رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

صالح مرسي.. رائد الرواية المُخابراتية العربية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كتب القصص بشكل منتظم قبل أن يترك العمل بالبحر بثلاث سنوات، حيث كان يعمل مساعد مهندس بحري، وكان حينها قد بدأ في فهم معنى القصة التي وجد نفسه في كتابتها، لا سيما بعد تأثره الكبير بالبحر، ليتحول بعدها لكتابة الأدب المُخابراتي، إنه الروائي الراحل صالح مرسي الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده. 


كانت بداية "صالح مرسي" مع "عالم المخابرات" حينما كتب مسلسل "الصعود إلى الهاوية"، من ملفات المخابرات المصرية. وحينما شرع "صالح مرسي" في كتابة "دموع في عيون وقحة" قدمها كتابًا تسجيليًا، أو كأدب تسجيلي، كان يحكي خلاله ما حدث بالضبط بأسماء الجواسيس.


أسهم الأديب المصري صالح مرسي المولود في مثل هذا اليوم 17 فبراير 1929م، بمدينة كفر الزيات، محافظة الغربية في إحداث نقلة نوعية للرواية المخابراتية، ونشر عددًا من الأعمال التي ساهمت في ترسيخ هذا النمط الروائي بداية من مجموعته القصصية "الصعود إلى الهاوية" عام 1976م التي تتناول الصراع بين المخابرات المصرية والموساد، مرورًا برواية "الحفار" التي تناولت واحدة من أهم عمليات جهاز المخابرات المصرية، ثم الروايات ذات الأجزاء المتعددة، والتي لقيت ذيوعًا كبيرًا في الدراما ومنها "رأفت الهجان: كنت جاسوسًا في إسرائيل"، و"سامية فهمي"، و"دموع في عيون وقحة".


حينما عُرض عليه كتابة "الحفار"، رفض "صالح" في البداية لسببين، الأول أنه كتب بالفعل "دموع في عيون وقحة" ومسلسلين إذاعيين من ملفات المخابرات المصرية، ونشر كتاب به مجموعة عمليات تجسس، والثاني أنه كان أديبًا كتب العديد من الأعمال الروائية لا سيما المُتعلقة بالبحر وحياته، ولكنه حينما شرع في كتابة "الحفار" تبادر إلى ذهنه سؤلًا مفاده، لماذا لا يكون هناك أديب مصري سابق لغيره يقوم بتحويل الواقع الحي الموثق بكل التواريخ والأسماء إلى عمل أدبي مُتكامل؟ ولكن واجهته أزمة الفنيات؛ فنيات الكتابة الإبداعية في أدب المخابرات التي  كانت هامة جدًا وبالغة الدقة والصعوبة في آن؛ "لأنه حينما يشرع في الكتابة عن عملية حدثت في بلد ما أو على حدود دولة ما مثل السنغال أو دكار أو أذربيجان، كان لابد له أن يرجع لما حدث على أرضها، وتاريخها، وعلاقتها بالاستعمار وتأثيره عليها، بحيث تكون الكتابة حقيقية ومحاكاة لما حدث على أرض الواقع بالفعل، وأن يكون على علم بالمجتمع الذي سيكتب عنه ليكون التخييل متسقًا مع الواقع الذي يتحدث عنه، وهو ما حدث في رواية "الحفار" التي أحدثت ضجيجًا على المستوى الوطني والعربي والعالمي، لأن ثمة حقائق كانت تُكشف لأول مرة من خلال الرواية عن هذه العملية المُهمة والخطيرة".


كتب صالح مرسي "دموع في عيون وقحة"، و"الحفار، وغيرهما من الأعمال من ملفات جهاز المخابرات، ولكنه حينما قرأ ملف "رأفت الهجان" الذي كتبه "عزيز الجبالي"، ضابط المُخابرات بطل مسلسل رأفت الهجان، اكتشف أنّه أمام كنز، وكانت الحكاية مثيرة لدرجة أنّه كان يبكي وهو يقرأه، رغم أن "الجبالي" أخفى جميع المعلومات الأمنية، ولم يذكر عنها أية تفاصيل، نظرُا لحرصه البالغ ودقته كـ"ضابط مخابرات"، فكانت المسألة بالنسبة لـ"الجبالي" تتخذ شكل صارم جدًا، لأنه كان يعتبر رأفت الهجان أبنه الذي يُتابعه لحظة بلحظة، ومن هنا كانت مساحة التخييل كبيرة لدى صالح مرسي، الذي مزج ما توفر له من معلومات واقعية وحقيقية حول العملية بالخيال، ليُقدّم علمًا أدبيًا متكاملًا بدون خلل في حبكته وتصاعد أحداثه.


أبرز أعمال صالح مرسي، الصعود إلى الهاوية، من ملفات المخابرات المصرية، الطبعة الأولى 1978، دار الهلال، القاهرة، رأفت الهجان "من ملفات المخابرات المصرية"، الجزء الأول 1987، الجزء الثاني 1990، الجزء الثالث 1991، دار أبوللو للنشر والتوزيع، القاهرة، المهاجرون، الطبعة الأولى 1986، دار الهلال، القاهرة، زقاق السيد البلطي، الطبعة الأولى 1987، أبوللو للنشر والتوزيع، القاهرة، البحار مندي، الطبعة الأولى 1990، مكتبة مدبولي، القاهرة، رحلات السندباد البري، الطبعة الأولى 1994، دار الجيل، بيروت، خطاب إلى رجل ميت، الطبعة الأولى 1994، دار الجيل، بيروت، السجين، الطبعة الأولى 1994، دار الجيل، بيروت، هم وأنا، الطبعة الأولى 1996، مكتبة مدبولي، القاهرة، حب للبيع وقصص أخرى، الطبعة الأولى 1996، مكتبة مدبولي، القاهرة، نساء في قطار الجاسوسية، الطبعة الأولى 1994، مكتبة مدبولي، القاهرة، سامية فهمي "من ملفات المخابرات المصرية"، الحفار "من ملفات المخابرات المصرية"، دموع في عيون وقحة "من ملفات المخابرات المصرية"، أنا قلبي دليلي، الطبعة الأولى 2010، دار الشروق، القاهرة.
هذا وقد نُشرت أغلب روايات وقصص صالح مرسي على حلقات في الصحف والمجلات، قبل أن يتم طباعتها في كتب مُجمّعة. وتوفي صالح مرسي يوم 24 أغسطس عام 1996م في الساحل الشمالي إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.