوش يتلألأ بنظرات الفرح والاحتفال، مرتديًا جلبابًا بياقته المصرية المعروفة أو كما يسمونها "القيطان" وطاقية فلاح مصري أصيل، واقفا أمام خيمته التي نصبها في إحدى الشوارع المؤدية إلى مقام السيدة، يدعو المارة لتناول الطعام أو لأخذ مشروب ساخن يعينه على مواصلة السعي في هذا الجو شديد البرودة، وما بين حين وآخر يصدح صوتيه بالصلاة على النبي وآله، فتحي بهنسي الذي جاوز الستين من عمره جاء من قرية شبراهور مركز السنبلاوين محافظة الغربية ليقيم خدمته بجوار السيدة زينب.
يعتاد «بهنسي» حضور الموالد في جميع أنحاء مصر على قدر استطاعته أما الخدمة فيقضيها في موالد معينة وهي مولد سيدنا الحسين والسيدة نفيسة، ومولد سيدنا علي زين العابدين ومولد السيدة زينب، ومولد عبد الله ابن سلام ومولد الشهداء بقريته شبراهور التابعة لمركز السنبلاوين حيث يقوم بنصب الخيمة وإحضار أدوات الطهي والطعام، وتساعده زوجته في تجهيز الطعام والمشروبات من أجل زوار ومريدي السيدة، ويعرف بهنسي الخدمة على أنها الموائد التي يقدم فيها الطعام والشراب، وذلك إيمانا منه بما ورد في الأثر "لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع".
ويستهدف «بهنسي» بخدمته الفقراء والمساكين من زوار آل البيت، حبا في آل بيت رسول الله وإحياء ذكراهم، حيث تستمر الخدمة 6 أيام وأكثر يجلس في الخيمة ويقدم الطعام والمشروبات للجميع ويعقد حلقات الذكر والصلاة على سيدنا النبي ويتغنون معا بالأناشيد التي تمدح آل البيت وتعد فضائلهم ونسبهم الشريف، فيقول بهنسي "نحن بهذا العمل نتقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ" حيث يعتقد بهنسي أن القربى في الآية الكريمة تعود على آل البيت، وأن النبي يطلب من أتباعه أن يودوه في آل بيته ويحتفلون بهم.